الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في العراق الجديد أصبحت السجون رمزا للأمان ....على هامش زيارة الهاشمي إلى سجن الرصافية ببغداد

طه معروف

2007 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


خلال زيارة قام بها نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي يوم الأربعاء الماضي إلى سجن الرصافة برفقة نائب الرئيس العراقي عادل عبدالمهدي من الكتلة الشيعية إعترف هاشمي امام سخط وهتافات المسجونين بالحقيقة الدامغة حيث قال للسجناء: أنتم أفضل حالا ممن في الخارج. صحيح أنكم تفتقدون إلى الحرية لكنكم على الأقل تمتلكون الأمان. هذه هي حقيقة الوجه العراقي الجديد التي يطبل لها طالباني والمالكي ويصفونها بالعراق الجديد في ظل الإحتلال و سلطتهم الميليشياتية.
وكيف لا،عندما يحكم العراق ببنادق الميليشيات الطائفية والعشائرية وفرق الموت لمدة أربعة سنوات دون إنقطاع .وأين الأمن عندما تحول العراق بفعل قوى الإحتلال إلى ساحة وميدان للحرب الإرهابية الأمريكية التي تشن بصورة مستمرة الحملات العسكرية تلو الحملات في قلب المدن والقصبات وفوق رؤوس الجماهير أو عندما يختلط أيادي القوميين الشوفينيين العرب بأيادي الإسلاميين لإبادة الإيزيديين ويدمرون قرى بكاملها مع الأرض إثر هجوم فتاك في إطار صراعهم مع القوميين الكرد. وكيف لا ؟عندما يكون مصير الجماهيرفي أيدي الجهلاء الإسلاميين أمثال طارق الهاشمي وعادل عبد المهدي .وأين الأمن والمدنية عندما يرتبط مصير الجماهير بسلطة العشائر؟
إن هذا الإعتراف من رجل مثل طارق الهاشمي الإخواني الذي هو نفسه جزء من مشكلة العراق ،يبين بوضوح مدى وحشية هذه القوى السياسية الطائفية المشاركة في العملية السياسية الأمريكية في العراق الذين يحسدون حتى على السجناء لإنهم "يتمتعون بالأمن والأمان في السجون" بعد أن أفلتوا من أيدي قواتها الميليشياتية عندما كانوا طلقاء ولم يتحولوا إلى جثث مجهول الهوية أو أشلالا متناثرة في الشوارع جراء إنفجار السيارات المخففة.أو لربما يريدون بهذه التسريحات أن يزايدوا على معاناة السجناء لإن أنفسهم لا يتمتعون حتى في منطقة الخضراء بالأمن والأمان مثلما يتمتع بها هؤلاء النزلاء في سجونهم!!!. سمعنا الكثير عن المجاذر والإنفلات الأمني في المناطق المضروبة بالإسلام السياسي والميليشيات الطائفية والعشائرية كما كان في الصومال وأفغانستان ولبنان وفلسطين،لكننا لم نسمع قط بأن السجون هو أنسب مكان من الناحية الأمنية للناس. بالعكس فإن معظم الفضائح والإنتهاكات من القتل والتعذيب كان قد يحدث في السجون تلك العصابات التي تنظر إليها الجماهير بعين الرعب والخوف .
وبخصوص وضع ومعاناة السجناء العراقيين الذين أعتقلوا من قبل قوات الإحتلال وقوات الأمن الطائفية دون توجيه أي أتهام لهم على مدار السنوات الأربعة الماضية ،فقد تعرضوا لأبشع أنواع الإنتهاكات والتعذيبات الجسدية والنفسية قل نظيرها في العالم من حيث إستخدام أكثر الطرق الوحشية لإنتزاع الإعتراف منهم بهذه الوسيلة. وحسب أخبار ومعلومات الوكالات الإنسانية فإن ممارسة التعذيب في السجون العراقية ضد النزلاء في الوضع الحالي تكاد تفوق ممارسة التعذيب أيام النطام البعثي الدموي.وإذا كان تلك السجون الرهيبة التي يموت فيها كثير من السجناء جوعا وعطشا أو من شدة التعذيب وحرارة الصيف، مكانا آمنا للإنسان العراقي في نظر طارق الهاشمي ومن لف لفهم في العملية السياسية الأمريكية في العراق ،إذن فماذا تنتظر الجماهير من هؤلاء يا ترى غير القتل والتدمير وسرقة أموال الجماهير والتهجير والتصفية العقول المنورة.

19-8-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الرياض.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والس


.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا




.. واشنطن تحذر من -مذبحة- وشيكة في مدينة الفاشر السودانية


.. مصر: -خليها تعفن-.. حملة لمقاطعة شراء الأسماك في بور سعيد




.. مصر متفائلة وتنتظر الرد على النسخة المعدلة لاقتراح الهدنة في