الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكي نؤسس لصحافة رائدة ،علينا ان نقول : لا لوعاظ السلاطين

هفال زاخويي

2007 / 8 / 17
الصحافة والاعلام



هكذا فتحنا عيوننا على صحافة (بوقية) إن جاز الوصف ... صحافة تمجد القائد ومنجزات القائد وضرورة وجود القائد مرورا بأبنائه وأبناء عمومته ولا انتهاء بخدم خدمه فقد يكون لهؤلاء أيضا أتباع ، بالطبع لاأقصد القائد الملهم صدام حسين فحسب فهو قائد واحد من بين قادة كثرسبقوه وجاؤوا من بعده.

لكن القائد وحده لايتحمل مسؤولية ان تكون الصحافة واجهزة الاعلام بوقا له، بل وعاظ السلاطين من الصحفيين والمثقفين والكتاب هم الذين يروضون القائد ومن خلال تكرارات مؤثرة سايكولوجيا يجعلوه يتوهم بأنه الآله وبهذا يتحملوا ذنباً عظيماً...أليست الشعوب مصانع للطغاة...؟ وآلات هذه المصانع هم وعاظ السلاطين...؟!

وعاظ السلاطين من الباحثين عن الامتيازات وعن مكرمات القائد يتغلغلون في كل مفاصل صحافتنا وثقافتنا وهم فطاحل في فن المخادعة وجعل الآخرين يعيشون في أوهام جرت علينا المصائب وقيدتنا وحطمتنا ، وهم يبيعون الكلمة بأبخس الأثمان...ألا تستحق الكلمة ان نعيد لها هيبتها ونعيدها الى سيرتها الأولى بحيث لاتقارن بثمن...؟

(في البدء كانت الكلمة وكانت الكلمة عند الله) فكيف نجح وعاظ السلاطين في انزال الكلمة من عليائها وجعلوا ثمنها دراهم بخسة...؟! أليست هذه العملية بحاجة الى طاقة عجيبة وقدرة فائقة وعقلية فذه في التملق والوصولية من خلال إضفاء صفات الألوهية على القائد.

ان شريحة الصحفيين والمثقفين هي أداة لخلق نواة التغيير في أي مجتمع كان ، والتغيير هذا يتحمل جانبين ( ايجابي وسلبي)، والجانب الايجابي للتغيير لن يحصل أبداً ان تحولت هذه الشريحة او جزء منها الى وجه للسلطة و بوق للقائد ولحزب القائد، وهذا هو شأن وديدن الأنظمة التوتاليتارية التي تمتلك كل مقومات شراء الذمم والضمائر والأقلام لإدامة نفسها على حساب معاناة الملايين من خلال تمويه الراي العام وتشويه الحقائق وقلب الإخفاقات الى انجازات والهزائم الى انتصارات.

ما أحوجنا اليوم الى صحافة حقيقية والى صحفيين حقيقيين شاعرين بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم... وما أحوجنا الى ثقافة ومثقفين حقيقيين يقدرون أنفسهم ويرون ذواتهم مترفعة على الإمتيازات والمصالح الشخصية الضيقة.

كلنا نلوم الساسة ولا نرى مجلساً يجتمع فيه اثنان او ثلاثة من المثقفين والصحفيين الا وتشهد الجلسة تلقي باللوم- فيما نحن فيه من أزمة- على الساسة وعلى القيادات التي تعودت على تقريب الأبواق من المثقفين والصحفيين من وعاظ السلاطين...لكننا يوما واحدا وفي مجلس واحد ومن خلال جملة واحدة لم نلم انفسنا ولم نراجع مجمل مسيرتنا ... الا نتحمل جزاً كبيراً من مسؤولية هذه الظاهرة .

نحن ايضا اوتينا الامكانية القادرة على صنع الطغاةوجعلهم يفرطون في ممارسة الطغيان بل وجعلهم يتوهمون ويتصورون بأن ما يمارسونه هو كل الخير بل الخير المطلق.

نحن بحاجة الى اعادة بناء للذات على اسس هي غير الأسس التي تعودنا عليها وتربينا استنادا عليها...نحن بحاجة الى تأسيس صحافة حقيقية رائدة تشعر بسلطتها وتجعل من القائد ومن يتبع القائد ومن المسؤول ومن يتبع المسؤول في دوامة دائمة وفي قلق حقيقي...لكن عنصر العدل والحقيقة من خلال تبني نهج النقد شرط ضروري ، لا أن نكون فوضويين في طرح ما يحلو لنا طرحه.

لنمد يد العون الى القادة والساسة والمسؤولين وذلك من خلال عرض حقائق الأمور أمام أعينهم ونساعدهم على اقل تقدير للتخلص من أوهام الألوهية، لنجعلهم يشعروا بأنهم انما جاؤا ليخدموا الشعب والبلد لا ليركبوهما وهنا لا بد من المطالبة من مجلس النواب بإصدار قانون لشفافية كي تكون كل الحقائق والتي هي ملك للشعب في متناول جميع المواطنين...لن يتحقق هذا في ظل غلبة الكفة لوعاظ السلاطين وتغلغلهم كالفايروسات...لكن كل وقائع التاريخ تؤكد أيضاً ان وعاظ السلاطين موجودون في كل زمان ومكان ... وهنا تكمن المرارة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبهة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا تشتعل من جديد


.. بعد عامين من اغتيال شيرين أبو عاقلة.. متى تحاسب دولة الاحتلا




.. الطلاب المعتصمون في جامعة أكسفورد يصرون على مواصلة اعتصامهم


.. مظاهرة في برلين تطالب الحكومة الألمانية بحظر تصدير الأسلحة ل




.. فيديو: استيقظت من السبات الشتوي... دبة مع صغيريْها تبحث عن ا