الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضرائب الضفة للرواتب والخدمات وضرائب غزة للسلاح والأعراس الجماعية

سامي الاخرس

2007 / 8 / 18
القضية الفلسطينية



بحوار مع صديق من أهلنا بالضفة الغربية مخيم جنين ، حيث تحدثنا وتحاورنا بالأوضاع السياسية الفلسطينية وما آلت إليه الأوضاع بعد الانقلاب العسكري الذي نفذته حركة حماس ، والصورة التي يمكن أن يكون عليها الوضع السياسي العام ، حيث تسود حالة من عدم الوضوح والضبابية للأفق السياسي الفلسطيني بعموميته ، واضمحلال بشائر المستقبل الذي يمكن من خلاله الخلوص برؤية سياسية ومستقبل يبشر بخير في القريب.
فحماس غزة تسابق الزمن لخلق واقع سياسي جديد وملامح على الأرض من خلال إعادة هيكلة سياستها وفرض لونها السياسي والأمني والمؤسساتي على الأرض ، وفق رؤية تستند لتجليات الحسم العسكري وإفرازاته ، هذا الحسم الذي لم تدرك فعليا حماس أبعاده ومخاطره على القضية الوطنية برمتها ، إلا إذا كانت تدرك ذلك وتقوم بالمهمة المناطة بها ، ولا زالت تعمق بسياستها الانقسام بمنهجية واضحة وجلية من خلال قراراتها السياسية وممارساتها الفعلية على الأرض ، هذه الممارسات التي تأتي أحيانا لتبرر إنها وقعت خطأ ، وأحيانا أخرى تحت مصطلح التجاوزات ، وفي نهاية المطاف تصب جميعها في رصيد حماس ومسلكياتها ، فاليوم غزة تعيش بلا صوت صحفي وأعلامي ولا يخرج منها سوي المشاهد التي يرضي عنها الناطق باسم القوة التنفيذية أو المتحدث باسم الداخلية المقالة ، وكذلك الاعتداء علي حفل زفاف المبعد زيد عطا الله وعشرات حفلات الزفاف ، والعديد من الممارسات الصبيانية لبعض المراهقين الذين وزعت عليهم سيارات الأجهزة الأمنية واستلموا قيادات فرعية بالقسام فما إن اختلف طفلان في أحد الشوارع حتى يتم التهديد والوعيد والاستنجاد بصواريخ التنفيذية وقاذفات القسام وتتحول قضية الطفلين لفتح وحماس ليستعرض خلالها العضلات تحت شعار (القوي عايب) وهو ما سمعته من العديد من المتنفذين الصغار في هذه الأيام ، والعشرات من القضايا الصغيرة التي ستجني حماس ثمارها في أقرب اختبار جماهيري كما سبق وجنته فتح من ممارسات فئة منها في الاختبار الجماهيري الأخير الممثل بانتخابات المجلس التشريعي .
وبالعودة للحديث الطويل مع الصديق من أهلنا بالضفة قادنا الحديث لقضية الرواتب ودعم البلديات والوزارات والمؤسسات في قطاع غزة ، حيث أن ما يتم صرفه نظير هذه الخدمات هو من أموال الشعب الفلسطيني وضرائبه المحتجزة ، أي أنها حق لكل فلسطيني بغض النظر عن الانتماء والهوية الحزبية ، وليست حكرا على فئة أو هبة، ومنة من أحد ، وهذا ما اتفقنا عليه ، بأن هذه الأموال هي من مقومات الشعب الفلسطيني ولا يملك أحداً حرمان طفل فلسطيني من مقوماته الاقتصادية وخيرات بلده ، وهنا وجه لي سؤال عن جباية حركة حماس للضرائب في غزة وأوجه صرف هذه الضرائب حيث إنها قامت بجباية الضرائب من العالقين العائدين من المعبر ، وكذلك باعت السجائر المكدس بالمعبر عند استيلائها عليه ، والضرائب اليومية الأخرى التي يتم جبايتها أين تذهب؟!
إذا كانت الرئاسة وحكومة فياض مطالبة بدفع رواتب الموظفين ، ودعم البلديات والوزارات لتقدم خدماتها للمواطن في قطاع غزة ، في الوقت الذي تتهرب به حماس وحكومتها المقالة التي تصدر عشرات القرارات بالتوظيف والترقيات والإقالات من دعم هذه المؤسسات فأين تذهب أموال الضرائب التي تجبيها ، أم أن الرواتب والمصروفات تدفع من ضرائب أهل الضفة والسلاح وحفلات الأعراس الجماعية في دمشق وخان يونس وجباليا من ضرائب غزة وكذلك السولار لسيارات التنفيذية والقسام ، وقادتهم ووزرائهم المقالين ؟! هذا السؤال يوضح مدي الانقسام الذي أصبح فيما يبدو واقعاً فعلياً نتعامل معه بكل تجلياته وتفصيلياته مهما صغرت وكبرت ، حيث أن كل طرف يحاول تعميق هذه المفاهيم وغرسها بعقول شعبنا والتهيئة للتعامل معها بعد فترة كواقع معاش وحقيقة لابد منها ، وهي نفس السيناريو الذي بدأت ملامحه بالعراق من تقسيم مناطق جغرافية وموارد اقتصادية ، حيث وزع بترول العراق حسب الطائفة والمنطقة ، وكذلك نحن بدأت الطاحونة تغرس تروسها في عقلية الفلسطيني الذي أصبح يسأل عن غزة لوحدها وعن الضفة لوحدها .
في ظل هذا الانقسام يحاول كل طرف أن يجذب شعبنا لماكنته الشيطانية وأعلامه المضلل التي أصبحت تخوض حربا تجردت من الأخلاقيات المهنية ، وأخلاقيات شعبنا الفلسطيني الذي كان يمثل نموذجا للشعوب المتطلعة للحرية ، أما فلسطين اليوم فهي فلسطين التي لا تتورع أن ينهض أبنائها لقتل وخطف وتعذيب أخوة المصير من أجل سلطة تداس يوميا على رقبتها بحذاء الجندي الصهيوني الذي يصول ليلا ونهارا بطولها وعرضها ، هذه السلطة التي أصبحت لا تملك من مظاهر السيادة سوي إرهاب أبناء شعبها واعتقالهم واختطافهم ومهاجمة مؤسساتهم وأعراسهم وهتك حرمة منازلهم ، سلطة تمارس قانون القتل والموت وتتبجح بالأمن والأمان ، فأي دكتاتور يستطيع فرض الأمن والأمان بظلمه وقوته وجبروته ، وهناك ملايين النماذج الذي فرض بها الأمن بالنعال وبالبسطار وبالبندقية ، أمن القتل واقتحام المنازل وترويع المواطن وتوزيع التهم جزافا حسب رؤية ومفاهيم الأمي الذي يتمترس خلف بندقيته ومكتبه لا يعلم سوي لغة الهراوة والجهل .
إن ما يجري في فلسطين لعبة دولية – إقليمية بطلاها معلومان وأدواتها معلومة متجنسة بالهوية الفلسطينية لتنفذ مخططات نجحت في العراق واليمن ولبنان والصومال وغيرها من أقطار العرب ، لعبة للأسف لاعبيها يرتدون الزى الغربي والأمريكي والإقليمي والعربي والفلسطيني ليشكلوا منتخب في الميدان هدفه تشويه صورة الفلسطيني ، وتقسيم وطنه ، وتحقيق أطماع الغير ومصالحهم ، وإن كان شعبنا سيحاكم فإنه سيحاكم أبناء جلدته وقواه التي تحولت لدمي أغرتها المليارات وربطات العنق وحياة النعيم ، وألقاب ما أنزل الله بها من سلطان .
فاليوم نحن نقف أمام مسؤولياتنا الوطنية وعلينا فضح هؤلاء وتعريتهم أمام شعبنا ، وفضح ممارساتهم التي يستخدموا بها شعارات براقة لإغراقنا في وحل التجاذبات الدولية والإقليمية ، وهدر مسيرة نضال طويلة ، مسيرة نضال خاضها شعبنا ليملك حريته وليس لتتملكه أحزاب تفرض بسياطها ملكيتها ولونها عليه ، ففلسطين مثل أموال الضرائب ليست حكرا عليكم وعلي بنادقكم وسياطكم وسيوفكم .. ولن يغفر لكم شعبنا ما ممارسته أياديكم ....
سامي الأخرس
17/8/2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوراق الجوافة..كيف تحضر مشروبًا مثاليًا لمحاربة السعال والته


.. دراسة: مكملات الميلاتونين قد تمنع الإصابة بحالة الضمور البقع




.. في اليوم الـ275.. مقتل 20 فلسطينيا بغارات على غزة| #الظهيرة


.. ترقب داخل فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية للانتخابات التشريعية




.. اقتراح التهدئة.. تنازلات من حركة حماس وضغوط على بنيامين نتني