الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن البعث وقائمة باسماء المغفلين والحمقى

ميثم محمد علي موسى

2007 / 8 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يظن بعض ألمغفلين ( أو يدّعي) أن عودة البعث ألى السلطة في ألعراق بوجوه بعض تائبيه وغير تائبيه لن يُدخل ألعراق مجدداً في نفق ظلامي رهيب ، ولن يغرقه بالدم ودوامة ألقتل كما فعل ألصداميون وحزب البعث على مدى عشرات السنين !
كلما سمعت بطروحات البعثيين الأرهابيين القدامى وحلفائهم السلفيين الجدد د أو كلما طرح مغفل مصدق لتلك الكذبة العظمى ، تذكرت حكاية من حكايا جحا:
يُقال أن شهرة جحا في ظرفه وحكمته طبقت الآفاق وصارت مضرباً للأمثال مما أثار حسد الملك ألذي ضاق ذرعاً ، فأراد أن يهزأ بجحا. جاء رسول ألى جحا يطلب حضوره بين يدي الملك، وعندما مثل بين يديه طلب الملك من جحا أن يعد له قائمة بأسماء كل الحمقى والمغفلين في مملكته!
بعد أيام أستأذن جحا الدخول على ألملك وبيده قائمة بتلك الأسماء ، مقدماً أياها أليه. ما أن وقع نظر ألملك على ألأسماء حتى جن جنونه ، أذ كان أسمه على رأس ألقائمة ! أزبد ألملك وأرعد ، وصرخ:
- كيف تجرؤ على أهانتي؟؟ أنا سوف.... أنا...
قاطعه جحا :
= لاتغضب أيها ألملك بهذه ألسرعة ، ودعني أوضح لك.. ألم تستقبل في ألشهر ألماضي تاجراً من بلاد ألهند وألسند؟
- نعم . أجاب ألملك.
= وهل كنت تعرف هذا ألتاجر سابقاً ؟
- كلا ، وقد التقيته لأول مرة.
= حسناً .. أو لم تعطه ألف قطعة ذهبية من أجل أن يجلب لك جواهرفي رحلته ألقادمة من بلاد ألهند و ألسند ؟
- نعم .. ولكن ماعلاقة هذا ألامر بألقائمة؟
= أمر بسيط .. أليس غباءاً أعطاء مثل هذه ألكمية من ألمال لرجل لاتعرفه وقد التقيته مرة واحدة ، على أمل أن يأتيك بالجواهر فيما بعد ؟
صفن ألملك ألمهان وصرخ:
- ولكن..ماذا لو أنه عاد بالجواهر؟؟
أجاب جحا بهدوء :
= سأحذف أسمك في هذه ألحالة وأضع أسمه !

ستكون بضاعة فاسدة ، حين يحاول من يحاول أن يغرر بشعب وضع أسم صدام وألبعث على رأس قائمة أعتى ألمجرمين ألذين حكموا ألعراق حتى أليوم . من ألسذاجة بمكان محاولة خداع ألآخرين وتزييف ألحقائق وتلميع صورة دولة الرعب تلك ، دولة ألرعب ألتي تركت أثاراً مدمرة في ألعراق وفي وعي العراقيين ، مالا تمحوه ألايام بسهولة!
يتحدث رئيس حزب العمل الهولندي ( فاوتر بوس) في كتابه "هذا البلد يمكن ان يكون أفضل بكثير" عن محاضرة ألقاها ربيع 2005 في أنجلترا باللغة الانجليزية ، عن( التضامن) و(التكاتف) و(التلاحم) الأجتماعي . أراد ( فاوتر بوس ) أن يبدأ محاضرته بجملة من برنامج حزبه فلم يجد سوى ترجمة واحدة لتلك الكلمات في اللغة الانجليزية
Solidarity
يتساءل ( فاوتر بوس) عن هذا ألأختلاف في اللغتين الهولندية والأنجليزية هل يعكس الاختلاف بين الشعبين ، فيذكر أن لغة سكان ألاسكيمو تحتوي على 30 كلمة تدل على ( ألصقيع ) في حين هناك كلمة واحدة ( للمطر) ! ويخلص ألى ألاستنتاج بأنه كلما زاد عدد ألكلمات المستخدمة في لغة للدلالة على ( شيء) محدد كلما توسعت معاني فهم هذا (ألشيء) في لغة ذلك المجتمع . *
هذا ينطبق على مجتمعنا ألعراقي.. لاتحفل لغة بكلمات وعبارات تدل على ( العنف والتعذيب والقتل والاغتيال والموت ) كما تحفل لغتنا العراقية المحكية ( اللهجة ) ، بل والأسوء انها تغتني يوماً بعد يوم ! فالعراقي وحده يفهم معنى ( طكوه بالدهن ، طروه اربع طرات، كوموه ، انثرم ، الطايح رايح ، مفخخ ، جقوه...ألخ) ولايخفى على حصيف ان هذا انعكاس لما عاشه ألشعب ألعراقي ( ويعيش) من رعب ، ونتيجة منطقية لما زرعته أنظمة القمع الدموي ألتي توالت على حكم ألعراق منذ عام 1963 ولغاية 2003 ، وأن كلمات العنف تناسلت وتوالدت في رحم سلطات البعث (وخاصة تحت حكم صدام) وألتي تواصل بقاياها المجرمة أليوم ألارهاب وألذبح . عفلق ، مؤسس البعث وضع حجر ألاساس النظري والمحرض الاول على العنف، وجاء التطبيق على ايدي بلطجية جهلة جمعهم حب التسلط والعنف والقتل بلا حدود ، مجموعة بهائمية تٌسيل رائحة الدم لعابها . هؤلا ء هم الأمناء على طروحات عفلقهم ، سواء من كان بالامس بعثياً أو من نزع ورقة التوت اليوم عن ( مؤخرته) ليصبح بعثياً لا في غفلة من رفاق ألمعارضة أمس بل علانية . ولكان مفهوماً لوأن العنف والتصفيات الدموية شملت أعدائهم السياسيين ، لكنها طالت أبناء العراق من أقصاه ألى منتهاه ، من عربه وكورده ، ألى قومياته وأديانه وأقلياته كافة ، بل وأمتدت ألى جيرانهم على شكل حروب ، خربت بلد كان مرشحاً ان يكون ياباناً ذات يوم ، فأركعته وأذلته لكن ذلك لم يفت من عضد القتلة ألبعثيين في تصفية أبناء العراق.. ألعنف طال ألبعثيين أنفسهم في مملكة ألرعب ألداخلية (حزب البعث) فالناجي من كان يوقع رفاقه في فخ الموت قبل أن يُوقع به ! وليس سوى العراقي الذي عاش تحت ظل حكم صدام والبعث من يعرف أن حزب عفلق وصدام حزب قيم ذئبية ، حزب يمثل قطيعاً جائعاً للدم ورائحة ألموت ، كالذئاب تماماً ، كلما فاحت رائحت الدم كلما اوغلت الذئاب في وحشيتها وتمزيق ضحيتها. ولم ينتم لحزب البعث ويٌخلص له سوى أشد الافراد تخلفاً ، اولئك الذين يعانون من عقد سيكولوجية رهيبة ، بحيث ان طبقات المخ الزواحفية لاتشعر باللذة دون تفجر ينابيع الدم وتناثر ألاعضاء البشرية.
فالقائد (صدام) وفر كل مستلزمات الموت لأعضاء حزبه بدءاً( بالبدلة الزيتونية) وليس انتهاءاً ( بالمسدس والرشاش) وألغى كل قانون سوى قانونه وولديه وحاشيته ، بل وعسكر المجتمع رغم أرادته ، فصار الزيتوني في المدرسة ، وفي الحقل ، وفي المعمل والجامعة ..وحتى دور العبادة ، وايقض مجدداً العشائرية و مشاعر الثأر وألانتقام.. أنها عملية غسيل دماغ ( تأريخية) يعيش ألعراق آثارها أليوم ، شاهدها العنف وممارسات القتل وألارهاب ألذي تقوده بقايا قطعان البعث ألسادية ، هذه ألمرة بأسم ألدين والطائفة وتحت عمائم ( وسدائر ) وبدلات أنيقة تخفي ألزيتوني تحتها ، وبأسم مايدعى ( بالمقاومة المشروعة). هذه ( ألمقاومة ألمشروعة ) التي تستبيح الذبح – على الطريقة الاسلامية – تطلق مكبوتاتها ألمرضية التي لم يمارسها انسان العصور الحجرية . فكيف يكمن للشعب العراقي ان يرضى بعودة السلطة الى الذئاب الساديين فاقدي الحضارة ومدمري شعب وتأريخ ؟ وكيف يراد لنا أن ننسى دولة البعث العظمى في دمويتها؟
حين يقص عراقي ممارسات نظام صدام المروعة على مواطني ألبلدان ألمتحضرة يُواجه بالتشكيك أن لم يكن بالتكذيب ، لاننا كمن يتحدث عن كائنات خرافية همجية من كوكب آخر مفتعل ! ولايعلم السامع أنك مهما حاولت نقل الصورة الحقيقية فأنك لا تفي بحقها ، وأنك لاتستطيع أن تنقل صورة جبل ألجرائم المهولة التي ارتكبها حزب ألبعث ، ويرتكبها أليوم !
ألمجتمع العراقي ، وفي خمسينيات القرن الماضي ، كان قد بدأ لتوه بالخروج من عادات وتقاليد أجتماعية ودينية وقيم تخلفية أخرى ذات جذور بدوية ، وبدأ محاولات جادة لمواكبة تطور الشعوب الاخرى المتحضرة خاصة بعد ثورة تموز عام 1958، وأذا به يرزخ تحت أنظمة تقوده ألى حالة من ألتردي لامثيل لها منذ أنقلاب الشؤم عام 1963.. ذلك العراق ألذي كاد أن يصبح منارة للعلم والتطور الحضاري ، ينحدر ألى مستوى أدنى الدول ألفقيرة في العالم وهو يطفو على بحار من النفط ! أما ألدول المجاورة التي كانت اكثر بداوة وتخلفاً من العراق ، وفيها ماهو أسوء من العادات والتقاليد ، فقد بنت أقتصاداً قوياً ، وصارت قبلة للعراقي المنكوب ! فقط لأن هذه ألبلدان لم تحكم من قبل بلطجي كصدام ، ولم تخض حروباً (كالقادسية وأم المهالك) فكان أن أزدهرت وترفهت شعوبها . أو ليس بلدان الخليج مثالاً ؟ هم نبذوا ألعنف وألغزو وألاقتتال في الصحراء ، و صدام حول أرض ألعراق ألى ساحة قتل وحرب !
ألمصيبة ، أن هناك من ينسى ان ذاكرتنا لاتزال طرية ، ولاتزال تحتفظ بكل ذكريات بشاعات الأمس ( واليوم) ويريد أن يقنعنا أن (جنة صدام) خير جنة أخرجت للناس ! ألاموال المهربة بعد أسقاط النظام هي التي تُخندق البعض من الذين كانوا بالأمس من صفوف المعارضة في خندق ألبعث ، وتجمعهم مع من فقد بركات كوبونات النفط وعطايا صدام وعدي وقصي ، وهذه الملايين التي تهيل على هذا الخندق المجرم هي التي تزيد من وحشية أعداء الشعب العراقي..
دعنا من التنظيرات العتيقة والايدلوجية ، ولنتحدث بلغة (أهلنا البسطاء). في زمن صدام كان ألأعلام يصدعنا بالحديث عن العروبة والشرف العربي وألأخلاق العربية ، في حين كانت عمليات القتل والاغتصاب تمارس يومياً في سجون ألنظام وبصورة ( سريالية ) لم تخطر على بال ( دالي) نفسه ! وبحق أشرف أبناء العراق وبناته ! في ألوقت ألذي كان الآذان يصدح خمس مرات في اليوم من أذاعا ت النظام المسموعة والمرئية ، كانت الدعارة تمارس سراً وعلناً لحساب صدام وولديه وأقطاب حكمه ، ويمارس العهر جنباً الى جنب ألدعوة ألكاذبة ألى دين ألاسلام ! لا ألتاريخ القديم ولا ألحديث يذكر زمناً تم فيه أغتصاب هذا ألعدد من نساء العراق ، بل لم يحدث مثل هذا حتى زمن سقوط بغداد على أيدي المغول .
أثناء محاكمته تبجح صدام أنه بحربه مع ألكويت أراد حماية نساء ألعراق من ( النزول الى سوق الدعارة) ولم يتذكر أن عدي أغتصب وأذل خيرة بنات العراق واشرافه . هناك قصة مشهورة عن رجل أطلق النار على ابنته الشابة ثم على نفسه كي لايلحق العار بها وبه ، عندما قدم أليه زبانية عدي لاستصحاب الفتاة ألى سيدهم عدي ( ألاستاذ) ليقوم بأغتصابها .. ذلك البهيمة لارحمة الله عليه! وهذي واحدة من الاف القصص المروعة من زمن الطاغية المقبور !
في مجتمع مثل المجتمع العراقي الذي آل الى هذا ألحال لا يكون ألحديث عن ألديمقراطية بشكلها ألغربي سوى ضرب من ألخيال باعتقادي . ألمطلوب نزع البدلة ( الزيتونية ) والمسدس من ألعقل أولاً ! وهي عملية معقدة للغاية. أعادة بناء الوعي الاجتماعي يجب أن تسبق غيرها ، فهي حجر ألاساس في بنية أجتماعية صحية . ألعمل بكل ألوسائل لأعادة بناء ألمواطن وتطهير العقول من أدران ألماضي ، وأيقاف عملية ألغسيل ألمستمرة لأدمغة العراقيين من قبل فلول ألبعث ألقديمة و ألصداميين الجدد ، وألمدعومة من أنظمة كانت تعادي صدام بالأمس وتتمنى عودته أليوم ، وهي تدعم بكل ماتملك من طاقات ألارهاب وخاصة بوجهه الوهابي الأكثر دموية في تأريخ ألاسلام . ولن يتمكن ألعراق من النهوض من كبوته ألتأريخية هذي مالم يتم ألغاء نظام ألمحاصصة ألبريمري ، ولتحل محلها ان جازالتعبير محاصصة ألكفاءة وألأخلاص وألتفاني ! ألمطلوب أيقاف أنحدار ألعقل ألى درك أسفل في ألتمييز ألطائفي ، وهذا يتطلب نظام حكم حازم يواجه العنف بعنف وقوة ألقانون ، لاعنف الغاب. ألمطلوب ألغاء عقلية مساواة حياة ألانسان ( بثمن ألطلقة) ألذي أبتدعه البعث لاغير.. وحين ذاك ينبغي أن يرافق ذلك عودة ألاطفال ألى مدارسهم ، وألطلبة ألى مقاعد دراستهم وجامعاتهم ، وألاساتذة ألى علومهم وألتفرغ ألى تربية أجيال ناصحة وصحيحة ، وألغاء كل ألشهادات وألالقاب ألعلمية ألمزورة أو ألتي منحت زمن ألطاغية ووزعت على أساس ألانتماء لحزب ألبعث لا للعلم ! وينبغي أن يعود رجال ألدين ألى مساجدهم وتكاياهم ومؤسساتهم ألدينية لعلهم يريحون أنفسهم وألخالق وألبشر ، فالدين غير ممنوع عن ألمجتمع ، لكنه مفصول عن ألسياسة ولنا في بقية ألامم التي سبقتنا عبرة. ينبغي أعادة ألهيبة لقوانين انسانية تحترم ألأنسان وتلغي قوانين العنف والعشيرة وألجاهلية ألتي أدخلنا ألبعث في متاهاتها مجدداً. أعادة هيبة ألقانون تسبق هيبة ألشرطي ، وتعني أحترام المثل ألعليا ألأنسانية وألدينية ، وتعني أيقاف ألقتل على ألأسم وألهوية وألطائفة . وتفعيل ألمحاكم وألقضاء ألمستقل تماماً ، ليحكم ويحاكم دون تمييز ،قضية لاتقبل ألتأجيل ، وهذا يعني مثول ألبعثيين أمام ألقضاء وألتمييز بين أؤلئك ألملطخة أياديهم بالدماء وأؤلئك ألذين أكرهوا عنوة على ألأنتماء ألى حزب ألبعث ولم يرتكبوا جرائم بحق أحد ، وألعمل على سحب أي سلطة وسلاح من المليشيات وألقبضايات ألتي تحمل قوائم ألتصفيات بيديها ، فقد ملٌَّ ألشعب ألعراقي من جرائم ماكان يسمى بألحرس ألقومي وبعده ألجيش ألشعبي ، وتعب أليوم من مليشيات الطوائف والتفخيخ ! أن ألبلد آيل ألى خراب مالم يتم ألضرب بيد من حديد (حديدها ألقانون) كل من يمد ألعون للأرهاب والقتلة دون مجاملة ووجل سواء أكانت تلك أحزاب أومليشيات تختار أن تُسمى سنية ، أو شيعية ، يراد من ذلك تعميق الفرقة .
من سيكون بمقدوره في ظل هذا ألوضع ألمتشابك ، أن يعيد ألهيبة للمؤسسات ألعلمية وألتربوية وألثقافية وألادبية ؟ من سيعيد لهذه ألدولة ( التي توشك على ألنوء بحملها وحمل ألماضي وحمل المحتل) عقلها ؟ لتناط ألمسؤلية بذوي الكفاءة لا( بذوي) ألطائفة ؟ لتناط لا بمن لبس ألسدارة أو ألعمامة أو ألبدلة ألزيتونية (في وعيه ) هؤلاء ألذين جاءت بهم صدفة وأحتلال ومحاصصة !
ليعد شيخ ألعشيرة ألى عشيرته ، وأبناءه ، وليعد ألمعمم ألى جامعه شيخ دين شيعي أو سني ، ولتٌترك هذه ألامة ليقودها من هو كفؤ لها ، و لتمنع عودة ألبعث وألزيتوني وألمسدس ، ولتصلح ما أفسده ألدهر الصدامي ، ليعيش ألشعب بأمن وأمان ، فيتم أجتثاث جذور ألقتلة ، وألدنيا لأهلها وألدين لرجال ألدين.

*ص 84 -85 من الكتاب
















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟