الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إطفروا النهر ما دام ضيّقاً

عبد الرزاق السويراوي

2007 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


قد يلجأ أحدنا الى بعض التبريرات المعيّنة لإقناع نفسه , وذلك حينما يقرأ , ما يكتبه البعض ممّن يتصدون للكتابة عن القضية العراقية التي باتتْ تواجه أزمات حادة وشديدة ,وقد يكون اللجوء الى مثل هذا التبرير , هو من باب إبداء حسن النيّة تجاه هؤلاء الكتّاب , ولكن على ما يبدو أنّ حسن النية هذا , لا يصمد كثيرا أمام النظرة الفاحصة لحقيقة النوايا التي تقف خلف هذه الأفكار , وأيضا يمكن الخروج بحصيلة أخرى من خلال هذه النظرة الفاحصة لمتبنيات هؤلاء الفكرية والسياسية ,فحواها , أنهم لا يمتلكون رصيدا من المصداقية والموضوعية في الطرح , أكثر من كونهم يكذبون على أنفسهم أوّلاً , وعلى الآخرين ثانياً , وإلتفافهم على الحقيقة ومصادرتها ثالثا . وما يلاحظ أيضا , على هذا الصنف من الكتاب , هو تقاطعهم الدائم مع مصالح السواد الأعظم للشعب العراقي , وذلك لأسباب عديدة أبرزها , هو إرتباط هذا " البعض " بمرجعيات سياسية تلتزم هي الأخرى في معظم طروحاتها , خطّاً مناهضا للتوجهات العامة لتطلّعات وطموحات عموم الشعب العراقي , فضلا عن أنّها ترتبط هي الأخرى بمجموعة من الولاءات لقوى خارجية معروفة بعدائها للعراقيين , وممّا يزيد من خطورة تأثير هذه الشرائح , أنّ قسما منها يشغل حيّزا من المسؤوليات في الدولة أو في الكتل السياسية التي ينخرطون فيها , وهي كتل فاعلة في الساحة السياسية العراقية . إذاً وفي ضوء هذه الحقيقة , ما الذي يمكن أنْ يفعله الشعب العراقي لهذا " البعض " من الساسة الذين إنغمروا في لجّة بحر المحاصصة والطائفية التي تقولب فكر الإنسان وتؤطره بسلسلة من القيود ليظلّ أسيراً لهم ولمصالحهم . وهو ما حدث ويحدث فعلاً على أرض الواقع السياسي العراقي , وهذه هي أدنى ثمار هذا النهج الخاطىء , قتلٌ على الهوية وفساد إداري ومالي وأنتشار البطالة بمعدلات مخيفة وفقدان لأبسط الخدمات , في وقت يتنعّم هذا " البعض " بأرقى سبل العيش الرغيد وعلى حساب .... ولكن هل تناسوا بأن كلّ المؤشرات التي تلوح في إفق مستقبل العراق , تشير بوصلتها الى خواء هذا "البعض " وإفلاسه السياسي , طالما همْ إختاروا لأنفسهم السباحة ضد تيار مصلحة الشعب وأيضا ضد تيار العصر , وأعني به عصر الديمقراطية التي لا بديل عنها مهما طال الزمن أو قصر , فبدونها , لا يمكن للعراق أنْ يخرج من هذه المحن التي تعصف بشعبه . فإلى هذا " البعض " أقول , بل التأريخ هو الذي يقول , أما آن الأوان لأنْ تعيدوا النظر بكل حساباتكم وقبل فوات الأوان ؟ عليكم أنْ تتذكّروا بأنّ آباءنا الطيّبون كانوا يقولون في مثل هذه الأحوال " إطْفرْ النهرَ ما دام ضيّقا " وهي حكمة بليغة فيما أعتقد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواهب غير مفيدة للمجتمع ???? مع بدر صالح


.. تونس : لماذا كل هذه الفيود على الحريات؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. بعد حرب غزة.. هل ستفوز حماس إذا أجريت انتخابات؟ شاهد كيف رد


.. بسبب التصعيد الإسرائيلي في رفح.. تزايد حدة التوتر بين القاهر




.. أمير الكويت يصدر مرسوما أميريا بتشكيل الحكومة الجديدة | #راد