الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو الخروج من دائرة النفاق

محمد أبو مهادي

2007 / 8 / 17
حقوق الانسان


يحاول بعض الساسة والكتاب ومنظمات حقوق الإنسان تجميل ما جري ويجري يومياً في قطاع غزة، هذه المغامرة الخطيرة التي نفذتها حماس دون حسابات مستقبلية، أو نتيجة خطأ كبير للمحاسب الذي تعتمد عليه هذه الحركة.
هناك من يجافي الحقيقة ويعتبر أن "الانقلاب العسكري" هو "حسم عسكري" وبالتأكيد هناك فرق يترتب علي استخدام أياً من المصطلحين علي المستويات القانونية والسياسية والأخلاقية.
وهناك من يري في جرائم الحرب وعمليات السحل وإطلاق النار علي الأوصال والاعتداء علي الأطباء أثناء عملهم وقتل المصابين داخل المستشفيات والاعتقالات اليومية لمناضلين وغير مناضلين دون توافر الحد الأدني لشروط الاعتقال ودون التدقيق في جهة الاعتقال، هي مجرد تجاوزات وانتهاك بسيط لحقوق الإنسان تحت شعار أن من يعمل يخطئ ولا بد لأي عمل أن يتخلله بعض التجاوزات !!!
قتل إنسان هو تجاوز، وإعدام مجموعة معتقلين أو دفنهم تحت أنقاض مقراتهم تجاوز، وهدم منزل علي رؤوس قاطنيه تجاوز، وتفجير مقهى انترنت تجاوز، ومداهمة فرح وهدمه علي رأس العريس وعائلة العريس تجاوز، والجباية الإجبارية للأموال والرسوم دون أي سند قانوني ودون معايير أو حتى إيصالات رسمية تجاوز.
التجاوزات عندما تصبح كثيرة وتطال عدد كبير من المواطنين فإنها تتحول إلي ظاهرة، وعندما لا يتم محاسبة المسئولين عنها تصبح منهج وقرار، وعندما تطال أرواح وفرحة المواطنين تصبح جرائم حرب، ونكوص إلي عصور غابرة من أشكال حكم المجتمعات وتراجع عن مرحلة الحكم المدني إلي مرحلة حكم عسكري يقرره القائد الميداني لكل مجموعة مسلحة وتمتلك القوة وتحظي بغطاء ديني وسياسي وإعلامي من الجهة التي نفذت الانقلاب.
لا أنكر أن حركة فتح قامت بممارسات خطيرة في الضفة الغربية وحسب إحصاءات حماس فإنها وصلت إلي حوالي سبعمائة تجاوز، وأنا أؤيدهم في ذلك وقد تكون أكثر، ولكن حتى أكون موضوعياً في الوصف ولا أتعامل مع ما يجري بمنطق الإحصاءات والأرقام فقط ينبغي التمييز بين ما فعلته فتح أو السلطة في الضفة الغربية وبين ما فعلته حماس أو القوة التنفيذية وكتائب القسام في غزة من حيث النوع " نوع الجريمة إن جاز التعبير" وخلفيات هذه الجرائم التي ترتكب.
ورغم عدم توافر إحصاءات رسمية لمجمل الجرائم التي حدثت في قطاع غزة إلي أن التقديرات تشير إلي مئات من الضحايا ما بين قتيل وجريح، مع ضرورة التذكير بأشكال القتل ونوعيات الجراح ؟ مقابل السبعمائة تجاوز التي تحدثت عنها حماس بحق أعضائها في الضفة الغربية.
منظمات حقوق الإنسان تبدو لي في أعلي درجات نفاقها وخوفها وحرصها علي أن لا تدرج ضمن قوائم الانتهاكات، كذلك الأمر فيما يتعلق بوسائل الإعلام وبعض الحركات السياسية التي لازالت تلهو ببعض شعارات الوحدة الوطنية والحوار الوطني ولا ترغب في أن تدرك الحقيقة حتى مع ضربات القوة التنفيذية التي طالت رؤوسها خلال الاعتصام الذي نظمته فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في ساحة الجندي المجهول بغزة بتاريخ 12/8/2007 وقبل ذلك في خانيونس.
ما يحدث في قطاع غزة جرائم بجميع مستوياتها تضاف إلي الكارثة السياسية التي لحقت بمشروع الشعب الفلسطيني التحرري والكارثة الإنسانية بكل معانيها، هذه الجرائم تستدعي من الجميع إعلان الحقيقة والموقف بكل جرأة ودون خجل أو حسابات مالية قد تصادر بعض المكافآت التي تصرف من هنا أو هناك فالوضع في غزة لا يحتمل النفاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي في الجمعية ا


.. موجز أخبار السابعة مساءً - الأونروا: غارات الاحتلال في لبنان




.. لبنانيون ولاجئون هجّرتهم الغارت الإسرائيلية يروون معاناتهم و


.. طلاب جامعة السوربون بفرنسا يتظاهرون من أجل غزة ولبنان




.. شاهد| دبلوماسيون يغادرون قاعة الأمم المتحدة بعد بدء خطاب نتن