الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الساسي- يرسم خارطة طريق اليسار المغربي

علي بنساعود

2007 / 8 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


"الأحزاب التقدمية بالمغرب عاجزة راهنا عن إنجاز أي إصلاح أو تغيير، والسبب هو أن هذه الأحزاب التي بنيت بدماء الشهداء وعرق المناضلين أصبحت رهينة في يد أعيان الانتخابات والفاسدين الذين استقدمتهم من أحزاب الإدارة، ووضعتهم على رأس قوائمها الانتخابية، والذين سيمنعون كل إصلاح أو تغيير".
هذا ما صرح به محمد الساسي، نائب أمين عام الحزب الاشتراكي الموحد، في لقاء تواصلي، نظمه فرع حزبه بقاعة فلسطين بالرشيدية، يوم 25 يوليوز الماضي.

أوضح الساسي أننا في المغرب نتوفر على "هامش ديمقراطي"، ومعركة التغيير الديمقراطي معركة تستهدف توسيع هذا الهامش عبر النضال لتحويله إلى ديمقراطية تعتمد سيادة الشعب، وفصل السلط، والتمثيل النيابي الدوري، واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة وحمايتها تشريعا وعملا.

والتغيير الديمقراطي بالنسبة إليه:
-معركة شعبية شرعية لا تنازع في شرعية النظام الملكي القائم، ولا في شكله، بل في مضمونه حيث تسعى لدمقرطته.
-نضال سلمي يروم التغيير الجذري البنيوي عبر الصراع التعبوي السياسي الانتخابي والعمل النيابي والجماهيري (إضرابات، إعتصامات، مظاهرات...)
-نضال متدرج يحقق تراكمات كمية ثم كيفية.

وبخصوص موضوع اللقاء (الحزب الاشتراكي الموحد ومهام التغيير الديمقراطي) أشار الساسي إلى أن تناوله يقتضي التطرق لمحورين هما:
*التأهيل الحزبي لإنجاز مهام التغيير الديمقراطي.
*برنامج التأهيل الديمقراطي.

من أجل ذلك، سجل المتدخل أن الشباب المغربي فرضت عليه "الهجرة" إما نحو العزوف عن السياسة أو نحو الأصولية، والسبب هو شيخوخة النخب وتبعية الأحزاب وفساد منتخبيها وسعيها لإغواء الدولة... من ثمة، خلص إلى أن في المغرب خصاصا في الأحزاب القادرة على خوض معركة التغيير الديمقراطي، وأن التغيير يقتضي أحزابا قادرة عليه، وأن المطلوب الآن خوض معركتين متوازيتين هما: معركة التغيير الديمقراطي، ومعركة بناء قوة حزبية ومجتمعية قادرة على قيادة هذه المعركة وإسنادها، وهذه، حسبه، هي المعركة الأولى للحزب الاشتراكي الموحد. ومن أجل ذلك، فهو يقترح ويعمل من أجل:
-بناء حزب من نمط جديد يسمح بالاختلاف وبتعدد التيارات...
-ربط العمل السياسي بمواثيق شرف ومدونات سلوك وأخلاق (التصريح بالممتلكات...)
-تفعيل المسار الوحدوي في أفق بناء الحزب الاشتراكي الكبير، وإنجاز مهام التغيير الديمقراطي...
-تأطير المجتمع بعيدا عن كل أبوية، وبإيمان بقدرة الناس على الدفاع عن مصالحهم (تنسيقيات مناهضة ارتفاع الأسعار...)
-إطلاق مبادرات في الساحة لخوض المعارك والانتصار فيها، حتى تصبح الديمقراطية حاجة مجتمعية...

وبخصوص برنامج التغيير الديمقراطي، أكد الساسي أن حزبه يطالب ويعمل من أجل تحقيق مجموعة إصلاحات دستورية (الملكية البرلمانية) وانتخابية (هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات، انتخابات مفتوحة أمام الجميع...) وحقوقية (إلغاء قانون الإرهاب والفصل 57 من قانون الأحزاب الذي يسمح للحكومة بحل الأحزاب عن طريق مرسوم، القضاء على الخطوط الحمراء) وإدارية وقضائية (جمعية أو نقابة للقضاة، إصدار الأحكام وفق القانون وباسم الملك...) وإعلامية (انفتاح الإعلام العمومي على مختلف التيارات الفكرية والسياسية...) وهي إصلاحات يعمل الحزب من أجل الوصول إليها من داخل المؤسسات ومن خارجها...
الساسي أضاف أن حزبه (الاشتراكي الموحد) هو الوحيد الذي يربط بين البرنامج وسلطة تطبيق هذا البرنامج، والسبب هو أنه لا يريد أن يستنسخ تجربة الأحزاب التقدمية المشاركة في الحكومة التي سبق لها أن تقدمت أمام الناخبين ببرامج انتخابية، وتعاقدت معهم بشأنها، لكنها لم تنفذ منها شيئا، بل إن الاتحاد الاشتراكي، حسبه، صوت وعمل ضد بعض ما تضمنه برنامجه المرجعي!!! (التصويت في سن 18 سنة، تخفيض الأجور العليا، الخوصصة...) وحينما سئل عن السبب، أجاب بأنه لم يكن وحده في الحكومة (كانت معه الحركة الشعبية والأحرار...) وكأن هناك من أجبره على ذلك، وها هو اليوم يعيد الكرة دون أن يفصح عن حلفائه، أو يقدم ضمانات بأنه لن يكرر نفس الأسطوانة نهاية الولاية المقبلة، ويجتر أن "الحكومة لم تكن لها الوسائل لتطبيق برنامجها" من ثمة، حسب الساسي، ف"كل من لا يربط بين "البرنامج" و"سلطة تطبيق هذا البرنامج كاذب"، لأن هذه الأخيرة هي أم المشاكل في المغرب.

الساسي ختم عرضه بدعوة "العدالة والتنمية" و"العدل والإحسان"، إلى رفع تحفظاتهما عن الديمقراطية، مؤكدا أنه لا يرى تعارضا بين الشريعة الإسلامية والديمقراطية، وأن هويتنا ليست هي ما كنا عليه فقط، بل هي ما كنا عليه في الماضي، وما نحن عليه في الحاضر، وما نريد أن نكونه في المستقبل، والمطلوب هو الربط بين الهوية والحداثة مثلما فعل "حزب الله" الذي استطاع، حسبه، بفضل هذا الربط هزم إسرائيل...، كما دعا أعضاء "العدل والإحسان" إلى الكف عن شحن الجماهير المضطهدة والمظلومة بالأوهام، وإلى المساهمة في القضاء على المقدسات عوض خلق مقدسات أخرى (بركة الشيخ)... كما دعا "العدالة" و"العدل" إلى التمسك بمقاصد النص القرآني عوض التشبث الأعمى بحرفيته، وإلى الاجتهاد في تأويل النصوص مع مراعاة الزمكان ومواصلة المشوار الذي دشنه الكواكبي ومحمد عبده وعلال الفاسي... عوض النكوص إلى الوراء...
الساسي أوضح أيضا أنه ينتقد الاتحاد الاشتراكي وكله أمل أن يتخلص هذا الحزب من الوافدين عليه من أحزاب الإدارة، ويستعيد وهجه، وأن هدفه من هذا النقد هو استفزاز مناضلي الحزب ليخوضوا هذه الثورة داخل الاتحاد وخارجه، لإنقاذه وباقي الأحزاب، في أفق أن يحدث تلاق موضوعي بين هذه الحركات التجديدية في كل الأحزاب، وهذا ما سيصنع مستقبل البلاد... كما دعا شبيبات الأحزاب إلى الانتفاض والثورة لتصبح أحزابها في مستوى مغرب ومغاربة القرن 21.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا