الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
طبول الحرب لا بد ان تقرع في الخليج
احمد صحن
كاتب وباحث
(Ahmed Sahan)
2007 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية
صفقات أسلحة أمريكية متطورة للدول الصديقة، هكذا رُكبت جملة النبأ الذي تناقلته وسائل الأعلام في الأيام القليلة الماضية، وما ان بدأت تلك الوسائل تلوك بهذا الخبر حتى طرح تساؤل في غاية الأهمية، لما هذا التسلح، وضد من؟ ..
ان لهذه الصفقات العسكرية علامات تدل على ان سير التوتر في منطقة الشرق الأوسط بدأ يزداد بشكل دراماتيكي، اذ تسارعت الأحداث بشكل أكثر من أي وقت مضى، لاسيما ونحن نترقب تقرير باتريوس عن معطيات إستراتيجية بوش التي طبقت في العراق في بداية العام الحالي حيث الأزمة الفعلية، إذ ألقت الخطوة الأمريكية الموسومة بصفقة تسليح الدول الصديقة "المعتدلة" في سلة المراقبين كثير من التحليلات لكن أهمها تنحصر في رؤيتين مفترضتين؛ الأولى : هو ان إدارة بوش لجأت إلى خلق سباق تسلح في منطقة الشرق الأوسط من شأنه ان يجبر إيران على زيادة الانفاق المالي وتعزيز إمكانياتها العسكرية وبالتالي ينعكس هذا الاتجاه على ثلم رغيف الخبز لدى الشعب الإيراني وما يفضي من نتائج شبيه بسيناريو الاتحاد السوفيتي لتحد من سياسة إيران الخارجية وإرغام حكومة طهران على الكف من سياستها الرامية إلى (ايرنة) المنطقة والعودة بها داخل الحدود الإيرانية .
قد يكون هذا الافتراض صحيحا ومع اننا نفترضه وغيرنا من المراقبين الا اننا نرى فيه كثير من نقاط الضعف التي تمنح إيران القوة على إفشاله وإفراغه من أدوات تحقيق اهدافة، اذ ان إيران تمتلك الخبرة في التعامل مع المشكلات الاقتصادية وكذلك كيفية تأمين مستلزمات العيش الرئيسية للشعب الإيراني كما ان إيران لا تحارب او تلي ذراع أمريكا بالأسلحة او الإمكانيات العسكرية؛ صحيح انها مهمة ومن اهم العوامل الحاسمة في الصراعات الدولية، إلا أن إيران تمتلك ادوات التحريك واستثمار لعوامل سوسيولوجية قائمة في الشرق الأوسط، وتستطيع من خلالها ان تعبأ بعض شعوب المنطقة للوقوف بالضد من المشاريع الأمريكية وبالتالي لا يمكن لأمريكا ان تحقق اهدافها المنشودة كما ان بأستطاعة إيران ان تنفذ اجندتها اقتصاديا وسياسيا عبر ساحتها الكبرى ( العراق ) ، وهذا يعزز ثقتنا بواقعية الرؤيا الثانية وجعلها اكثر حيازة لمواصفات التحليل العلمي وهي، الاستعدادات الحربية:
طبول الحرب لا بد ان تقرع في الخليج اذ ان الصراع بين ايران وامريكا لم يكن وليد تداعيات الحرب على العراق وأفغانستان بل ان جذوره تمتد الى قرابة الثلاثة عقود من الزمن.
ان النصر الايراني القائم الان لحد هذه اللحظة على صعد جبهات المواجهة، العراق، لبنان، فلسطين، أفغانستان؛ ربما بدأ هذا النصر يجبر امريكا على خوض حرب شرق اوسطية لكن هذه الحرب ان حصلت فأنها بالتاكيد ستكون قاسية وذات نتائج وخيمة، اذ ان دول الخليج ستكون هذه المرة طرفا مهما وربما مشاركا فعليا فيها على اعتبارها اكثر الدول تضررا من التوسعات الإيرانية...
وسنفترض سيناريو أمريكي مفاده ان ادارة بوش ربما توجه ضربة عسكرية صغيرة الحجم لمنشآت إيران النووية سواء كانت مشرعنة دوليا ام غير ذلك بغية الحصول على رد الفعل الإيراني الذي سيطال دول الخليج، عند اذ تلجأ تلك الدول الى تفعيل اتفاقياتها الدفاعية التي ابرمتها مع الدول الكبرى لغرض حمايتها في تسعينيات القرن المنصرم ليصبح رد الفعل الايراني اشبه بالطعم الذي قد تضطر ايران الى أكلة وتكون حينها الدولة المعتدية بعد ان تلجأ دول الخليج المتضررة بشكوى الى مجلس الامن ضد إيران على انها دولة تزعزع امن الشرق الاوسط لتحصل امريكا بعدها على التأييد وربما على التحالف الدولي المنتظر واذا لم يحصل ذلك فان لدول الخليج الحق في الرد العسكري المدعوم امريكيا على ايران تحت عنوان الدفاع عن النفس حينها تاخذ صفقات الاسلحة دورها في ذلك الرد كما ان علنية الحديث عن دور الأيادي الإيرانية في العراق ولبنان وفلسطين وأفغانستان فان ذلك الحديث سيجعل من الاتحاد الأوربي داعما لوجستيا ان لم يكن مشاركا فعليا في الحرب القادمة اما الصين فانها ترغب في انهاك العظمة الأمريكية في حروبها وخصوصا حروب من هذا النوع أي خروج أمريكا منتصرة لكنها منهكة اقتصاديا وبوجه قبيح لا يساعدها على تحقيق اهدافها وأهمها أمركة العالم .
لكن مع اننا نفترض سيناريوهات لا نعلم بمدى واقعيتها، لكننا نؤكد على حجم الدور السعودي في هذه المهمة فنحن نتذكر جيدا تسلسل الأحداث التي تلت احتلال الكويت فلو لا سياسة العربية السعودية ازاء الأزمة فلم تستطع الولايات المتحدة الأمريكية من القيام بتلك الحرب التي أفضت الى تحرير الكويت وسمحت بأساطيل الحرب الأمريكية تجوب مياه الخليج حيث تبنت السعودية وأخذت على عاتقها مهمة ضيافة القوات الأمريكية على الرغم من المعارضة الشعبية آنذاك كما ان الذريعة لتلك الحشود العسكرية كانت الدفاع عن السعودية وليست تحرير الكويت ومن ثم وصلت غايتها عبر قرار دولي يجيز استخدام القوة ضد نظام صدام ان لم ينسحب من الكويت، لذا فان صفقات الأسلحة الأمريكية يقف خلفها سيناريو يجعل من المملكة العربية السعودية حاملة لأهم الأدوار في الحرب القادمة التي ستحد من هيمنة ايران على الشرق الأوسط اذ ان أمريكا استطاعت ان تقنع اهم دول المنطقة بضرورة تحجيم سياسة إيران الخارجية والحد من ايرنة المنطقة على اعتبار ان هذه المهمة شرق أوسطية وخليجية بامتياز ولان ايران سارت بصراعها مع امريكا بطريق اللا عودة فأننا نعتبر صفقات الأسلحة هذه هي استعدادات لشن الحرب على ايران لان ادارة بوش ودول الخليج أدركوا ان مسير إيران باتجاه المنطقة لا يتوقف بالطرق الدبلوماسية.
لكن اذا حصلت تلك الحرب المزعومة بصرف النظر عن سيناريوهات اشعالها هل يتمكن قادتها من تحقيق أهدافها؟؟ نحن والجميع يعرف ان ايران تمتلك أدوات صمود ونصر ضد أي حرب يبيت لها ا?بيت الأبيض، فهي م?ل ذات مساحة جغرافية واسعة ولب يمكن اجتياحها واذا كان الامر كذلك فأنه يتطلب جيوش ضخمة لا يمكن حشدها في ظل التناقض الدولي الحاصل الان. على هذا الاساس فان معظم الإستراتيجيين العسكريين يرجحون توجيه ضربات عسكرية جوية وبحرية قاصمة على كل الصعد الايرانية غيران فرص تغيير النظام وسياسته ستكون قليلة. ويشترط اخر القول بان للعبة السياسية مفاجئات قد تكون لها دور حاسم في تحديد شكل الصراع القادم. بيد ان من المجحف في حق شعب العراق ان تكون أرضه ساحة للهزيمة او النصر ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فولكسفاغن على خطى كوداك؟| الأخبار
.. هل ينجح الرئيس الأميركي القادم في إنهاء حروب العالم؟ | #بزنس
.. الإعلام الإسرائيلي يناقش الخسائر التي تكبدها الجيش خلال الحر
.. نافذة من أمريكا.. أيام قليلة قبل تحديد هوية الساكن الجديد لل
.. مواجهة قوية في قرعة ربع نهائي كأس الرابطة الإنكليزية