الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليق على دراسة - الدين والدولة في فلسطين-

سامي حسن

2007 / 8 / 12
القضية الفلسطينية


"الدين والدولة في فلسطين" عنوان دراسة للدكتور إياد البرغوثي صدرت عام 2007 عن مركز رام الله لدراسات حقوق الانسان. يعرض الكاتب في هذه الدراسة كيف أن العلمانية ميزت النظام السياسي الفلسطيني منذ عشرينيات القرن الماضي حتى فوز حماس بانتخابات المجلس التشريعي، وبالرغم من حضور الدين في هذا النظام إلا أنه ظل قريباً من النظام العلماني منه إلى الديني، ومن الأمثلة التي عرضها الكاتب للتدليل على ذلك نذكر:
- خطاب أحمد حلمي باشا رئيس حكومة عموم فلسطين إلى جامعة الدول العربية
- الميثاق الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تأسست عام 1964
- وثيقة إعلا ن الاستقلال الصادرة عن المجلس الوطني الفلسطيني 1988
- القانون الأساسي للسلطة الفلسطينية 2002
ثم ينتقل الكاتب للحديث عن الهدف الأساسي للدراسة وهو انعكاسات فوز حماس على النظام السياسي الفلسطيني ومفهوم هذه الحركة للعديد من القضايا كمفهومها للدولة وتطبيق الشريعة و......
ويمكننا تلخيص وتكثيف ما عرضته وتوصلت إليه الدراسة بهذا الخصوص بما يلي:
- بالرغم من أن حماس هي حركة إسلامية تعتبر الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع إلا أنها في نفس الوقت حركة سياسية براغماتية، وهو الذي يفسر كون 12% فقط من برنامج حماس الانتخابي تضمن بنوداً إسلامية، وابتعاد البيان الوزاري لاسماعيل هنية الذي ألقاه أمام المجلس التشريعي عن برنامج حماس، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنها لا تتوانى عن استثمار الدين في السياسة كلما لزم الأمر، ومثال ذلك الفتاوى التي أصدرتها بخصوص إضراب الموظفين ووثيقة الأسرى. وكذلك الخطب التي يلقيها رئيس الوزراء من المساجد
- كان هدف حماس من المشاركة في الانتخابات هو حماية مشروع المقاومة، ولكن هذا الهدف تغير بعد فوزها وأصبح الاستقرار في السلطة والحفاظ عليها وحماية المشروع الاسلامي
- بالرغم من تباين مواقف قيادات حماس إلا أن الموقف الغالب في الحركة هو أنها مع أسلمة المجتمع، أما أسلمة القوانين وتطبيق الشريعة فهي عملية ستأتي بالتدريج، ولكن قول حماس هذا لم يمنعها من القيام ببعض التغييرات ، مثل إضافة حصة للتربية الاسلامية على حساب ساعة النشاط الحر بناءاً على تعليمات صدرت عن وزير التربية والتعليم.
من خلال قراءتنا لهذه الدراسة ( والتي أعتقد أن العنوان الصحيح لها يجب أن يكون" الدين في النظام السياسي الفلسطيني" لأنه ليس هناك من دولة بل هناك سلطة حكم ذاتي، أما فلسطين فهي فلسطين بحدودها التاريخية المعروفة منذ عهد الانتداب البريطاني) يمكننا استخلاص ما يلي:
1- إن القوى المهيمنة على النظام السياسي الفلسطيني (فتح وحماس) تتشابه في استثمارها للدين واستحضاره كلما لزم الأمر بما ينسجم وتحقيق مصالحها وضمان هيمنتها. وقد امتد هذا المنطق في الاستثمار والاستحضار ليشمل العديد من القوى على الساحة الفلسطينية والتي من المفترض أنها علمانية بل ويسارية.
2- إن الممارسات التي قامت بها ولازالت حركة حماس في غزة تدل على زيف ادعاءاتها حول الديمقراطية واحترام التعددية، وينسحب نفس الأمر على حركة فتح في الضفة الغربية
3- إن خلو النظام السياسي الفلسطيني من قوى سياسية يسارية ديمقراطية علمانية حقيقية يجعل من تشكيل هذه القوى وقيادتها للمشروع الوطني الفلسطيني ضرورة تاريخية من أجل تحقيق أهداف هذا المشروع والمتمثلة في هزيمة المشروع الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية الواحدة الديمقراطية العلمانية على كامل فلسطين التاريخية وعودة اللاجئين إلى بيوتهم التي هجروا منها عام 1948








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصة نجاح حلوانية سورية بمدينة غازي عنتاب التركية | عينٌ على


.. إسرائيل ترسل مجددا دبابات إلى شمال قطاع غزة وتزيد الضغط العس




.. السودان: سقوط 27 قتيلا واستخدام - أسلحة ثقيلة- في معارك الفا


.. مصر: التنمر الإلكتروني.. هل تكفي القوانين لردعه؟ • فرانس 24




.. رئيس الوزراء اليوناني في أنقرة في زيارة -حسن جوار-