الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل جماع الفساد الإنساني – مقال مجدد

حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)

2003 / 10 / 9
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



الدكتور حسن ميّ النوراني
(دكتوراه في الفلسفة وعلم النفس – تخصص: علم النفس الروحي)

إشارة
تقتضي الشجاعة الأخلاقية التي ينبغي لكل مفكر أن لا يتخلى عنها أن أشير إلى أنني اقترفت في المقال التالي خطأ يعود إلى تعجلي عندما أكدت أن أيا من وسائل الإعلام الصهيوني لن تجرؤ على نشر مقالي: "فلسطين وطن واحد مفتوح".. فاجأتني صحيفة "يديعوت أحرنوت" بنشر مقالي على موقعها الإلكتروني.. اكتشفت ذلك بعد تدوين مقالي الراهن، وبعد إرساله إلى مواقع للنشر..
أجد نفسي الآن ملزما بأن أكشف عن أحد دوافع فكرتي التي عرضتها في مقالي: "فلسطين وطن.."؛ إن لدى الإسرائيليين – كما دللت صحيفة يدبعوت - شيئا يجب أن نتعلمه لأنه ينفع مشروعنا الحضاري العربي؛ هذا الشيء هو أن من حق صاحب الرأي المخالف أن يدلي برأيه وبحرية.. نشر صحيفة تصدر في دولة معادية لطموحاتي الشخصية والوطنية والإنسانية، لفكرة لا تتفق مع انتمائها القومي، يؤكد لي أننا نملك نحن عشاق فلسطين إمكانية أن نبني لنا وطنا من النور وفي النور.. هناك أشياء أخرى يجب أن نتعلمها؛ وهي كلها تصب في خانة احترام الإنسان.. صحيح أن إسرائيل لا تلتزم بهذا المبدأ التزاما أخلاقيا حرا من دواعي ما تسميه "أمنها" الذي تترجمه العدوانية الإسرائيلية بسياسة تقمع إرادة الحرية لدى أبناء وطني.. ولكن الفرد الإسرائيلي يتمتع بقدر من الاحترام الذي يضمنه القانون؛ وهو ما نفتقر له في بلداننا العربية.. لا يعيبنا أن نعترف بخطايانا.. والمجد لمن يتعلم الشيء الجميل ولو جاءه من كيان عدواني.. فلنتذكر أن الشوك يؤلم ولكنه مفيد في بعض جوانبه؛ والشر ليس شرا بدرجة مطلقة؛ إن فيه وجه خير، ينكشف لنا إذا أبدعنا وطنا للنور يبدأ من قلوبنا وعقولنا.. في النور لا يبقى شر.. في النور ينقلب الشر إلى خير.. بالحب يندحر الشر ويتقدم الخير.. لكن تقدم الخير إرادة؛ فهل تنطلق في وطني إرادة الخير فنتجاوز الفساد المترامي في أرضنا وتحت سمائنا؟!! هذا حلم فيلسوف يحمل دعوة النورانية!!
في وطن مفتوح بالحب والعقل سنتعلم نحن العرب شيئا جميلا.. وسيتعلم اليهود أن يتحرروا من ظلاميات الأيديولوجيا الصهيونية المغلقة على الذات التاريخية الدينية الضالة التي تغذي العداوة.. في وطن مفتوح للنور لن تبقى دولة الإسرائيليين جماعا للفساد الإنساني.. سيحمل الإسرائيليون وسنحمل معهم أمانة ابتعاث النبوات التي فجرت ثورات الروح العظمي انتصارا لكرامة الإنسان..


إسرائيل جماع الفساد الإنساني
أدهشني سوء فهم وقع فيه قارئ كريم لمقالتي التي نُشرت تحت عنوان: "فلسطين وطن واحد مفتوح"، دفعه لاستنتاج أني أقف بهذا المقال في جانب الصهيونية. أعي أن حسن النية والغيرة الوطنية الحميدة لقارئي كانتا وراء اتهامه العجول لي.
فكرتي التي تبناها مقالي السابق تنقض وتهدم بالكلية فكرة الصهيونية التي تجسدت في قيام دولة إسرائيل في وطني فلسطين. الصهيونية حركة مغلقة عدوانية تجسدت في دولة وصفتها في الجملة الأولى من كتابي "رؤية دينية للدولة الإسرائيلية" (الصادر عام 1985 عن دار الفرقان في عمان بالأردن) بقولي: "الدولة الإسرائيلية جماع الفساد الإنساني".
وأنا لا أزال على عقيدتي أن إسرائيل فساد إنساني. ولكني تحولت عن إيماني بالحرب كوسيلة لمواجهة الفساد الإنساني – كما ورد في كتابي المشار إليه أعلاه – إلى إيماني بمنهج روحي نوراني يدافع عن الحياة الكريمة للإنسان، باعتبار أن الحرية هي الشرط الأساسي لتوفير الكرامة للإنسان.
اليهودي إنسان ومن حقه أن يحيا بحرية وبكرامة. واليهود وقعوا ضحية الحركة الصهيونية التي أحكمت إغلاق الأفق الإنساني لليهود بجيتو أظلم من الجيتو الذي ظل اليهود يعيشون فيه منذ ألفي عام. والصهيونية هزمت دعوة تنوير ظهرت بين أوساط اليهود كان من شأنها أن تحرر اليهود من عقيدة مغلقة حبستهم وراء جدار كثيف من العدوانية الدفينة التي انطلقت بوحشية في تجسيدها المعروف بدولة إسرائيل؛ والتي كابد منها شعبي الفلسطيني والتي أصابتني – كما أصابت كل مواطن من أشقائي أبناء بلدي - بسهامها القاسية.
الدعوة إلى "فلسطين وطن واحد مفتوح" هي دعوة إلى تدمير الكيانية العدوانية الصهيونية. وأنا أتحدى وسائل الإعلام الصهيونية أن تنشر مقالي أو أن تشير إليه؛ وهي لن تجرؤ على فعل ذلك؛ لأنها، وجميعها؛ أبواق ظلامية مغلقة تواجه بعناد كافر فكرة النورانية التي أدعو إليها في وطني فلسطين؛ الكفيلة بتحرير أرضي من الاحتلال الغشوم الظالم المغلق؛ ولكن دون أن يتضمن هذا التحرير سلب حق الحياة من أي إنسان.
أعي أن الصهاينة لن يقبلوا فكرة "فلسطين وطن واحد مفتوح"؛ ولن يقبلها أيضا أنصار أوسلو من الجانب الفلسطيني / العربي الذين يؤيدون فكرة إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
أنا لست من أنصار أوسلو؛ فأسلو مشروع يخدم الحركة الصهيونية من جهة أنه يمنح دولة إسرائيل بعدوانيتها حقا مشروعا في الوجود. وفي نظريتي فإنه ليس للعدوان حق مشروع في الوجود.
وفي دعوة "فلسطين وطن واحد مفتوح" لكل عاشقي فلسطين؛ تنهدم الكيانية العدوانية لدولة إسرائيل، لصالح كيانية جديدة إنسانية تتسع للشعبين الفلسطيني واليهودي؛ ليبنيا معا، ومعهم عاشقو فلسطين أجمعين، نموذجا إنسانيا جديدا على أساس قيم الإنسانية العليا التي توفر شروط الحياة الكريمة للإنسان؛ والتي تتخذ من الدفاع عن حق الإنسان في الحياة الحرة هدفا رئيسا لها.


دير البلح – غزة – فلسطين
7/10/03








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المنتخب الإنكليزي يعود من بعيد ويتأهل لربع نهائي مسابقة أمم


.. أسير محرر يتفاجأ باستشهاد 24 فردا من أسرته في غزة بعد خروجه




.. نتنياهو في مواجهة الجميع.. تحركات للمعارضة الإسرائيلية تهدف


.. أقصى اليمين في فرنسا يتصدر الجولة الأولى للانتخابات التشريعي




.. الغزواني يتصدر انتخابات موريتانيا