الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حواتمة في حوار الخلاص من الأزمات الفلسطينية المدمرة

نايف حواتمة

2007 / 8 / 19
مقابلات و حوارات


• حماس مسؤولة عن "صوملة" قطاع غزة وعليها إنهاء الانقلاب، وعلى فتح العودة عن رفض الحوار المطلق
• بناء نظام سياسي فلسطيني جديد وفق التمثيل النسبي الكامل طريق الخلاص من جحيم "الصوملة والحروب الانقسامية المدمرة"
حاوره: طارق الفايد ـ عمان

قال زعيم الجبهة الديمقراطية الفلسطيني نايف حواتمة إن كلاً من فتح وحماس؛ جنحتا للاقتتال وجحيم الحرب الأهلية للبحث عن اتفاق محاصصة احتكارية ثنائي، يقوم علي تقاسم النفوذ والسلطة في كل المؤسسات الفلسطينية، أي الحكومة والمال والوظائف والأجهزة الأمنية والأجهزة العسكرية.
وأكد حواتمة أن القوانين الراهنة في فلسطين؛ هي قوانين عرجاء وانقسامية لا ديمقراطية.
كما ثبت بالتجربة العملية أنها هكذا.
وقال حواتمة الذي يزور الأردن هذه الأيام، نحن في الجبهة الديمقراطية اختلفنا مع الرئيس الراحل ياسر عرفات؛ على الاتفاقيات الجزئية والمجزوءة في أوسلو، وانتقدناها وناضلنا من أجل تجاوزها، حتى نعود للوحدة الوطنية الفلسطينية، وقدمنا مبادرة بضرورة إعلان استقلال دولة فلسطين بعد أن انتهت المدة القانونية لاتفاقات أوسلو عام 1998 مبيناً أن الرئيس الأمريكي كلينتون تدخل برسالة لعرفات أدت إلى منع الأخير من أن يقدم على هذه الخطوة.
وأوضح أن الحل للخروج من هذه الأزمة الفلسطينية ـ الفلسطينية يكون بالعودة إلى وثيقة الوفاق الوطني بدءاً بتراجع حماس عن انقلابها العسكري، حتى نعقد حواراً وطنياً فلسطينياً شاملاً لتطبيق وثيقة الوفاق الوطني، ونبني نظاماً سياسياً فلسطينياً جديداً ديمقراطياً تعددياً، يقوم على قوانين انتخابية جديدة ديمقراطية.
وفيما يلي التفاصيل الكاملة للحوار:
س1: من وجهة نظرك ما الذي يجري في فلسطين الآن بين فتح وحماس هل هو صراع علي السلطة ام تقاسم للأدوار؟
الجاري على الأرض الفلسطينية، عملية ارتداد كاملة عن وثيقة الوفاق الوطني، بين كل من فتح وحماس في إطار وسياق الصراع علي النفوذ والسلطة، وليس صراعاً على برامج سياسية. والدليل على ذلك أننا وصلنا جميعا بعد 6 سنوات من الحوار إلى "وثيقة الوفاق الوطني" التي تشكل برنامجاً موحداً وتوحيدياً لجميع الفصائل والقوى والشخصيات وقد وقعنا عليها جميعا بما فيه الجبهة الديمقراطية وحماس مع فتح والجهاد والشعبية والفصائل الأخرى، "وثيقة الوفاق الوطني" تمثل البرنامج السياسي المشترك بين الجميع، وتنص على الآليات العملية ومنها:
أولاً: تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة من جميع القوي التي وقعت علي هذه الوثيقة، البرنامج المشترك الموحد.
ثانياً: قوانين جديدة لإعادة بناء كل مؤسسات السلطة الفلسطينية التشريعية والتنفيذية والرئاسية، على أساس التمثيل النسبي الكامل.
ثالثاً: تشكيل جبهة مقاومة متحدة بمرجعية أمنية وسياسية، من جميع الأجنحة العسكرية والأجهزة الأمنية الفلسطينية.
رابعاً: إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، الجامع الموحد للشعب الفلسطيني، كل الشعب الفلسطيني داخل وخارج الأرض المحتلة، بانتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد علي أساس التنفيذ النسبي الكامل. وماذا حصل بعد ذلك في اليوم التالي؛ أي في 28 حزيران/ يونيو بعد 24 ساعة على توقيع البرنامج الموحد؛ ارتدت كل من حماس وفتح عن هذا البرنامج وأدارت الظهر إلي آلياته التنفيذية وجنحت كل منهما إلى الاقتتال وجحيم الحرب الأهلية للبحث عن اتفاق محاصصة احتكارية ثنائي بين حماس وفتح؛ يقوم على تقاسم النفوذ والسلطة في كل المؤسسات الفلسطينية، أقصد بذلك الحكومة: المالية والوظائف والأجهزة الأمنية والأجهزة العسكرية، هذا هو محور الصراع بين حماس وفتح إلى أن تم اختتامه باتفاق المحاصصة في 8 شباط بمكة، الذي أدى إلى تشكيل حكومة 13 وزيرا لحماس و8 لفتح، وبقي فقط أربعة لكل الفصائل والقوى، وأربعة ملايين من الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة، هذا يكشف بوضوح أن الصراع دار علي تقاسم الحكومة ومؤسسات السلطة ولم يكن قائما علي قواعد سياسية لان القواعد السياسية تم حلها بوثيقة الوفاق الوطني، لكن الآليات التي نصت عليها "وثيقة الوفاق الوطني" لم تستجب لها لا حماس ولا فتح فذهبا إلى جحيم الاقتتال.
الارتداد حتى عن اتفاق المحاصصة الذي تم بمكة لان حماس كانت تطمح بتوسيع دائرة نفوذها، وهذا ما حصل بصوملة قطاع غزة بانقلاب عسكري كامل وشامل، وهذا أعادنا إلى الخلف 60 عاماً فالدول العربية غادرت سياسة الانقلابات العسكرية منذ خمسينيات القرن الماضي. والآن الأوضاع مأساوية مرشحة لمزيد من التآكل والتدهور ونحو المجهول.
س2: اذاً ماهو الطريق أو الحل للخلاص من هذه الكوارث.. والخروج من هذه الأزمة؟
الطريق للخلاص هو بالعودة إلى وثيقة الوفاق الوطني، بدءاً بتراجع حماس عن انقلابها العسكري حتى نعقد حواراً وطنياً فلسطينياً شاملاً، لتطبيق "وثيقة الوفاق الوطني" خاصةً بعد أن استجاب المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية لقرارات وثيقة الوفاق الوطني حتى نبني نظاماً سياسياً فلسطينياً جديداً ديمقراطياً تعددياً، يقوم على قوانين انتخابية جديدة ديمقراطية، وليس القوانين القائمة لان القوانين الراهنة قوانين عرجاء لا ديمقراطية وانقسامية وثبت الآن بالتجربة العملية أنها هكذا.
س3: هل تؤيد ما فعلته حماس بالانقلاب في غزة؟ أو تؤيد ما اتخذه محمود عباس من إجراءات حيال ذلك؟
نحن لسنا بموقع أن نؤيد هذا الفصيل أو ذاك، نحن ضد هذه اللغة بالكامل، نحن رواد في بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية تاريخياً، على امتداد أربع عشريات من السنين أي أربعين عاما، ونحن الذين تقدمنا بسلسلة من البرامج لإعادة بناء كل مؤسسات منظمة التحرير، وكل سياسات منظمة التحرير، قبل عقد اتفاقات أوسلو وأنجزنا فعلياً بمبادرة من الجبهة الديمقراطية وحدة وطنية علي امتداد ثلاثين عاما تحت راية البرنامج الوطني المرحلي الذي تم إقراره بالإجماع عام 1974، في المجلس الوطني، وتم تبنيه بالإجماع من الدول العربية، بقرارات قمة الرباط أيضاً عام 1974 وعليه انفتح أمامنا العالم وعبرنا الأطلسي ودخلنا كل مؤسسات الأمم المتحدة ممثلاً شرعياً وحيداً لشعبنا، وعلى أساس حقه الوطني بتقرير المصير وبناء دولة فلسطين المستقلة، بحدود 4 حزيران (يونيو) 1967 عاصمتها القدس العربية المحتلة، وحق عودة اللاجئين عملاً بالقرار الأممي 194 .
س4: هل الوضع الراهن في فلسطين يساعد على إجراء انتخابات وحدة وطنية مثلما قلت؟
هذا الوضع الملتهب لا بد أن نحل فيه عقدة الحوار، والعقدة هي تراجع حماس عن انقلابها العسكري وهيمنتها الاحتكارية الأحادية بالقوة المسلحة علي قطاع غزة، وهذا يتناقض مع "وثيقة الوفاق الوطني"، وان تعود حماس إلى الالتزام بهذه الوثيقة، وهذا ما يفتح الباب إلى الحوار الوطني الفلسطيني الشامل. لنطبق الآليات الخمسة التي ذكرتها في وثيقة الوفاق الوطني، والتي نزلت عندها فتح عندما عقدنا بعشرين حزيران (يونيو) هذا العام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبالتالي ننفذ كل هذه العمليات الانتخابية الديمقراطية التعددية علي أساس التمثيل النسبي الكامل، بالتوافق الوطني الذي سينجم عن الحوار الوطني الشامل بعد أن نحل عقدة الحوار، لأن حماس تتمسك بانقلابها العسكري وهيمنتها الاحتكارية الأحادية، بينما غادرت كل البلدان العربية سياسة الانقلابات منذ خمسينيات القرن الماضي، ما أعادنا 60 سنة إلى الخلف. وندعو إلى حوار على هذا الأساس تحت عنوان حوار بلا شروط بينما هذه كل الشروط على كل الآخرين.
وفتح تقول لا حوار بالمطلق مع حماس نحن نقول حماس مخطئة استراتيجياً، وفتح مخطئة استراتيجيا ويجب العودة للحوار الوطني الشامل، بتراجع حماس عن الاحتكارية الأحادية والهيمنة بالقوة المسلحة على قطاع غزة وتراجع فتح عن رفضها الحوار بالمطلق، وعليه يتم العودة إلى الحوار الوطني ونتوافق على كل الخطوات الجديدة لإعادة تصحيح وإصلاح النظام السياسي الفلسطيني وبناء جديد ديمقراطي تعددي. وعلى حماس أن تحترم قرار مجلس وزراء خارجية الدول العربية، الذي تم بالإجماع في 19 حزيران/ يونيو أي بعد 5 أيام من انقلاب حماس، والذي دعا حماس إلى التراجع عن انقلابها العسكري حتى يصبح الباب مفتوحاً للحوار الوطني الشامل .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل