الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية آخر مويل !!

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2007 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


في جميع دول العالم الحر التي تحترم نفسها وتحترم مواطنيها، تقوم الدنيا ولا تقعد لأسباب تبدو تافهة، فأثناء توليه لفترة رئاسة الوزراء، قام توني بلير برحلة ترفيهية إلى روما بإيطاليا، وهناك حصل بلير على مكرمة تتلخص في قيام الفندق ذات النجوم الخمسة بعدم تقاضي ثمن فاتورة إقامة بلير وزوجته طيلة أسبوعين، على اعتبار أن تلك المكرمة مقدمة في سبيل احترام وتقدير الشعب البريطاني الصديق ! هناك، اكتشفت عيون الصحافة البريطانية قصة المكرمة تلك، وبعد عودة بلير إلى بريطانيا تفاجأ باستقبال حافل على صفحات الجرائد والمجلات وصحف الصباح، تعليقات ساخرة ولاذعة تقول أن بلير يتقاضى راتبه من الدولة وليس بحاجة إلى تلك المكرمة أو غيرها، ثم أوضحت تحقيقات الصحف أن الشركة الفندقية الإيطالية تمتلك فروعاً أخرى في بريطانيا وأنه سبق لها وأن حاولت من التهرب الضريبي الأمر الذي يرقى بتلك المكرمة إلى مستوى " رشوة " للحكومة !! لم تتوقف الحملة في الصحف إلى أن قام بلير بالاعتذار والتبرع بمبلغ يوازي قيمة الفاتورة إلى مؤسسة لرعاية المعاقين !

لدينا في فلسطين، تحدث أمور أعظم من تلك وأشد خطراً على مصالح ومستقبل الشعب الفلسطيني، ولا تقم للصحافة قائمة ولا يحدث تحقيق ولا يحزنون، مثلما حدث في قضية تسريب امتحانات الثانوية العامة التي تضر بمستقبل الوطن بشكل فادح وخطير .. الصحف الرسمية " كعادتها " غضت الطرف عن الموضوع، أما وزيرة التعليم فظلت غائبة عن الأضواء، وكل ما حدث هو قيام تلفزيون فلسطين بتقديم برنامج حواري يستضيف مسؤولة في الوزراة لتقوم بدورها بالرد على تساؤلات المواطنين، وتخيل ما حدث عند اتصال مواطنة من نابلس قالت إن لجان الامتحان كانت تعمها الفوضى وبأن الأسئلة كانت تحل خارج اللجان أو باستخدام الهاتف الخلوي، عندها، قام المخرج بتخفيض صوت اتصال المواطنة النابلسية ثم قام بقطع الاتصال، لأن حديث المواطنة لم يرق له، أما مسؤولة وزارة " التعليم " فقامت بقمع مقدمي البرنامج أو المواطنة النابلسية قائلة (( نحن نسيء لأنفسنا إذا استمرينا بالقول في قضية تسريب الامتحانات )) !!

حسناً، ألا نسيء لأنفسنا أكثر عندما نقمع المواطنين على الهواء ؟؟! ولا نسيء لأنفسنا عندما " نطنش " مصيبة عظيمة مثل مصيبة تسريب الامتحانات والقيام ببيعها في السوق الأسود على عينك يا تاجر ؟! ألم نسيء إلى أنفسنا عندما ضجت الوزراة بمن تم تعيينهم وفقاً لمبدأ الطاعة والولاء وليس الكفاءة والعطاء ؟! أين وزيرة التعليم مما يحدث ؟! في بريطانيا تقوم الصحافة المستقلة بالتحقيق في فاتورة فندق لرئيس الوزراء أما لدينا فالصحف مشغولة بثقب الأوزون والأبراج وأطباق اليوم، ألا تتفق معي عزيزي القاريء أن قمع المواطنين على الهواء هو آخر صيحة في عالم الديمقراطية، وأنها بحق ديمقراطية آخر مويل ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التونسي قيس سعيد يحدد يوم 6 أكتوبر موعدا للانتخابات ا


.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويعلن تحقيق انتصارات على




.. حادث طعن في مجمع تجاري في #كرمئيل شمالي #إسرائيل حيث جرح 3 أ


.. يائير لابيد: على الجيش احترام قرار المحكمة وتنفيذ قانون التج




.. المبعوث الأميركي آموس هوكستين يعقد محادثات جديدة في باريس بش