الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جبهة الأربعة..أهي للحلحلة أم للعرقلة؟

نجاح يوسف

2007 / 8 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من حق أي حزب سياسي ان يتحرك وفق ما يناسب أفكاره وبرامجه , ومن حقه أيضا ان يشارك في جبهة مع قوى ومنظمات تتوافق مناهجها وافكارها معه, كما له الحق كذلك في التعاون والتنسيق مع قوى قد لا تتماثل أفكارهم أو برامجهم السياسية مع توجهاته..وهكذا حصل غداة انبثاق جبهة الأربعة التي تضم في عضويتها حزب الدعوة الإسلامية والمجلس الإسلامي الأعلى والحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني..وقد جاء هذا التشكيل الجديد كما صرح قادته أثناء توقيع الإتفاق من اجل (حلحلة) الأوضاع السياسية في العراق بعد عمليات الجذب والشد بين الكتل النيابية والتي ادت إلى تعليق عضوية وزراء هذه الكتل في الحكومة وانسحاب كتل اخرى من العملية السياسية ..

ولما كان الكل متفق بان سبب البلاء الذي أغرق هذه البلاد بالدم والدموع هو المبدأ الذي تشكلت على أساسه هذه الحكومة والحكومات التي سبقتها ..ألا وهو مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية ..فلماذا إذن تصم هذه الحكومة والكتل البرلمانية الأخرى آذانها عن النداءات المخلصة والتي تطالب بالتخلي كليا عن هذا النهج المدمر وإعتماد مبدا المواطنة ومعايير الإخلاص والكفاءة في كافة جوانب العمل السياسي والإداري والعسكري؟ فالذي نشاهده اليوم على الساحة السياسية العراقية لا يمت بصلة الى ايجاد حلول لمعاناة المواطنين أو إعادة بناء الوطن المدمر, أو حتى للسير بالعملية السياسية إلى امام..إذ كل ما نراه ونسمعه لا يتعدى عن عمليات مشاكسة وتشكيل ضغوطات بين الكتل المتصارعة على المناصب والمكاسب الذاتية الضيقة.. أما المواطن العراقي الذي يدفع يوميا فاتورة الدم , نتيجة خلافات وطائفية الحكومة والكتل النيابية, فمصالح هذا المواطن تأتي في آخر سلم اولويات هذه الكتل ..

فجبهة الأربعة جاءت في وقت نحن بحاجة إلى تجميع كل القوى وليس تكريس التخندق الطائفي والعرقي..إذ نحن بحاجة ماسة إلى برنامج عمل أو مشروع وطني ديمقراطي يتسع للجميع ويضمن مصالح الجميع وخاصة مصالح هذا المواطن المسكين الذي خسر كل شيئ, وفقد الأمل في إمكانية إعادة بناء الوطن على أسس ديمقراطية , ونجاح العملية السياسية والعيش الكريم والآمن .. فهذه الجبهة , ومهما حاول أعضاؤها تجميل وجهها , فستبقى قاصرة جدا عن تحقيق ما يصبو إليه شعبنا في حياة حرة وكريمة..أما دعوتها لأعضاء الكتل النيابية الأخرى للإنضمام إليها, هي أيضا كانت دعوة بائسة, لأنها لم تخرج خارج إطار مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية , حيث وجهت الدعوة للحزب الإسلامي (السني) للدخول فيها لكي تكتمل الصورة الطائفية جيدا..

لقد أخطأ قادة هذه الجبهة في تقييمهم للأوضاع السياسية في العراق وإن تشكيلها في هذا الظرف الدقيق وفي ظل الجهود المبذولة لتجميع قادة الكتل النيابية لتدارس الوضع وإيجاد الحلول المناسبة للأزمة التي تعصف بالبلد , جاء تشكيل الجبهة لعرقلة وإجهاض هذه الجهود.. كما أن قيادة الحزب الشيوعي العراقي أعلنت قبل أيام بأنها ستطرح مشروعا وطنيا ديمقراطيا من اجل إيجاد حل للأزمة السياسية والإقتصادية والإجتماعية يصب في مجرى الجهود التي تبذل لتقريب وجهات نظر مختلف الكتل السياسية لتصحيح مسار العملية السياسية ..وجاءت هذه الجبهة وكأنها استباق لهذا المشروع وإجهاضه قبل أن يرى النور..

فالشعب العراقي وهو يعاني من بطالة واسعة وشحة في الخدمات وزيادة خيالية في أسعار النفط ومشتقاته في بلد النفط, وانعدام الكهرباء والماء الصافي في بلد دجلة والفرات , وشلل شبه تام في الحياة الإقتصادية نتيجة تردي الأمن وعبث وإرهاب التكفيريين وميليشيات الأحزاب الحاكمة , إن شعبنا بحاجة إلى حكومة وطنية مخلصة وكفوءة من أجل ايجاد حلول لمشاكله التي تعاظمت نتيجة خطايا الحكومة والكتل السياسية على حد سواء , فعهد الجبهات قد ولى وخاصة تلك التي تتشكل على أساس من المصلحة والتي تتعارض مع طموحات الشعب وقضاياه المصيرية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م