الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت !... ( 3 )

بولس ادم

2007 / 8 / 19
الادب والفن


حواضن تاريخية لنص ( النهر ) :-

.. الى نهاية السبعينات ، كانت الشخصية العراقية تتلقى مثالية
عائلية.. كان ذلك سهل المنال والبيت كان قلعة حصينة يتناوب على
حمايتها الأب والأم والمقربين من العائلة وكانت المدرسة في سياق ....
رغم قدم وجفاف مناهجها تكمل وتبني وتهئ انسانا يحترم ( رجل الدين ، المعلم ، الشرطي ) ! الا ان توحد هؤلاء في شخص القائد الأوحد اعطى الضوء الأخضر للأنفلات المرعب .. اصبح البيت والمدرسة والمعبد معسكرات خلفية لجبهة القائد الذي قرر في حديقة قصر الضيافة ( هافانا) ان ينتقم لنفسه من ايران بسبب عار ومذلة اتفاقية الجزائر االتي وقعها بنفسه متنفسا الصعداء وكان مستعدا في وقتها لبلع اي (موس) الا .. انتصار المقاتلين الكورد بقيادة الراحل البارزاني .. كان الباحث عن تجنب موقف الفاشل الخاسر في (الجبهة ) ليس جبهة القتال ( في الجبال) التي خسرها فعلا بفعل المعالجات الميدانية المجنونة ل( طه الشكرجي وحمو ) ..
وكلاهما كانا عصابيان وسافلان ! بل الجبهة في بغداد التي كان الحزب الشيوعي ضمنها مصدر ارقه الداخلي بعد ( البارزاني ) ..

المبدع العراقي ( حمزة الحسن ) هو كاتب الأسطر ادناه حول الفترة التي كتب فيها( فؤاد مرزا) نص ( النهر ) :-


( كنا نخترق مضيق برسلين بسرب مدرعات في ذلك الشتاء الجليدي الموحل، الشتاء العاصف الجبلي، حيث بدا كل شيء غارقاً في البياض، بما في ذلك الجبال والأشجار والطيور والطرق والعواصف والأنهار والمنازل والمداخن.
كانت المداخن تنفث في هذا الغمر الثلجي الأبيض الكثيف دخاناً رمادياً بدا في هذا اللون الضبابي الكثيف، علامة حية وطرية ومهدئة على الحياة الخفية العائلية الدافئة. وهذا الدخان، الرمز، كان هو الشيء الوحيد الذي لم يحمل لون البياض، حيث غرقت الطبيعة الوعرة والصخرية بالأبيض المتوهج، حتى بدا العالم كأنه متاهة ثلجية بيضاء، ونحن نغرق في هذا الحريق الناصع المضيء.
أتذكر جيداً (سنة77) كيف أن الوحول والعربات العسكرية المنقلبة في المضيق، كانت تعرقل تقدمنا، وكنا أشبه ما نكون بفرقة ضالة تندفع نحو مصير محتوم وغامض، لكنه مرسوم بأوامر صارمة كقدر لعين.
وبدا الأمر لي كأننا نزلنا تواً من إحدى روايات أرنست همنغواي بهذه العجلات والأمطار والوحول والثلوج والعواصف والمداخن والموت المنتظر والمعارك المقبلة، وخاصة روايتيه الشهيرتين (لمن تقرع الأجراس، ووداعاً أيها السلاح)، فهما أقرب في هذا الضباب والأمطار والمضيق، لهذا الجو العاصف والقاسي والشرس.
كنا نعرف أن هناك ثلاث مدرعات محاصرة في منطقة تسمى ويلزة أو ديلزة، حين ينعطف الطريق من كلالة نحو اليمين على قنطرة فوق مجرى مائي، وقد تم إعطاب عجلاتها بالرصاص المنهمر من قمم الجبال وعلينا الإسراع قبل هبوط الليل لكي لا تحترق. )) ......


كيف لا وان احد قادة الجيش العراقي الكبار كان , الركن (حمو) الذي كان جده الرابع مجرما من القرويين المسيحيين قرب ( سميل ) الآشورية وكان اسمه ( خمو) لا ( حمو) لاحقا الذي اسلم واندمج ونال الحماية العشائرية ( لأخفاء جريمته ) وكان مستعدا لأنقاذ حياته الى حد فعل التنصل عن اصله مقابل الأبقاء على راسه ..
هكذا تحول خمو.. الى حمو.. الغاء تلك النقطة من الخاء (اهل) احد احفاد ( خمو) الى الموافقة على قيادة الجيش لتوجيه فوهات البنادق الى صدر الشعب فكانت الخطوة الخطيرة لجرح وتشويه الصورة البهية للجيش العراقي الباسل في حرب تشرين التي الحق فيها العار بجيش اسرائيل ! في عام حرب الهند والباكستان وتورط
الجيش الأمريكي في فييتنام ( هزيمة) !

الشاب العشريني ( فواد مرزا ) كان في تلك المرحلة قد امتص
مواجع ذلك التاريخ مع ملايين العراقيين العظماء ، لم يكن بطلا ..
كان الباحث عن طريقه كمبدع فقط .. تحت الضغوط المحلية والعالمية يولد دوما على سطح كوكبنا اناس في منتهى الحساسية

تلعب كل الوقائع والأقدار لولادتهم .. انهم ملائكة الرحمة
ليس الممرضة في رواية ( لمن تقرع الأجراس - همنغواي ) فقط
بل المبدعين المبدعين .. عندما كتب فؤاد عن حواريته مع النهر
كان موعده مع حرب اخرى ليست ( حرب الشمال ) بل حربه الشخصية
في تحديات الشباب في صورتهم الشبقة الأولى مع ارهاصات الأبداع
( صورة الفنان في شبابه - جويس ) !


الحكومة العراقية تحاور صيغة انفرادها بالسلطة بعد افاقية
الجزائر وفي نفس العام وبعد ان كتب نصه الأروع على الأطلاق الى
يومنا هذا ( يوم طارت الأسماك ) عام (74) ! وهو يجهل ماهية القصة القصيرة جدا كمصطلح وذلك ليس مهما بل .. بضعفك الصادق كفنان
فقط ستحقق لنفسك قفزة .. تلك القفزة في حياة فؤاد الفنية كاديب ,
لم يضع لها احدا سواه تكاملها كتجربة في الجنس الأدبي والنص المنشور لنفسه اولا وتاريخ القصة القصيرة جدا ثانيا ..

في عام التوقيع على اتفاقية الجزائر عام 1975

كتب فؤاد نصه الأول ( مقدما رسميا كقصة قصيرة جدا )
ذلك النص هو ( النهر )

وهو نص ليس شعريا و رمزيا كما اعتقد في يومها ( الناقد القدير باسم عبد الحميد حمودي ) بل شيئا يحقق خداعا بريئا له
ولغيره كان منسجما اكثر مع شخص مبدعه العشريني عمرا والسبعيني
عراقيا.. ذلك الشخص سيرحل ويغادر ارض الوطن بعد اعوام قليلة ..

وسيخلف وراءه حوارا مع نهر في ( حلكة الليل الداكنة ) !


( يتبع )









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات


.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة




.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها


.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-




.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق