يعرف الجميع بان دور مبعوثي او موظفي الأمم المتحدة لا يتعدى مهمات التنسيق والتشاور مع الاطراف المعنية في أنجع السبل لإيجاد الحلول الصحيحة لحل المشاكل المعلقة ، أو لإحلال السلام في حالة الحرب ، أو توطيد الأمن فيما بعد الحروب ، أو الإضطرابات الإثنية والعرقية ، لكن أن تخرج تصريحات خطيرة وأراء شاذة من موظف دولي يتوجب أن تكون وظيفته الأساسية النأي عن إيقاع البلد الخارج لتوه من سيطرة أعتى عصابة مافيا لم يعرف التاريخ مثيلا لها ، ليصرح وبدم بارد بمشاركة عصابة البعث التي اغتصبت العراق واسترقت العراقيين لثلاث عقود ونصف ، وقتلت وشردت ودمرت بلد الخير والحضارات ، على أيدي أزلامها القذرة ولا زالت للآن تقوم بنفس النهج والدموية بدون خوف أو حياء ، فكيف يريد منا ( غسان سلامة ) الذي يجب أن يتصف بالحيادية والحكمة ، أن ندخل الذئاب البشرية بين ظهرانينا ، ونتركها تسرح وتمرح في ديارنا ، وهي التي لا تعرف الخوف من الله ولا الرحمة بالبشر .

وهل تناسى السيد سلامة ، ومن خلفه أمينه العام السيد كوفي أنان ، ما جرى من مآسي وصور لا يصدقها العقل البشري ، لنا على أيدي من يدعونا لمشاركتهم في السلطة من جديد؟

وهل يعقل أن يغفل الأمين العام بطاقمه الإستشاري الضخم في جميع الأمور حقيقة البعث وأزلامه من القتلة والمجرمين وقطاع الطرق ، وحادثة إستشهاد السيد سيرجيو دي ميللو لا زالت طرية في الاذهان ؟ . أسئلة كثيرة ومحيرة تدور في أذهان الجميع ممن عرف عن قرب حقيقة البعث ، أو إطلع على جرائمهم من خلال الشاشات الصغيرة ، لكن وحده السيد سلامة يحرث في بحر متلاطم الامواج ، وفي منأى عن الجميع ، فأيهما نصدق الآن : الوثائق والصور وملايين من شهود العيان ، او مقالة السيد سلامة؟ ، وهل يقبل وهو الكاتب والصحفي والوزير السابق أن يزج بالعراقيين في دوامة القتل والخراب والدمار على أيدي قتلة ومجرمين محترفين ، شهد هو والعالم أجمع جرائمهم التي لا مثيل لها في ذهنية إجرامية مريضة .

بقي على مجلس الحكم أن يطالب الأمين العام للأمم المتحدة ، بسحب ممثله الذي يعتبر في العرف الدبلوماسي شخصا غير مرغوب فيه ، بسبب تدخله في الشؤون الداخلية للعراق .

وليفتش السيد سلامة عن بلد آخر ليحتضن مجرمي العصر من العفالقة ، ويشركهم في حكومته .

* كاتب عراقي مقيم في النمسا