الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في وسط الصحراء

ايفان عادل

2007 / 8 / 14
الادب والفن


زلزالٌ ... هـزَّ أرجائي
بدمعةٍ سقطتْ من أحشائي
نظرتُ أمامي
إلتفـتُّ ورائي
لم أجدْ أحدا ً
إلا ّ قلبي المستاءِ
على الأرض ...
جاثياً يجمعُ أشلائي

قطعٌ جافة ٌ يابسة
لا دم فيها ولا حتى قطرة الماءِ
كأنـَّها صخورٌ بركانية
مرَّت بها نسمة ُ الهواءِ
تناثرت هنا وهناك
تبعثرت في كلِّ الانحاءِ
يا متعباً ماذا ستجمع منها
بذلتَ كثيرا ً من العناءِ
أتركها ...
فلتبقى هناك منسيَّة ً
كأسطورةٍ بكلِّ حروف الهجاءِ
تروي حكاية حبٍّ صارع الموت يوماً
في حدائقِ قلعة الحسناءِ

حبٌّ ...
جاءَها بربيع ٍ سرمديٍّ
ليكسرَ كلَّ خطوطها الحمراءِ
فأتته بخريفٍ عاصفٍ
أحرق أوراقـَه الخضراءِ

حبٌّ ...
جاءَ يسألها الخلود
في قلبها المثمرالمعطـاءِ
فصدَّته خارجاً
إلى أرضٍ قاحلةٍ جرداءِ
إلى ألم ٍ بلا انتهاءِ
إلى وجهةٍ أقسى
من وجهةِ آدم ٍ وحواءِ
ليبقى هناك
غريباً .. جريحاً
يتغنـّى بأحلى الاسماءِ
بقيثارةٍ ..
أوتارُها الذهبيّة صُنِعت
من خيوط الشمس الوهجاءِ
بقصائدٍ ..
كلماتـُها الماسيّة كـُتِبت
بنجوم ليلةٍ ليلاءِ
هذا هو الحبُّ الذي عاش
في وسطِ الصحراءِ
يتجوَّل فيها كزوبعةٍ ناريّة
تـُحرقُ رمالـَها الصفراءِ
بلهيبِ شوق ٍ أبديٍّ لأميرته الميساءِ

فأنا ....
مشتاقٌ جدا ً
لعيون ٍ .. حطـَّمت سفني بلحاظٍ كالبتراءِ
لأنغام صمتٍ .. كأنـّها أناشيدٌ لملائكة السماءِ

مشتاقٌ جدا ً
لملامح وجهٍ .. قتلت فنوني في أوّل لقاءِ
ليدين .. بلمسة حبٍّ تَنشلـُني
من أرض ِ الموت والفنـاءِ

مشتاقٌ جدا ً
لسكون ٍ .. يجمعني ثانية ً لأعيشَ مع الأحياءِ
لحروفِ إسـم ٍ .. هو الأحلى بين البشريّة جمعاءِ

مشتاقٌ جدا ً
لأميرةٍ .. أنامُ بلا خوفٍ على أزرارها الملساءِ
تأخذني إلى أحلام ٍ ورديّة
إلى لوحةٍ من الفسيفساءِ
تـُبعدني عن صحوتي القاتلة بحقيقتها السقماءِ
فأنا .. ليس لي خارج الأحلام صنعة ً
إلا ّ اشتياقي لحبيبتي السمراءِ

هذا هو الشوق الذي
مزَّقني الآف الأجزاءِ
تكتبُ رسالة َ حبٍّ
بفرشاةٍ غرقت بدمائي
يحملها زاجلٌ حزينٌ
من أعماق قلبٍ
قد قـُتلَ بوبائي
لأميرةٍ بعيدةٍ عنه
سكناها في قلعة الرغد والهناءِ
رسالة ٌ يرثى لها كلُّ الشعراءِ
تخاطبُ حبيبة ً ...
ترفض العفو عن أمير الغرباءِ
لتـُنهي حكم النفي عنه
فيحظى قلبه بالشِفاءِ
لتـَفيض الأفراح فيه
كمياه البحر الزرقاءِ
وتغيب الأحزان عنه
فيشرق فجر الحبِّ من جديدٍ
بشمس ٍ ينيرها
وجه أميرتي الحسنـاءِ

لكنـّي يا أحبائـي ...
لا أدري إن كانت رسالتي قد قـُر ِأتْ
أم لـَحِقتْ أسلافـَها في مدفأةِ الأُمراءِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24


.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع




.. عوام في بحر الكلام - د. أحمد رامي حفيد الشاعر أحمد راي يتحدث


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يوضح محطة أم كلثوم وأح




.. عوام في بحر الكلام - إلهام أحمد رامي: أم كلثوم غنت في فرح با