الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعطيات الميدانية تؤكد انزلاق العراق لاشرس حرب اهلية في التاريخ الحديث

صفاء عبد العظيم خلف

2007 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


تقرير لجنة اشداون البريطانية يرسم ملامح الوضع في العراق خلال الفترة المقبلة
تدويل الازمة العراقية .. جدولة انسحاب .. دفع عملية المصالحة .. دور اكبر للامم المتحدة

على الرغم من ان توصيات لجنة بيكر- هاملتون الامريكية كان لها النصيب الاوفر من الدعم و الجدل الا انها لم تخرج عن كونها مجرد توصيات سلمت لمكتب الرئيس بوش في البيت البيضاوي دون ان تلقى اهتماماً يذكر من صقور الادارة.

ويعزو المحللون السياسيون اهمال الادارة توصيات اللجنة المشتركة ما بين الديمقراطيين و الجمهوريين التي شكلت في كانون الاول الماضي الى انها كانت ترمي شباكها خلف القارب لا امامه ، وبدقة انها كادت ان تقوض المخطط الامريكي السري في العراق خصوصا فيما يتعلق بالقضية الاكثر صعوبة وضبابية وهي مصير مدينة (كركوك) الغنية بالموارد والمتنازع عليها عربيا وكردياً.

لكن بعد اسابيع فقط من انتهاء مهمة لجنة مغمورة من مجلس العموم واللوردات البريطاني بتقصي حقيقة الوضع في العراق ونجاح السياسة البريطانية فيه برئاسة اللورد بادي اشداون ، بدأت طلائع التلويح بواقعية توصيات اللجنة في تصريحات لساسة عراقيين و امريكان وبريطانيين رفيعي المستوى كمؤشر على ان لجنة اشداون لم تكن مجرد لجنة تقصي حقائق وان توصياتها غير ملزمة ، بل رسمت خارطة طريق لبقاء الحلفاء في العراق.

و اوصت لجنة بادي اشداون بتدويل القضية العراقية و اعطاء دور اكبر للامم المتحدة والدخول في حوارات مباشرة مع دول الجوار المثيرة للقلق كأيران والسعودية و سوريا ، والتعجيل بتسليم الملفات الامنية في المدن الجنوبية و تعجيل انسحاب القوات البريطانية على ان يكون الانسحاب ليس على اساس ضغط المليشيات المسلحة بل على اساس احلال الاجواء الامنية المناسبة و الدفع قدما بعملية المصالحة المتعثرة. ووصف تقرير لجنة اشداون الحلول في العراق بانها مؤلمة جداً فوقت الحلول التوافقية قد انتهى و على الحلفاء اعادة ترتيب اوراقهم وفق المعطيات الحالية و الميدانية في العراق.

ممثل الولايات المتحدة الامريكية في مجلس الامن و السفير السابق في العراق ( زلماي خليل زاده ) صرح قبل يومين بان حلول القضية العراقية يتطابق مع ذهبت اليه توصيات لجنة اشداون فيما علا صوت رئيس القائمة العراقية الوطنية د.اياد علاوي بضرورة تدويل القضية العراقية والدخول بحوار صريح ومكشوف مع دول الجوار وخصوصاً ايران ، مما يكشف بشكل واضح ان ستراتيجية حل الفوضى العراقية ستكون مؤلمة وفق توصيات اللورد البريطاني.
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يبدو انه الاخر بدأ جولة ماراثونية مع ايران في ذكرى ايقاف القتال بين بلده و الجارة ايران ، فطهران استقبلته في الثامن من أب الجاري لتداول صفقة سياسية يحملها المالكي بجعبته المثقلة بعد زيارة سريعة الى انقرة التي ما زالت تدفع بحشودها العسكرية على حدود كردستان العراق.

فطهران اليوم تبدو واثقة اكثر من أي وقت مضى انها اصبحت تشكل ضغطاً حقيقياً على واشنطن في الملعب العراقي الساخن ، لذا فالمالكي يقوم اليوم بدور وسيط تفاوضي لتخفيف حدة الاحتقان الايراني الامريكي و السعي لاخذ ضمانات جدية من نجاد للحيولة دون تفاقم الوضع في العراق.

الحلول المؤلمة ستكون كارثية على امن المنطقة بشكل عام ، فمع تنامي قدرة الجماعات المسلحة الارهابية المدعومة من دول الجوار العراق و تنظيم القاعدة الدولي و تراجع قدرة قوات الاحتلال الامريكي على ضبط الامن والاستقرار و تزايد الخلافات بين الساسة العراقية والانسحابات المتوالية من حكومة المالكي مما سيفرغها من اطارها الدستوري و الشعبي ، و تصاعد الحس الطائفي بين المكونات السياسية وتحريك القواعد الشعبية للانتقام ، و تزايد دور دول الجوار في تأزم القضية العراقية ، فأن الصورة السوداوية اصبحت اكثر سواداً ودموية في الشارع العراقي ، لذا فالتصور الاكثر رواجا ان العراق سيصبح مسرحا ولسنوات لاشرس حرب اهلية في العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا