الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البنوك في فلسطين رأس الحربة على الوطن والمواطن ..؟

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2007 / 8 / 21
القضية الفلسطينية


لم يبق في غزة أية مؤسسة اقتصادية عاملة غير البنوك ، واقتصرت وظيفتها على تسهيل بعض المعاملات التجارية المحدودة جدا ، وفقط اعتمدت على رواتب الموظفين التي تضخها السلطة الفلسطينية مرة واحدة كل شهر ، والمساعدات التي تقدمها الدول والمؤسسات الممنوحة للشعب الفلسطيني سواء للأفراد أو المؤسسات ، لا يوجد استثمار .. لا يوجد قروض .. لا يوجد تنمية .. وبدلا من استثمار الأموال في مشاريع تنموية تعمل على تقوية الاقتصاد الفلسطيني ، راحت هذه البنوك تهرب الأموال المودعة لديها لاستثمارها خارج الوطن ليبق المواطن يئن تحت مطرقة الرواتب التي تأتي مرة واحدة في الشهر هذا في حال استقر وضع السلطة التي صمدت تحت حصار استمر ستة عشر شهرا في السابق بدون رواتب كاملة .. بنوك غزة التي تدعي الوطنية ..؟ راحت تتبجح وتعلن عن أرباحها السنوية وأحيانا تعلن أرباحها الفصلية في ظل أزمة اقتصادية خانقة يعرفها القاصي والداني في كل مشارق الأرض ومغاربها فرضت على الفلسطينيين ... كيف لهذه البنوك أن تحقق أرباحا خيالية في بلد لا ينتج شيء غير التسول ..؟ بل على العكس تماما في ظل الحصار ساهمت هذه البنوك في إحكام الحصار على المواطن والسلطة على حد سواء ، وكان همها الرئيسي كيف تسترد أموالها المقروضة للموظف الذي بات لا يعرف ما له وما عليه ؟ وابتدعت هذه البنوك طرقا ووسائل متعددة في كيفية سرقة الناس وابتزازهم إلى حد لا يمكن السكوت عليه وتتحمل سلطة النقد والمجلس التشريعي والسلطة القضائية المسئولية الكاملة عن تصرفات البنوك ؛ لأن الموظف أو المواطن ليس خبيرا بشئون الحسابات البنكية ، فمثلا : إذا كان موظف ما اقترض مبلغا من المال من أي بنك في غزة قبل الحصار وكان من المفترض تسديد هذا المبلغ للبنك في شكل أقساط منتظمة كل شهر إذا ما انتظمت الرواتب ... لكن ما حصل هو مع بداية الحصار صرف للموظفين سلفا صغيرة لا تكفي إعالتهم ، وتم استلام هذه السلف من بنك البريد ( الحكومي ) وليس من البنوك التي لم تتفق مع السلطة على تسهيل هذه المهمة ؛ لأن السلفة المقدمة للموظف قد لا تكفي لتسديد القسط المستحق عليه للبنك .. فوجدت البنوك نفسها بلا عمل وعرفت كيف تقتنص الفرصة لإعادة هيبتها في الانتقام من المواطن وإدخاله في دهاليز حسابية لا يعرف لها أول من آخر عندما عادت تصرف السلف والرواتب للموظفين ، فالمديون للبنك لا يعرف ماذا سدد وكم تبقى له ؟ وإذا ما طلب كشف حساب من البنك لا يمكنه أن يفهم كم أودع له من راتبه وكم أخذ منه البنك وكم بقي له ؟ وكان يقبل بأي شيء يسد به ظمأه ... ولا يريد أن يدوخ في معرفة الحقيقة المبهمة ؟؟
مع حلول رواتب الموظفين للشهر الجاري وبدء تسليمها لأصحابها في يوم الأربعاء المصادف 8 / 8 ، بنك فلسطين لم يسلم الموظفين إلا مبلغ ألف شيكل لعدد قليل من عملائه بحجة عدم وجود سيولة نقدية بالشيكل ؟؟ الموظف الذي ينتظر راتبه على نار ويكون منذ أسبوعين أو كل الشهر وهو يفكر كيف يدبر نفسه مع عائلته ومع الديون المستحقة عليه طيلة الشهر وما تراكم عليه من مديونيات ومتطلبات طيلة السنة الماضية التي لم يتقاضى فيها راتبه بشكل كامل ، وتحمل هذه المعاناة .. جاء بنك فلسطين بحجته النكراء وأضاف عليها تعطيل البنوك يوم الخميس أيضا بدلا من إجازة يوم الجمعة التي صادفت يوم ( الإسراء والمعراج ) وأعلن عنه يوم إجازة للبنوك بشكل مفاجئ مع أن يوم الإسراء والمعراج يعرف من بداية شهر رجب ؟؟ ويضاف إليها يوم السبت العطلة الأسبوعية الثانية ؟؟ يعني أن البنوك عطلت في وقت الأزمة أربعة أيام أخرى لم يستطع الموظف فيها استلام راتبه .. معاناة جديدة أضيفت لمعاناته السابقة قد تكون أقسى بكثير من كل أيام الشهر السابقة ...
إضافة لما ذكر وما لم يذكر .. من لا يعرف مصطلح ( المدين دوار ) فهو عبارة عن منح الموظف راتب كامل أو راتبين مسبقا من البنك بضمان الراتب أو بضمان مدخراته من التأمين والمعاشات ... هذه الطريقة السحرية والملتوية قد تساعد الموظف وتحل له مشكلة محدودة مرة واحدة لكنه يبقى يسدد فوائدها شهريا طيلة الحياة .. بمعنى أن البنك ضمن من الموظف ربحا ثابتا ما لم يسدد هذا الراتب ؟ ولو افترضنا أن البنك يجني فائدة بنكية من كل راتب بمعدل 35 شيكل على الأقل ولو كان عدد الموظفين المديونين دوار 10 آلاف موظف في كل بنك ، فالبنك سيحقق دخلا شهريا منهم ما يقارب ال80 ألف دولار فقط من هذه الوسيلة ؟ ما دامت هذه البنوك مؤسسات لا فائدة وطنية منها ولا تعمل على التنمية .. وتعمل فقط على كيفية الاستفادة من رواتب الموظفين ، إذن فلتتحول إلى مؤسسات حكومية توظفها الدولة لتسهيل صرف رواتب موظفيها .. أو تستغني عنها وتجد طريقة أخرى مثل بنك البريد لتسليم الموظفين رواتبهم بدلا من أن تكون هذه البنوك رأس الحربة على الوطن والمواطن ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة