الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب ... ومواجهته

محمد الخفاجي

2007 / 8 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


تزداد المخاطر التي تحدق بالعراق وتتلاشى الأحلام وتزداد الأيام عتمة ، فالظلام يخيم على البرامج والمشاريع التي أسسنا لها منذ الإطاحة بكابوس النظام السابق ونحن نمني النفس بسيل من الأوهام ... فقد وصل بنا اليأس والإحباط إلى المستوى الذي ينذر بالخطر والذي يهدد البناء الذي نسجناه قبل التاسع من نيسان 2003 وتلاشت أطروحاتنا بمستقبل أفضل . كنا نحلم وآمالنا اعرض من السماء في الخلاص من العسف والكبت والحرمان الذي مررنا به طيلة ثلاثة عقود .ذٌبحت البهجة وشيعنا كل الآمال والطموحات ونحن نئن من كثرة الجراح و الآلام والخسارات.. قتلتنا الشعارات التي جاءت من هنا وهناك ولم نعرف مدى صدقيتها في واقعنا المعاش.. نرى أنفسنا في دوامة جديدة من العنف والإرهاب والتخريب والتهريب الذي شمل الثروات التي يزخر بها البلد وكل ما له قيمة مادية أو معنوية واستشرى الفساد المالي والإداري ،وانعدمت الخدمات البسيطة جدا ،وعم التجاوز على المال العام والرشوة واستبيح كل شيء وفي مقدمته دم الإنسان العراقي، وأصبح الذبح على الهوية هو السمة المميزة للمرحلة.. خابت الآمال في حصول التحول النوعي الذي ننشده لحياتنا لقد سئمنا الوعود المعسولة التي تطرح من هنا وهناك ولا ندري نصدق من ؟ ؟. منذ أكثر من ثلاث سنوات وحصادنا الدمار والخراب والقتل وكأن العراقيين خلقوا للذبح وقرابين للمشاريع الوافدة من خارج الحدود التي لم تنقطع ولا ندري ما تخبئة لنا الأيام ؟؟ وما يضمره لنا المستقبل بعد تلك المعاناة التي استمرت . تتصاعد المخاوف والهواجس وينتابنا الخوف والفزع من المستقبل المجهول ، و حالة القلق تجعلنا نشكك في كل شيء من حولنا ، وكل هذه الأمور تجعلنا نفكر جليا للوقوف على مسببات الوضع الراهن الذي وصلنا إليه والعوامل المحيطة والمؤثرة في استفحاله لكي نحدد معالم الطريق الذي نسلكه للتخلص من هذه الحالة الشاذة بشكل قد لاينسجم أو يتناسب مع رؤى وأطروحات بعض التيارات والقوى التي تتقاطع مع طرحنا هذا لسعيها عن وعي أو دونه في تأجيجه مما أدى إلى الانفلات بشكل مرعب من شأنه أن يهدد الأمن الوطني ويقوض العملية السياسية برمتها . ومن أهم المعضلات التي يمكن معالجتها للخلاص من المأزق الذي نحن فيه، أن ندرس ظاهرة الإرهاب دراسة موضوعية لنضع الحلول الناجعة للحد من مبدأ الفعل ورد الفعل وللقضاء على الانفلات الأمني الذي اتسع دوره ونشاطه والذي استفاد منه واستغله النشاط الإرهابي الذي تتبناه قوى لازالت تعيش القرون الوسطى وفاقدو المصالح والامتيازات تلك القوى التي أزيحت من السلطة والتي تحاول جاهدة بكل الوسائل إلى استعادة سلطتها متحالفة مع قوى ارتدت عباءة الدين وتلبست بقشوره مدعية تمثيله وهي بعيدة عن ابسط مبادئه. تلك الزمر التي اتخذت من بلادنا مسرحاً لعملياتها الإجرامية. إن التصدي الحازم والجريء للقتلة والمجرمين ومن يتعاطف معهم ويوفر لهم الملاذ الآمن والابتعاد عن المجاملات على حساب الدم العراقي ، يستوجب وضع خطط جديدة وفاعلة للتصدي لتلك الزمر و يتطلب من السلطة بكل مكوناتها وبتعاون المواطنين وعدم الاعتماد على القوات متعددة الجنسيات و التي ترى في الفوضى مستقرا لها على ارض العراق لأطول فترة ، ومتابعة الداخلين إلى العراق بالطرق غير الشرعية والقيام بحملة إعلامية واسعة النطاق لحث المواطنين للإبلاغ عن المشبوهين وتفعيل دور القضاء و قوى الشرطة والجيش وجعلها عراقية التوجه والسلوك حقا وفعلا و للقيام بهذه المهمة التي تحقق الأمن والسلام والكشف عن مصادر التمويل والإيواء وكشف وتعرية كل من يقف وراءها ، أن تلك القوى الأرهابيةلايمكن أن تعمل لولا الخدمات اللوجستية التي تقدمها قوى الظلام ، ولما استطاعت تلك العصابات تحقيق ما تصبو إليه من دمار وخراب وقتل للأبرياء ... ولكي نوقف هذه الهجمة الشرسة لابد إن تتكاثف كل الجهود الوطنية الخيرة ولنضع برنامجا واضحا صريحا دقيقا للحد من أعمال المنحرفين والمنتفعين من الانفلات وعدم الاستقرار والفوضى الاجتماعية التي استشرت في الفترة الأخيرة وأصبحت الشغل الشاغل لكل الموطنين والعمل على تفتيت بؤر الفوضى للحد من شرورها التي باتت تهدد الأمن الوطني وعلى كل الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية . . وتجنيب شعبنا الخسائر البشرية والمادية التي تذهب من جراء تلك الإعمال وما تسببه من آثار نفسية على المواطنين ، والذي بدوره يشل العملية الاقتصادية ويضع العراقيل والعقبات أمام بناء العراق . و نعتقد بأن الخطر لازال يهدد الأمن الاجتماعي مدعوما بإعلام معروف النوايا مسبقا تموله بعض الدوائر الإقليمية التي من مصلحتها أن لايستقر الوضع في العراق وإفشال التجربة الوليدة فيه لتمنع وصول إشعاعها لبعض الأنظمة المتهرئة والتي تحاول تصفية حساباتها على الأرض العراقية ولايهمها ما تهدر من دماء زكية... طالما استمرت الصراعات بين التيارات والأحزاب صاحبة المصلحة في التغيير كما تدعي من خلال تناقضاتها الحادة لتحقيق مصالحها الحزبية الضيقة والمحاصصة على أساس الانتماء الحزبي والطائفي والقومي والعشائري دون مراعاة للكفاءة والولاء للوطن ، وحل مشكلة الإرهاب لاتكمن في الجانب الأمني فقط على أهميته بل لابد من أن يترافق ذلك مع حلول اجتماعية -سياسية تحافظ على وحدة النسيج الوطني العراقي وسعي دائم من قبل الجميع لعزل من تلطخت أيديهم بدماء العراقيين سابقا ولاحقا عمن سواهم، وبذلك نكون عقد وضعنا انفسنا في الاتجاه الصحيح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جهود مصرية لتحقيق الهدنة ووقف التصعيد في رفح الفلسطينية | #م


.. فصائل فلسطينية تؤكد رفضها لفرض أي وصاية على معبر رفح




.. دمار واسع في أغلب مدن غزة بعد 7 أشهر من الحرب


.. مخصصة لغوث أهالي غزة.. إبحار سفينة تركية قطرية من ميناء مرسي




.. الجيش الإسرائيلي يستهدف الطوابق العلوية للمباني السكنية بمدي