الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قليل الكلام : قنينة غاز ومجتمع مدني !

حسين سليم
(Hussain Saleem)

2007 / 8 / 12
حقوق الانسان


لاتستقم الديمقراطية دون مجتمع مدني ، كما لا تستقم بدون حقوق انسان. المجتمع المدني وحقوق الانسان سمتان للديمقراطية الحقيقية. وهما سمات الدولة الديمقراطية الحديثة في العالم المتمدن. و في العراق لازال لدينا عدم ادراك لتطبيقات هذه المفاهيم، على مستوى احزاب ودولة ومجتمع. لقد عانينا جميعا كدولة واحزاب ناهيك عن الوطن والشعب، بهذا او ذاك القدر قسطا من المعاناة ، من نظام شمولي ، يحصي حتى الانفاس. فما بالنا اليوم ، ونحن نعيد اظافر اصابعنا ، نتحول الى نهش الاخرين ، ونتصرف كمن ينسى ويتناسى السجن والمنفى والنضال. وعلى سبيل المثال ، لا الحصر ، اعتبر السيد وزير النفط اخيرا، ان نقابة عمال النفط في البصرة وتظاهراتها السلمية غير شرعية، وكذا الامر مع اصدار مديرية شرطة الناصرية مذكرة اعتقال بحق اربعة صحفيين ، مهمتهم نقل الحقائق كما هي ، عن شكاوى الناس ومعانتهم . والانكى قبل مدة وصلني خبر ، بان المواطن لا يحصل على قنينة غاز، حتى يتوسط لدى حزب ، او جهة متنفذة ، تصل حد المساومات بالانتساب الحزبي . فاين نحن نسير من مفاهيم ، دولة المؤسسات ، الدستور ، فصل السلطات ، حرية الصحافة والتعبير ، وحق التظاهر ، وكل القيم الانسانية التي طالما عملنا وضحينا من اجلها ، ومن منا من لم يذهب الى جنة الخلد ، اخذ نصيبه من السجن والمنفى. تصوروا كيف سيبنى مجتمع مدني في العراق اذا كانت قنينة الغاز مشروطة بعمل سياسي! ونحن نتسأل كما يتسأل الكثير، اذا كانت الدولة ، في كل حقبة زمنية لا تعترف بفعاليات المجتمع المدني وحقوق الانسان كتطبيق حضاري وانساني، فلماذا عملنا بكل السبل لاسقاط النظام المقبور ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق




.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟


.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع




.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد