الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت ! .... ( 1 )

بولس ادم

2007 / 8 / 16
الادب والفن


عندما بدا القاص والفنان التشكيلي العراقي ( فؤاد مرزا ) مشواره مع القلم والريشة في بداية سبعينات القرن الماضي لم يكن هناك ميل كبيرالى فكرة الرحيل الا لمن شم رائحة البارود خارجا من جثث القوة والمجد التي عشنا هياكل ضخمة لها تمشي بعناد وباطراف هزيلة الى الجحيم مصطحبة معها شعبا باكمله كرهينة !
في ذلك الوقت الملئ بالوعود الكاذبة كان ( كولن ولسن) قد ترجم ووصل مثل غيره متاخرا الى ارض الحضارة ، يذكر في (اللامنتمي) ناصحاالماخوذين العراة من طبقة الحالمين نصيحة لطيفة :
( السيارة التي تنقلك بعيدا عن البلاد تخلى عنها واتركها ! )
الا ان الرد المرير تمثل ببدء فتح الباب وصفقه بقوة والحقيبة تنتحب نهاية السبعينات (رحل فؤاد مرزا عام78) فترة بدء اعتبار الحزب الأحمر اسودا ! لم يكن فؤاد احمرا بل من اكراد الجنوب الذين بدات الشكوك حول محفوظاتهم الوطنية ونواياهم الأفتراضية تزعج الضرورات التاريخية لأصحاب الشوارب والمهام القومية النازية الخ --> الى عام تلقي صفعة لاتنسى من قبل اصحاب الهمرات وبنادق M16 الممشوقة! عرابوا الشراكة الستراتيجية وعشاق الأمس الذين قاتلوا جنبا الى جنب ضد تسييس الدين ، الا ان العراقي الفطير ! ادرك وهو على حافة القبر بان حياته كلها سيست وبقوة الألهام السماوي لأصحاب الوصاية الربانية من رجالات الأقطاع الجديد (الأرهاب) .. وهكذا سقطت كل نظريات الطبقة والفلقة وسادت روح الهرطقة الكبرى ذات الخطايا اللامحدودة من الذين اساؤا الى الرسول محمد (ص) الذي كان متفتحا وفاهما لنوازع الكبت وماتنتجه من مصائب اكثر من السيدالمسيح! الذي اوصانابقلع العين المشتهية ، لكن ولسخرية القدر يتحول الغرب حرا من كبته والشرق يكرس الكبت ويقتلنا لأقطاعيته فقط ! اي الشرق الشريف المجاهد ضد ماخور الغرب لنيل غنائم دعارة الليل ، والعراقي الفطير دعه يحلم باكل (الباجلا بالدهن) امنا!

بداية السبعينات يوم بدء تحويل عراب ( ماريو بوزو) على يد (فرانسيس فورد كابيولا) الى شفرات شعبية ترسلها حزم الضوء الساقطة على شاشات العالم حول المافيا العالمية .... يجلس اليوم ( هنري كيسنجر) مافيوزي السبعينات امام كاميرات التلفزيون الألماني مرارا كنجم لامع من نجوم التاريخ ليمزح حول البطاطاالمقلية بينما البطل العراقي النرجسي الساحق الماحق يفشل في الدفاع عن نفسه ويشنق !


مرايا مقعرة للقصة

وضع عدد من المؤلفين العرب ( الى بداية السبعينات) كتيبات عن فن القصة القصيرة ، تشابهت كثيرا في تكرار الجماليات والخصوصية وكان كل واحد لايملك الا ان ينتهي الى معادلة التكثيف والأيجاز والدعوة الى تقليد البريد البرقي ! وهي بديهيات ابهرت من وصلته وهو يبحث عن طريقه في المورفيولوجيا و( الفوز بالتعبير عن جسامة
الواقع ) كانت البراءة تغلف تلك المرايا المتقابلة واعتمادا على مايرد تنظيرا للقصة ونماذج منها وكان مايصل منها شحيحا جدا ..
كانت القصة العالمية القصيرة في قمة ازدهارها وقد اخذت بالأنحسار
وقت بدء الميل الى كتابة الرواية ولندرك اليوم بان عدد من يكتبون القصة القصيرة في الغرب هو رمزي لااكثر !


عام 1945 نشر (العقاد) مجموعة قصص امريكية مترجمة وكان نفسه ماخوذا بالفن الذي اطلق عليه ( القصة الصغيرة ) في المقدمة التي كتبها بنفسه لتقديم تلك المجموعة القصصية.. وتسمية العقاد تشمل منطقيا حتى (القصة القصيرة جدا ) التي ابدع فيها ( فؤاد مرزا ) وهو يخطو خطواته الأولى في السرد وساثبت في الجزء الثاني تطبيقا على نموذج سردي بقلمه عام ( 1974) على انه اول من اعطاه البعد التجريبي المفتوح في فن تطور لاحقا على يد سبعيني اخر في الثمانينات هو ( هيثم بهنام بردى) الذي اعتبره بهجته وفرحه الأبداعي وهكذا كرس جهدا يمتد الى يومنا هذا في قصته القصيرة جدا الأخيرة ( الأصدقاء) .. والمثير حقا بان ( هيثم) هو كاتب مقالة تحت عنوان ( القصة القصيرة جدا..لمن الريادة ؟! ) في رد غير مباشر على الناقد المغربي الصديق ( د.جميل الحمداوي) حول تلك الريادة التي هي عراقية لامحليا فقط بل عالميا ايضا !!

يذكر (هيثم) في مقالته المهمة مايلي :-

(.. إلا أن الناقد باسم عبد الحميد حمودي يؤكد أن (اليتيم) هي قصة نوئيل رسام ، في بحثه (القصة العراقية القصيرة جداً) المنشور في العدد الخاص بالقصة القصيرة في العراق الصادر عام 1988، والذي يؤكد أن نوئيل رسام هو أول من ثبّت على متن إحدى قصصه مصطلح (قصة قصيرة جداً) والذي يخبرنا وبأسف شديد على عدم عثوره عليها، رغم جهوده المضنية.

إلا أن (اليتيم) و( موت فقير) تمتلكان كل مقومات وأُسس فن القصة القصيرة جداً، والذي إبتكره الرسام، لإنه لم يكن متداولاً قبله ( كمصطلح )، رغم وجود قصص لكبار الكتاب العالميين التي كانت فعلاً قصصاً قصيرة جداً، إلا أنها كانت منشورة تحت مصطلح قصة قصيرة. ولأهمية هذا القاص الرائد المنسي ولدوره الفاعل والمؤثر في ولادة هذا الفن المستقبلي، ولكي تطّلع الأجيال الجديدة على نتاجه ننشر قصتيه الآنفتين، دون الخوض في تفكيك بنيتيهما ضمن المفهوم المعاصر للنقد، كونهما نشرتا قبل ثمانية عقود، وكانتا الشرارة الأولى التي أضاءت للآخرين درب هذا الفن العصي وهل يجوز أن نحاسب الضوء المنبثق من الأعماق السحيقة للفضاء على درجة سطوعه سيّما وأنه طرد حنادس العتمة عن درب يقود إلى يوتوبيا جديدة مجهولة غير مكتشفة، ولكون هاتين القصتين تمثلان تلك الشرارة من السنا، تعزّزان اليقين على ريادة نوئيل رسام للقصة القصيرة جداً. ننشرهما كما وردتا في مجلة الأقلام العراقية الآنفة الذكر .) !!!


الشئ الذي يبعث على الأحترام صدقا هو ان ( فؤاد مرزا) اعترف
لي شخصيا وبعفوية بانه كتب قصته القصيرة جدا وهو جاهل تماما بان
هناك مصطلح دقيق في فن السرد القصصي هو القصة القصيرة جدا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها


.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-




.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟