الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فشل الفوضى الخلاقة ام تقاطع الاجندات

ثائر سالم

2007 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو ان حدة تداعيات المشهد العراقي وعدم توقع بلوغه هذا المدى، من قبل اغلب زعماء العملية السياسية ، والفشل في تحقيق اي من الوعود والامال التي انتظرها الشعب، بعد ان وضعوا كل بيضهم في سلة الولايات المتحدة ، دلل على ان معرفة هولاء السادة بواقع مجتمعهم ، مهما كانت الادعاءات او التبريرات المقدمة، لم تكن ومستوى تعقيدات المجتمع العراقي الدينية والقومية وحقائق تاريخه ، وامتداداته الاقليمية القومية ( العربية والكردية والتركمانية، الشيعية والسنية، المسيحية او الصابئية...الخ). ورغم ان البعض من القوى السياسية، كان يريد او يدعم او كان يتوقع على الاقل، التدخل المنتظر من دول الجوار بكل تلاوينها الاثنية والمذهبية ، الا ان الاكيد ان اغلبهم لم يتوقع من السياسة الامريكية ان تدفع بالوضع بهذا الاتجاه او التدهور الذي هو عليه العراق الان .
ترى اهي الفوضى الخلاقة التي جرى تجربتها على اوسع نطاق في المجتمع العراقي ؟ وارادت الادارة الامريكية ، اشاعتها في العالم، بالاهداف التي اعلنتها او بتلك التي لم تعلنها حتى الان، رغم سهولة قرائتها في معطيات الواقع اليومية، في بلدان واشكال عدة؟. ام هي المؤامرة التي كشف " تهديد بيكر" الشهير ، وزير الخارجية الامريكي السابق بيكر، خيوطها الهامة والعامة ؟ لوزير خارجية لنظام السابق ، بعد غزوه الكويت وعشية بدء حرب عاصفة الصحراء، " بان الولايات المتحدة ستعيد العراق الى العصر ما قبل الصناعي" ونجعل "اصغر دولة في المنطقة، تساهم في تقرير شؤون العراق" . ام هي تلك الرؤية التي جرى تبنيها في تلك الدراسات والخطط الاستراتيجية الامريكية، التي اعدت سلفا، لعراق يقوم على المحاصصة الطائفية ، ونظريات المكونات الثلاثة ، والفيدرالية التي تقوم على خليط من الاسس المتناقضة (طائفية، قومية، جغرافية، نفطية، ادارية)، انتقائية انتجتها حالة التقاطع بين الاجندات الاقليمية، والامريكية مع اجندات بعض قوى العملية السياسية. وكانت اساس التحالف او التعاون ، والمساعدة، المباشرة وغير المبا شرة، عن ضرورات تستدعيها اطماع النفوذ على النطقة او مشاريع الشرق الاوسط ،بين من لازالوا يتبادلون مواقف العداء .
ام هو ذكاء وواقعية السياسية الايرانية، التي حققت نجاحاتها في العراق، وامتلكت اليد الطولى فيه؟ ام قدرية التاريخ والجغرافية ؟ ام هو عدم نضج الشخصية والهوية الوطنية العراقية؟ ام هي لا وطنية اغلب النخب السياسية التي تمتلك القرار، وتتصدر المشهد السياسي اليوم؟ اهو ثمن اولويات اجنداتها (القومية والطائفية والمذهبية او لفئوية الضيقة ، السياسية ،الحزبية )؟ ام هو عدم اكتراث او ادراك تلك النخب لشرطية ان لا تتقدم تلك الاختلافات والصراعات، اولوية الوطن والهوية الوطنية، او المساس بها؟ ام هو عدم ادراكهم لاهمية مراعاة هذه الحقيقة في الحياة السياسية للبلد وحمايتها من تحقيق اي استقرار او نجا ح سياسي او اقتصادي ؟ ام انه النجاح في استغلال اخفاق السياسة الامريكيبة، وخطأ الاسس التي اقامت العملية السياسية عليها. واتجاذ مواقف سياسية متنتاقضة تدعم طرف وضده ، انتقاد الحليف والعمل ضده ، في ذات الوقت الذي يتم فيه دعم الاخر المرفوض ، بشكل مباشر ام غير مباشر. في عمل دؤب ساع الى الامساك باكثر عدد من مفاتيح الحل. السياسة والحرب عمل من جنس واحد. يتجلى كل منهما ، في نزعته الى بلوغ هدفه، وفرض مشروعه على الاخر، اقناعا او تضليلا او اخضاعا. والسياسة كما الحرب، عادلة او ظالمة ، مشروعية اهدافها من شرعية وسائلها. فنبل الوسيلة من نبل اهدافها . فالاهداف المشروعة لايمكنها اعتماد وسائل تتناقض وجوهرها الاخلاقي ـ القيمي . التحالفات والصداقات والعداوات شانها شان كل العلاقات والاشياء قابلة للتغيير، ولكن بالتاكيد حينها تتحول الى علاقات واشياء اخرى. قد ينجح سخاء الوعود في تحفيز الاوهام والاماني ، في اخفاء الحقيقة او حجبها زمنا ما، يطول او يقصر. وقد تتصدر تلك الاوهام والوعود المشهد، وتنجح في الاستحواذ على قناعات ـ ربما القسم الاعظم من الناس ـ ولكن مايحصل على الارض يبقى شاهد الحقيقة الاقوى . فالسنوات الاربع التي مضت في العراق، كانت كافية للبرهنة على حقيقة النوايا والاهداف والسياسات، وكافية للتاكد من الفارق بين التحرير والاحتلال ، المقاومة والارهاب ، الوعود والسياسات...باختصار القول والفعل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس