الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطيع بلحى.. ودشاديش قصيرة

عبدالمنعم الاعسم

2007 / 8 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مرة اخرى، اقولها، ولا استحي منها: صرت على استعداد ان اتخلى عن كل ما يجمعني بهذه المخلوقات الرقطاء التي جاءتنا من مجرات الجذام الاسلامية في افغانستان وقبائل الجوار، او من اقنية الصرف الصحي في بلادنا.. قطيع بلحى ودشاديش قصيرة، ومصاحف، وشعارات زائفة عن التحرير والمقاومة..قطيع ملأ مدننا الجميلة غبارا، ومنازلنا الامنة نواحا، وصباحاتنا ذعرا. اغلق الطرق بالراجمات والملثمين المنفلتين، ونسف جسر الصرافية، وفجر شارع المتنبي، وحوّل ساحات الباعة المتجولين الفقراء الى مهرجان من الاجساد المتناثرة.
واحسب ان الكثيرين سيتبرأون، مثلي، حتى من لون البشرة، او من الابجدية، او من فصيلة الدم، أو من كل ما يمت لاولئك الذي ارتكبوا مذبحة سنجار بصلة، وقد يأتي يوم سيكون افضلنا سمعة لدى الاجيال هم اولئك الذين يصمّون آذانهم عندما تحضّ المآذن على الصلاة غداة كل مذبحة ترتكب بصيحة "الله اكبر" فمن منّا سيخبرها بالحقيقة التي نخفيها عن بعضنا، او نتبادلها بالسر، او نكتبها باسماء مستعارة؟ ومن منا سيحذر تلك الاجيال من الاطمئنان الى اصحاب اللحى، وادعياء التحرير، ووكلاء منازل الجنة بعد الانتحار بشاحنة على الطريقة الاسلامية؟.
ومرة اخرى، اقول: اشعر بالكراهية إزاء فضلات بشرية جهادية تحفظ القرآن من الغلاف الى الغلاف، وتقتل بالجملة جموعا من النساء والاطفال من غير تعيين بزعم اعلاء كلمة الله ومقاومة المحتل، لكن اشعر بما هو اكثر من الكراهية.. القرف.. إزاء علمانيين يعبرون عن اعجابهم باولئك الجهاديين القتلة، وينتسبون لهم، ويتبادلون صورهم واسماءهم ورطاناتهم، ويضعون احذية اولئك الهمج محل عقولهم هم.
مَنْ منا سيأخذ صورة تذكارية امام مجزرة سنجار وقبلها آمرلي وتفجيرات عمال الافران وطابور شغيلة البناء في الباب الشرقي وسوق الحلة وقلعة كركوك غير هؤلاء؟ ومن منا سيفخر بما حل بالايزيديين الطيبين غيرهم؟ ومَنْ غير تلك الكلاب السائبة سيعتز بجريمة بحجم جريمة قتل اربعمائة قروي بينهم مائة وثلاثين طفلا ؟ تصوروا حتى حارث الضاري قال "ان هذه الجريمة لا يقدم عليها إلا قتلة مجرمون محترفون" فغسل يديه، وتوجه نحو فاطر السماوات والارض بالدعاء ليشفي الضحايا.
اقول ايضا: يستطيع القطيع، بلحاهم، ودشاديشهم القصيرة ان يملأوا الشاشات الملونة بالموت الطائش وجثث الاطفال، من ابناء الايزيديين والمسيحيين والصابئة المندائيين. من الاكراد والعرب. من المارة وعمال المسطر وبنات المدارس، لكن ثمة غير تلك الشاشات ذاكرة الشهود التي لا يدنسها التضليل.
اقول اخيرا: قد يغلقوا الشوارع، لكنهم لن يغلقوا الافق.
ـــــــــــــــــــ
وكلام مفيد:
"إنْ تذكرتَ حرفاً من اسمكَ واسم بلادك،
كنْ ولداً طيباً"
محمود درويش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - عالم المؤثرين المطورين بالذكاء الاصطناعي يطار


.. أضاءت سماء الليل.. شاهد رد فعل السكان لحظة تحليق شظية مذنب ف




.. إيران تشييع رئيسي على وقع خطوات لملء الشغور الرئاسي | #رادا


.. المستشفى الإماراتي العائم في العريش يجري عمليات جراحية بالغة




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة