الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيكولوجية الغزاويين .. ولعبة الطفل ( صلاح ) ؟!

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2007 / 8 / 13
القضية الفلسطينية


الفلسطينيون في غزة يدخنون السجائر بصعوبة ، تجار غزة خائفون من استيراد السجائر لأن حكومة عباس حذفت الضرائب والجمارك والرسوم .. ربما ليس من قبيل التخفيف عن المواطن بقدر ما لحماس قوة للسيطرة على هذه الأموال .. وغزة كلها أصبحت في قبضة حماس .. التاجر الذي سيدفع لحماس جمارك وضرائب سوف يعاقب من قبل حكومة عباس ... حماس أيضا تتعامل مع الموردين بشكل لا يؤثر كثيرا على الحياة العامة فهي قد تتعامل بيسر مع موردي الأغذية الأساسية حتى لا يتأثر المواطن من ذلك .. ولو أن أسعار المواد الأساسية ارتفعت بشكل ملحوظ ؛ مثل الدقيق ارتفع بنسبة 30 % عن السعر السابق ..! أحد الشيوخ وهو تاجر كبير وأحد بائعي المحروقات الكبار في غزة يعرف أن هناك فراغا قانونيا ولا يوجد قضاء في غزة ، وأن سلطة حماس قد تغض الطرف عنه لعلاقته القوية بهم .. استغل هذا الظرف ليبيع المحروقات بسعر أعلى مما حددته سلطة عباس ..
السلوك العام لسكان غزة فيه كثير من الخوف والكبت والانطواء والكذب والتمركز حول الذات .. وفي هذا نكوص لما هو معروف عن الإنسان الكبير ... ومن يلاحظ حفلات الأفراح التي تقام في الشوارع العامة يستنتج على الفور إن كان أصحاب الفرح ينتمون لحماس أو لفتح .. من خلال الرايات المرفوعة والأغاني المسموعة ! ومن يدقق أكثر سيلاحظ كيف أن الشباب المؤيد لفتح يفرغون كبتهم وخوفهم في الرقص والأغاني الاستفزازية .. من بين هذه الأغاني أغنية باسم ( سميح المدهون ) الذي أصبح رمزا فتحاويا مشهورا .. وكما قال لي صديق : إن سميح لم ينتقم منهم وهو حي ؛ فانتقم منهم وهو ميت ..؟!
صلاح طفل في العاشرة يقيم في أحد المخيمات الغزاوية راح يلهو بتلذذ كبير .. فهو اكتشف لعبة جميلة يسخر فيها من الكبار خاصة المدخنين .. ولأن السجائر المعلبة باتت عملة نادرة في قطاع غزة فهي مرغوبة وبشدة وارتفع سعرها إن وجدت إلى أضعاف مضاعفة عن سعرها الحقيقي .. صلاح راح يجمع أعقاب السجائر ليملأ علبة من النوع الفاخر ويحشوها من أسفل ببعض الورق بحيث يثبت أعقاب السجائر في أعلى العلبة ، كأنها علبة حقيقية .. ثم يلقيها في الطريق بطريقة تلفت انتباه المارة خاصة الشباب المدخن .. يقف بجانب الطريق ينتظر صيده الثمين ليسخر منه بطريقة ساذجة .! شاب من المارة التقط العلبة بفرح كبير وعلى الفور خبأها في جيبه بحيث لم يراه أحد كما يعتقد .. إلا صلاح !، ابتعد قليلا ليفتح العلبة كي يطمئن بأنه سيفرغ وقته المهدور في سجائر من النوع الفاخر .. يفتح العلبة فيخيب ظنه ويحبط من جديد .. يبدأ بالسب والشتائم على ذلك الطفل أو الشخص المجهول الذي سخر منه..! صلاح يراقب صيده من بعيد ويراقب انفعالاته الشديدة كأنه الطير الذي وقع في شباكه...
يعيد صلاح لعبته من جديد .. مع صيد آخر ! ربما يكتشف أشياء أخرى تساعده على تجديد لعبته ، أو ينتشي فرحا أكثر كلما نجح في صيد جديد ..
هذه هي غزة ، تلهو على سجيتها .. كما الطفل صلاح !، وكما الشاب المدخن .. كلهم ينتظرون الفرج .. كلهم ينتظرون فرح ولو لبعض الوقت يخففون به عن نفسياتهم المجروحة مرة من الأخوة ، ومرة من الأعداء .. لكن غزة تبقى في عظمتها التي تفاجئ بها الجميع ....!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-