الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيوخ الإجرام يُفجّرون قرىأيزدية آمنة في العراق

اوصمان خلف

2007 / 8 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


يَعجز عقل الأنسان، من أيجاد مُصطلح يتم بموجبهِ وصف قذارة وهَمَجية اللأعمال الإجرامية التي تقوم بها حُثالات المجتمعات البشرية ، من الجماعات الإسلامية المتشددة ، أصحاب أدنأ النفوس في كل بقاع الأرض ، فأينما ومتى ما حلّت أصحاب هذه العقول العَفِنة المتخلفة والنُفوس البغيضة المَقيتة، حلّت معها القتل،الخطف، الأغتيال،السرقة ،الأغتصاب ، الغدر، الخيانة ، الأحتيال ، الحقد ، الكراهية ،الدجل والشعوذة ....الخ .

ألأنكى من كل هذا، هو أن يجد المَرء بَعْضًا،يُدافع ويدعم هذه العِصابات الأجرامية الهمجية ، ويُبرر أعمالها المُشينة من رجال دين ،مسؤولين ،أحزاب وأعلاميين في جميع الدول الإسلامية ومعظم الدول الأخرى التي يتواجدون فيها ، بمختلف الطرق والوسائل .

لقد وُجدت هذه الحيوانات الوحشية المفترسة ، من العراق أرضًا خصبة لتحقيق مآربها الدنيئة ، بسبب الفراغ الأمني الذي يشهده منذ سقوط النظام الدكتاتوري قبل اكثر من اربع سنوات ، مردّه العام أنشغال مُعظم روؤساءالكُتل السياسية كل بمصالح حزبه ،قوميته طائفته أومذهبه ، أما الخاص فهو الخلافات الطائفية المُستديمة بين المتشددين السُنّة والمتشددين الشيعة .

هذه الخلافات التي أُلقيت بضلالها على دول الجواروغير الجوار من ذوي الأصول السنية والشيعية بالأضافة الىذلك ، الخلافات الإسلامية الأمريكية ،جميع هذه الأطراف ، تُصفّي حساباتها على أرض العراق بكل ما أوتوا به من قوة ، فتحوّلت الى ساحة دولية لتصفية الحسابات على حساب الدم العراقي الذي أصبح أرخص من المياه الغير صالحة للشُرب .

هذه التصفيات الطائفية أجَّجَت وعَمَّقت ووسَّعت الهوّة بينهما . وبين هذه التصفية وتلك ، أصبح المواطن العراقي البسيط المُعدم ، وفي مُقدّمتهم بنات وأبناء الأقليات الدينية من أيزديين ومسيحيين وصابئة ضحايا هذه التصفيات ، دون أتخاذ أجراءات رادعة بحق مرتكبي هذه الجرائم من قبل الأجهزة القائمة بالتحقيق، بسبب خرقها من قبل الأرهابيين ، وتواطؤها معها وفي مقدمتهاجهاز الشرطة ، وأِلاّ كيف يمكن أن يُفسّر سيطرة المُسلّحين بِزي الشرطة على وزارات بأكملها في قلب العاصمة العراقية بغداد، وخطف منتسبيها او خطف أعداد كبيرة من الجنود أو قتل 24 عاملاً ايزدياً بريئاً في وضح النهارفي 21.04.2007 بالموصل شمال العراق*، وغير ذلك من العمليات الإرهابية التي تَطال يومياً المواطنين العراقيين الأبرياء ؟

أِن الصِراعات الدامية التي تقع بين الأحزاب السنية والشيعية طائفيا ًً، وبينها وبين الأحزاب الكردية قومياً في العراق لها أهداف واضحة المَعالم ، فهم اللاّعبون الأساسيون في الساحة السياسية العراقية ، فمسؤول كل حزب يحاول ان يُوسّع ويُقوّي دائرة نفوذه على حساب الآخرحتى لو كان ذلك من خلال المرور فوق جثث الأبرياء، اما أتباع الديانات الغير أسلامية ،الذين لاناقةً لهم ولا جمل من كل مايجري في العراق ، فعندما يُستهدفون فلا تفسيرلذلك سوى الأنتماء الديني لهم ، نظرا ًلمّا تضمره الجماعات المتشددة الأرذال من ضغائن تجاههم .

أن أتباع الأديان الغير مسلمة في العراق لم ولن يشعرو بالأمان من خلال قتل الإرهابيين اوالقبض عليهم ــ أِنْ تم القبض عليهم في أحسن الأحوال ــ ومن ثم اطلاق سراحهم لقاء صَفقات سياسية او مادية ، أو اتّخاذ بعض الإجراءات الصورية بحقهم في أفضل الأحوال .

فكلّما تم قتل الإرهابيين او اُلقي القبض عليهم ، وُجدت المِئات بل الآلاف الأخرى أكثر تشددا ًووحشية منهم ، طالما هناك ، شيوخ النفط واللّواطة والأعتداء الجنسي على القاصرات بل حتىعلى الأطفال الرُضَّع، مثيري العنف والفتَن بين الأطياف العراقية القومية والدينية والمذهبية في مايسمى بدولة العراق الاسلامية الأجرامية ، الذين يفتون بفتاوى قتل وقمع وتهجيرأبناء الأقليات الدينية العراقية من موطنها الأصلي.

وطالما هناك في سلك التعليم بمختلف مراحله الدراسية ، الكثيرمن القراءات والعلوم والأحاديث والدروس الدينية التي تفوح منها رائحة الحقد والكراهية والتحريض فالتكفير، التي تُدرّس من قبل تدريسيين متشددين ، أِضافة الى الدور السلبي لمُعظم أئِمُة المساجد في بعض بيوت الله ! الذين يُغذّون أفكار المُتلَقي منذ صغره، ليصبح مُدمنا ًومؤمناً لهذه الأفكار السامة ، فيتحول الى قُنبلة موقوتة تنفجر بين الأطفال والنساء والعجزة في الزمان والمكان المحدّدين لإيقاع أكبر عددمن الخسائر في صفوف المدنيين .

لذلك فأن القضاء على جيل كامل من الإرهابيين سيؤدي الى ظهور أجيال اخرى أكثر أرهاباً ، أذا لم يتم تغيير طريقة مكافحة الإرهاب بوسائل أخرى، قد لا تحتاج الى اللّجوء الى العنف ، وذلك من خلال البحث والتحري عن الأسباب الحقيقة التي تؤدي الى ظهور هكذا جماعات أجرامية .

أن بنات وأبناء الدين الأيزدي لم يكن لديهم في يوم ٍ ما أيّ كتاب ديني، ولم يَتلقّو ايّة دروس دينية ،لا من تَدْريسيين ولا من رجال دين، ولم تُلق عليهم ايُةِ مواعظ دينية ، ومع ذلك أتّسموا بالطْيبة ،الأنسانية، البساطة، الوفاء ، التآخي والتسامح وحب الغَير طالما كان خيّراً ، و حافظوا على هويّتهم و دينهم بمبادئه السمحاء ،رغم المأساة التي تعرضوا لها على مَر التأريخ من محيطهم ،على أيدي المجرمين الهَمَج، أجداد وحاملي ذات الفكر التكفيري لمرتكبي
المجزرة ألأليمة التي تقشَعر لها الأبدان في شنكال السلام ، بسكانها البريئين الطيبين الذين كانوا ومازالوا يعيشون في ظل الفقر المُدقع ، حيث ينعَدم فيه أبسط مستلزمات العيش .

لقد أقرّت جميع الأوساط المحلية والعالمية ،بأن التفجيرات الإجرامية التي طالت السُكان المدنيين من الايزديين في 14 آب 2007 في شنكال بشمال العراق بعدة شاحنات مفخّخة ، كانت الأعنف منذ سقوط النظام السابق من حيث عدد الضحايا ،وحجم الدمار، فياترى هل تولي الحكومتين العراقية والكردية الإهتمام الحقيقي بهذه القضية من حيث تقديم المعونات ، والسرعة والجدّية في أِتخاذ الإجراءات اللازمة لكشف مرتكبي هذه الجريمة التي اُعِدّت وخُطِّطت لها بكل دقة ودناءة من قبل التكفيريين من سكان المنطقة الغادرين، ذوي الصفات الحيوانية المتوحشة ، ومن دول الجوار وخاصة من مصدر الإرهاب العالمي ألأول العربية السعودية ، وتوفّر الحماية اللازمة لمناطق سُكنى الأزديين وألأقليات الدينية التي باتت مستهدفة من قبل المتطرفين ، وخاصة شنكال المنكوبة ، والأهتمام بها خَدمياً وعُمرانياً ، لتخفيف وطأة هول الحادثة على البقية الباقية من سكانها ؟

أن غزارة دماء الضحايا المسالمين التي قاربت الألف بين قتيلٍ وجريح ، التي سالت في كارثة شنكال في 14 آب 2007 هزّت ضمير العالم الحُر المؤمن بالإنسانية ، وكأن تلك الأرواح البريئة التي راحت ضحية لهذا العمل الهمجي أرادت أن تقول لنا :

*لقد رحَلنا عنكم ، لِنُدَوِّل القضية الأنسانية للأيزديين ولجميع ضحايا الإرهاب ، في المحافل الدولية والأوساط المحلية ، تدويلاً لم يسبق له مثيل ، عسى أن تنقذون غيرنا من براثن الإرهاب .

*لقد رحَلْنا عنكم ، حتى يدرك العالم الحرمدى الأخطار التي تحدق بكم وبه ، وجسامة المأساة التي عانَيْتم وتُعانون منها ، علَّ الحياة تعود الى الضمائرالمَيِّتة ، لتُحرِّك أصحابها لعمل الخير .

*لقد رحلنا عنكم ، ليكون ذلك درسا ًلكم ، كي لايُعاد هذا المشهد المأساوي في منطقة أخرى من مناطقكم ، لأنكم لم تتعلّمو الدرسَ من جريمة قتل 24 عاملا ايزديا بريئاً في الموصل ،بعد أن غَدَر بعض أهلها بهم وبِنا ، عسى ولعلّ أن لايغمض لكم جفن ، لتَتّخذوا لأعزّائكم تحوطات أئمَن ، وأُدركوا جيّدا بأن منح الثقة جُزافا لها مخاطرُها المُميتة . وأن الأعتماد على الذات باتت حتمية .

*لقد رحلنا عنكم ، لنجعل تعاطف العالم الحر المتحضّر والعراقي الشريف بجميع مكوناته في أوْجِّهِ معكم من علويين، شيعة ،كلدانيين، فيليين ،عرب، مسيحيين ،كرد، ، مندائيين ،تركمان ، سنة ، يهود ،آشوريين ، مسلمين، وعذراً للآخرين .

وفي الختام أقول :
الرحمة على الأرواح البريئة من ضحايا 14 آب الأسود في شنكال السلام والصمود ، وعلى أرواح جميع ضحايا الإرهاب في العالم .

الصبر،وأيُّ صبرٍ، لذوي وأصدقاء ،مُحبي ومتعاطفي الضحايا ، والشفاء التام والعاجل للجرحى ذو الألَمَين، ألَم جرح الجسد ، وألم جرح القلب ،جراء فقدانهم لأطفالهم الأعزّاء،أحبابهم ، ذويهم وأصدقائهم ، ولكل الجرحى من ضحايا الإرهاب في العالم .

اللّعنة ،كل اللّعنة ، على المجرمين التكفيريين الجُبناء الخُبثاء الحُقراء، الذين حُرّموا الآباء والأمهات من الإستماع الى أجمل عبارة ألاّ وهي "ماما وبابا "في شنكال وفي كل بقاع العالم .

لعنة تلو الأخرى على الجماعات التكفيرية الحيوانية أينما وجدت ، وعلى كلٍّ من يشجعها ،يدعمها ،يتعاطف معها ،يسترعليها ويتساهل معها.

تحية صادقة لكل من آزرأخوانهم الأيزديين المسالمين في محنتهم هذه .
تحية خاصة لسكان آميدي في كوردستان الذين سبقوا أخوانهم الأيزديين في التنديد والاستنكاروالتبرع بالدم ، تحية لكل من سار على خُطاهم لاحقا .

اوصمان خلف
17آب 2007
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*في 19 و20 مايس 2007 كان قد تم بالبريد الالكتروني ارسال موجزعن جريمة قتل 24 من العمال الايزديين في الموصل مع مقطع الفيديوعلى الرابط http://kurdistannet.org/vido/midyaplyer1.htm
الى عدة مواقع باللغتين العربية والانكليزية منها ، الاتحاد الاوربي وزارة خارجية كل من: الولايات المتحدة الامريكيةـ قسم الحريات الدينية ، جمهورية مصر العربية ، سويسرا ، استراليا ، نرويج ،جمهورية صين الشعبية ، المملكة الاردنية الهاشمية ،هيئة الامم المتحدة ، مجر ،اسرائيل ،ارمينيا ،جنوب افريقيا ، نيوزلندا،تونس ،سنغافورة، اوكرانيا ،اليابان ومنظمة هيومان رايت ووتش بالإضافة الى مواقع أعلامية .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من