الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آخر قرارات مجلس الأمن الدولي يخدم مَنْ :العراق أمْ الولايات المتحدة ؟؟

عبد الرزاق السويراوي

2007 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


آخر قرار لمجلس الأمن بشأن القضية العراقية , صدر يوم 10/ 8/2007 برقم (1770 ) وينص على أن " تلعب الأمم المتحدة دورا أكبر في عملية المصالحة السياسية داخل العراق , الى جانب تقديم الإستشارة للحكومة العراقية فيما يتعلق بحقوق الإنسان وتطوير الخدمات المدنية وغير ذلك . ولا أريد التوقف عند هذه المضامين وغيرها , وإنما أحاول تسليط بعض الضوء على الجهة التي يمكن أنّ تكون المستفيدة أكثر من غيرها . الأمين العام للإمم المتحدة بان كي مون في أول تعليق له عقب التصويت بالإجماع على هذا القرار أشار الى أنّ " منظمته ستلعب دور الوسيط في العراق بهدف تشجيع الحوار بشقّيه , الداخلي بين مختلف الفرقاء العراقيين ومع الدول المجاورة في آن واحد " أما على المستوى الخارجي , فقد منح القرار بعثة الأمم المتحدة في العراق صلاحيات للعب" دور محوري "عبر ..." إقامة حوار اقليمي يتناول بعض القضايا الحساسة" .
في الواقع أنّ ما تضمّنه القرار من نقاط مهمة لا يمكن الإعتراض عليها بشكل عام , ولكن العبرة هي في آلية التطبيق , ومنْ هي الجهة التي التي ستترجم ما جاء من أفكار في هذا القرار الى واقع عملي , هل هي بعثة الأمم المتحدة في العراق حسب حيثيات القرار , أمْ قوات الإحتلال , أو الحكومة العراقية , أو هي كل هذه الجهات مجتمعة ؟؟ وفاتني هنا أن أذكر بأنّ مسودة هذا القرار , هي من صنع أمريكي بريطاني , وهذا الأمر بحد ذاته , هو الذي يدعو الى التأمل ,وقديما قيل ان فاقد الشيء لا يعطيه . والإدارة الأمريكية التي تبنّتْ مشروع هذا القرار , في محاولة لمنح المنظمة الدولية , دورا في الشأن العراقي بعد مرور أربع سنوات على إحتلالها لهذا البلد , هي ذاتها الدولة العظمى التي أدارت ظهرها للشرعية الدولية وللإمم المتحدة بالذات , حينما شنّت حربها ضد العراق في عام 2003 , حتى أنّ الأمين العام السابق للإمم المتحدة كوفي عنان وصف الغزو الأمريكي للعراق بالحرب غير الشرعية , إذاً , ما الذي يدفع أمريكا لتغيير مواقفها من الأمم المتحدة وأيضا من نظرتها للواقع السياسي العراقي المتأزم في الوقت الحاضر ؟ وهل هي جادة ومقتنعة فعلا , بأنّ بعثة الأمم المتحدة في العراق والتي مدّد هذا القرار فترة بقاءها , تستطيع أنْ تنجز ما لم تقدر على تحقيقه امريكا نفسها ؟ أمْ أنّ وراء مثل هذه القرارات دوافع أخرى تتعلق بسمعة ومصلحة الولايات المتحدة قبل مصلحة العراق الذي يفترض بحيثيات هذا القرار أنها جاءت لمصلحته ؟
من الحقائق الواضحة للعيان , أنّ دور الأمم المتحدة في العراق , هو دور هامشي , لا بل إنّ هذه المنظمة , ساهمت بوضع لبنات فاسدة في صرح العملية السياسية في العراق عبر مبعوثها الأخضر الإبراهيمي , وقد تقلّص حجم نشاط بعثة الأمم في العراق بشكل ملحوظ , بعد تفجير مقرها عام 2003 , حيث راح ضحيته 22 من موظفيها وبضمنهم رئيس البعثة ,الأمر الذي جعل معظم الموظفين الذين يراد منهم التوجه الى العراق , يمتنعون من المجيء للعراق حفاظا على حياتهم , نظرا للإوضاع الأمنية المضطربة , ويجب أنْ لا ننسى ايضا , بأن الإدارة الأمريكية هي التي ساهمت ,وتساهم والى الآن , بإضعاف دور الأمم المتحدة , من خلال هيمنتها على جميع المفاصل والأنشطة المهمة لهذه المنظمة , وما دام الأمر كذلك , ما الذي يدفع الإدارة الأمريكية أنْ تسلّط الأضواء على الأمم المتحدة وترسل بالإشارات التي فحواها , أنّ الأمم المتحدة يمكنها ان تفعل الشيء الكثير من أجل العراق ؟ وأعتقد أن االإجابة في غاية البساطة . إنّ منطق القوة العسكريه الذي تعتمده أمريكا في معالجة الأوضاع الشائكة في العراق , أوصلها الى قناعة أكيدة بأن ستراتيجيتها في العراق , فشلت فشلا ذريعا , لكن عنجهيتها وتهوّرها , يمنعها من الإعتراف علنا بذلك , لذا فأن هذه القناعة ربما أوقدت بصيص نور في نهجها المضطرب لتجرب هذه المرة طريق الأمم المتحدة ولو بدرجة معينة حتى ولو على المستوى الإعلامي في بعذ جوانبه , علّها تخفّف منْ حدّة طعم قذارة المستنقع الذي أوقعت نفسها فيه , وأوقعتنا أيضا نحن العراقيين معها , لا بل أنها ستوقع كل دول المنطقة في هذا المأزق , إنْ هي إستمرت في تخبّطها . من جانب آخر فأن الضغوط التي تتعرض لها إدارة بوش خصوصا من الديمقراطيين الذين يطالبون إدارته بتغيير ستراتيجيته الخاصة بالعراق , لوضع حدّ للخسائر التي تتعرض لها قواتهم , سواء على الصعيد المادي أم البشري , وضرورة وضع جدول للإنسحاب , هي الأخرى تدفع ببوش وإدارته بإتجاه اللجوء للأمم المتحدة , بحيث تتمكن إذا ما واتتها الظروف المناسبة , أنْ تتذرع وتنسحب ولو جزئيا بدعوى أنّ هذا المطلب ينسجم مثلا , مع أيّ تقييم للأوضاع في العراق تقوم به الأمم المتحدة , لتحفظ بذلك بعضا من ماء وجهها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيسان إسماعيل ومحمود ماهر.. تفاصيل وأسرار قصة حبهما وبكاء مف


.. إسرائيل تتوغل في جباليا شمالا.. وتوسع هجماتها في رفح جنوبا |




.. واشنطن: هناك فجوة بين نوايا إسرائيل بشأن رفح والنتيجة | #راد


.. الكويت ومجلس الأمة.. هل أسيء -ممارسة الديمقراطية-؟ | #رادار




.. -تكوين- مؤسسة مصرية متهمة -بهدم ثوابت الإسلام-..ما القصة؟ |