الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رغد صدام و بنازير بوتو تطلعات وهمية لعودة السلطة الضائعة

علي جاسم

2007 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


على الرغم من ان قرار الشرطة الدولية"الانتربول"بالقاء القبض على رغد صدام بتهمة تشجيع العنف ودعم الارهابيين في العراق جاء متاخراً بعض الشيء الانه يعتبر بمثابة ضربة كبيرة توجه الى الارهاب الدولي وداعميه بصورة عامة لانه جعل نواقيس الخطر لدى الارهابيين ومصادرتمويلهم تدق بشكل سريعة وغير منظبط .
ابنة الطاغية الذي حكم العراق حكماً استبدادياً قلة نظيره في العالم حولت نفسها الى بطلة شجاعة تدافع عن حقوق العراقيين مستغلة وسائل الاعلام الماجورة والتي تطبل لكل مايصب في مصلحة القامين عليها وتريد ابن الطاغية ان تكمل رسالة ابيها الاجرامية والتي اوصلت العراق الى حافة الهاوية من خلال تشجيع اعمال العنف والقتل اليومي وتزويد الارهابين باموال الشعب العراقي التي سرقها والدها من قوت العراقيين طيلة سنوات حكمه الطويلة.
ورغد التي تبلغ من العمر "39"سنة والتي تعيش وشقيقتها رنا وأولادهما التسعة بصفة اللجوء السياسي في الأردن منذ 31 (تموز) 2003حاولت كسب تايد بعض دولة المنطقة ممن ارعبها النظام الديمقراطي بالعراق لتصبح تلك الدولة قاعدة لانطلاق رغد في تشجيع الارهاب وتمويله معتمدة على العناصر البعثية والصدامية التي ماتزال اموال والدها تسير في عروقهم، من اجل عرقلة العملية السياسية في العراق واستهداف الشعب العراقي وحكومته الوطنية وتحطيم بناه التحتية في محاولة لاظهار الحكومة على انها ضعيفة وغير قادرة على ضبط الامن وتحقيق الرخاء للشعب العراقي تمهيداً لاسقاطها لتدخل رغد صدام منافس جديد للحكم في العراق .
ان تطلعات رغد صدام المدعومة عربياً لاتنتهي عند اسقاط الحكم في العراق انما يمتد الى فكرة تنصيب نفسها رئيساً للوزراء او الجمهورية في العراق وذلك يبدو واضحاً من خطاباتها وتحركاتها المكوكية الى دول عربية كانت في الامس الذ اعداء والدها واصبحت اليوم الباكية عليه ورغد تتطلع الى تحقيق حلمها مادام هناك من يؤيدها ويدعمها من الخارج والداخل بل ان رغد اصبحت في نظر اعداء الديمقراطية في العراق الشخصية الوحيدة القادرة على اعادة التوازن في العراق لان كافة الارهابيين في العراق والمجاميع التكفيرية المسلحة هم من انصار والدها وحزبه المقبور فكيف لايصبح الوضع في العراق امناً مادام رغد تحكم فيه.
ولو وضعنا مقارنة بين رغد صدام وبين بنازير بوتو رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة وهما يُفكران في العودة الى بلدانهن وتولي مناصب عليا في الدولة نجد ان بوتو المقيمة حالياً في دولة الامارات العربية كانت رئيس وزاراء سابقة في باكستان عام "1988" وكانت اصغر رئيس للوزراء في حينها وهي متمرسة في العمل السياسي ولديها خبرة كبيرة في هذا المجال ،وبوتو المولودة عام 1953 في مدينة كراتشي بباكستان ابنة عائلة سياسية شهيرة وكان والدها رئيسا لدولة باكستان ثم رئيسا للوزراء في السبعينيات من القرن الماضي ،وتأثرت بوالدها ذو الفقار على بوتو وبالحياة الغربية التي عاشت فيها سنوات طويلة من عمرها وأفردت ذلك على صفحات الكتاب الذي ألفته عام 1989 عن حياتها الخاصة والعامة وأسمته "ابنة القدر".


وتعتبر نفسها داعية من دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان وتؤمن بدور فعال لمؤسسات المجتمع المدني وعلى رأسها البرلمان، وتدعو إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسين وإصدار عفو عام عنهم وتظهر عدم تحمسها لبعض التيارات السياسية داخل المجتمع الباكستاني وبخاصة تلك التي لها توجهات إسلامية ومؤيدة لحركة طالبان، كذلك أنكرت بوتو التوسع الذي كان سائدا قبل مجيء الرئيس الحالي برويز مشرف في إنشاء المدارس الدينية واعتبرتها محاضن تساعد على انتشار الإرهاب وأيدت الحكومة الحالية في تحالفها مع الولايات المتحدة فيما يسمى بحرب الإرهاب.
وكل تلك المواصفات التي تمتلكها بوتو والتي تمكنها من الفوز في الانتخابات الباكستانية برئاسة حزب الشعب الباكستاني المعارض لاتمتلكها رغد صدام التي كانت حياتها سلسلة من المآسي،بسبب مقتل زوجها حسين كامل على يد والدها واخوتها والتي خلقت فجوة كبيرة بين صدام وابنتاه رغد ورنا ..لاتمتلك رغد اي مقومات القيادة ولا الادراك بالواقع السياسي الراهن وليس لديها نضوج كامل لهضم مفرداته على كافة الصعد الدولية والمحلية ولم تصل مرحلة النضوج الفكري الذي يمكنها من التفكير ولو سراً بتولي الحكم في العراق كما انها لم تمارس منصباً ادراياً ولاسياسياً طيلة حياتها وعلى الرغم من ان ثمة صفت مشتركة بينها وبين بنازير بوتو تكمن في ان الاثنين ابنتا رؤساء معدومين الاول عدم بعد ان قررت المحمة الخاصة بالنظام السابق اعدامه هذا العام بتهمة قتل ابرياء في قضاء الدجيل والثاني اعدم عام 1979اثر الانقلاب الذي قاده الجنرال ضياء الحق في باكستان عام 1977 ،اضف الى ذلك ان الاثنين متهمات بالفساد المالي والسرقة ، الى جانب ان الاثنين مطلوبات امنياً داخل بلداهن بستثناء رغد فهي اصبحت بعد قرار الشرطة الدولية "الانتربول" بالقاء القبض عليها مطلوبة دولياً ومحلياً .
اما عناصر الاختلاف بين الاثنين فتكمن في ان بوتو شغلت منصب رئيساً للوزراء وهي في الخامسة والثلاثين من عمرها ولديها خبرة سياسية كبيرة في التعامل مع المعطيات السياسية في حين رغد لم تتولى اي منصب طيلة حياتها كأبنة رئيس وبوتو درست العلوم السياسية والاقتصاد في جامعتي هارفارد وأكسفورد بينما لم تحصل رغد على فرصتها في التعليم الجامعي وان حصل فانه جاء بتوصية من والدها اضافة الى ان بوتو ايدت تحالف حكومة باكستان مع الولايات المتحدة الامريكية في محاربة الارهاب ولكن رغد لم تؤيد الحكومة العراقية في حربها ضدالارهاب بل ايدت العمليات المسلحة التي يقودها تنظيم القاعدة في العراق وقدمت الدعم المادي والمعنوي للارهابيين وتعتبر مايقومون به من اعمال بطش وقتل وتدميربالعرق مقاومة "شريفة".
ان النظم الديمقراطية ينبغي ان تضع خطوط حمراء امام من يحاول الوصول الى دفة الحكم وتولي السلطة لان الدكتاتوريات التي تصنع عن طريق الانتخابات تكون اشد استبداداً وقسوة من التي تاتي عن طريق الانتخابات لانها تكون مدعومة باصوات الناخبين انفسهم وخير دليل على ذلك الدكتاتورية النازية بقيادة هتلر في المانيا عام"1933" والسوفيتية بقيادة ستالين عام "1938" وكلاهاما اوصلتهما احزبهما الى رأس هرم السلطة ،لذلك فان وضع التدابير الاحترازية اللازمة ضروري لمنع تكرار حالة بوتو التي تستغل الديمقارطية للعودة الى الحكم الذي كان قبل عدة سنوات بين يديها مما تسبب بكثرة المشاكل أهمها المشكلات الاقتصادية التي لم تستطع التعامل معها بفاعلية مما ألب عليها خصومها السياسيين الذين رفعوا عليها وعلى زوجها آصف زارداري العديد من قضايا الفساد وسوء استعمال السلطة، كما ان باكستان دخلت فيما يشبه الفوضى السياسية الذي ازداد معها احتقان الحياة السياسية الأمر الذي دفع الرئيس الباكستاني السابق غلام إسحق خان إلى إسقاط حكومتها في آب 1990 الامر مما ادى الى اصدار حكم على زوجها الذي كان يشغل منصب وزير الاستثمارات الخارجية بالسجن ثلاث سنوات (1990 – 1993) على خلفية اتهامات سابقة بالفساد للدرجة التي بات يعرف بها في الأوساط الاقتصادية الباكستانية بـ "السيد 10 %" تلميحا إلى نسبة الـ 10 % التي كان يتقاضاها على معظم الصفقات التجارية التي تجريها الحكومة.

وحتى لاياتي اليوم الذي نجد فيه رغد او غيرها من بنات صدام تتصدر اسماء احدى القوائم في الانتخابات البرلمانية في العراق مستغلة الانتخابات والديمقراطية وبدعم من محبي والدها "الضرورة"يجب وضع كافة المستلزمات والقيود القانونية والضوابط الاخلاقية والاجتماعية المقرونة بالسيرة الذاتية للشخص المرشح كمقياس للدخول المعترك السياسي الانتخابي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة