الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة الجريحة بين مطرقة الانقلاب وسنديان حكومة تسيير الاعمال

وليد العوض

2007 / 8 / 21
القضية الفلسطينية


غزة الرابضة بشموخ على ثغر البحر ستبقى صامدة ترفع هامتها كما هم اهلها على مدار العقود، لن تكسر ظهورهم عصي وكرابيج ذوي القربى او قوى الامر الواقع فلا فرق الذين تسللو في عتمة ليلة دهماء وانقضوا على الوطن ومنجزات ابناءه بعد ان اعمى بصيرتهم وهج السلطة والجاه، غزة جزء اصيل من الشعب الفلسطيني ستبقى عصية و لن تنحني هامات ابنائها امام غطرسة كائنا من يكون رائدها ،واهلها الناس الطيبون في كل وقت والاشداء حين تدعو لن يرهبهم التهديد والوعيد ولا الانياب الصفر اومخالب الغربان التي تنهش جسم الوطن صباح مساء،غزة ستبقى كما كانت رافعة من اهم روافع المشروع الوطني ولم تكن يوما ولن تكون على الاطلاق يظن البعض عبئا عليه ،انها جزء اصيل من الوطن ولن تكون غير ذلك ولن يبتلعها البحر كما اراد رابين ولن تغرق في الظلام حتى تستسلم، وكما لم ينجح انقلابيو حزيران في سلخها عن جسم الوطن ستعود غزة كما يريدها اهلها جزءا منه، ولن يقبلوا ابداباستمرارإختطافهم وبناء الممالك بجماجم ابنائهم ، لن يقبلوا كذلك باستغلال ما نشأ من وضع مرفوض لاختطاف الوطن في غفلة من الزمن، غزة بناسها وجبل منطاره الشامخ نحو الشرق وبحرها ورمالها ليس فقط جزء من الوطن بل ستبقى حارس وحدته الامين ، سيتصدى ابنائها لكل من يحاول المس بحرياتهم التي اكتسبوها بعرقهم وكفاحهم بل ودمائهم وسيصونون حقهم في التظاهر والاعتصام واقامة الافراح ولن ينتظروا إذنا من احد، حتى لاياتي يوما تمنع فيها جنازات الشهداء الا بإذن، انها انجازات مكتسبة لا مجال للنكوص عنها باي حال من الاحوال،اهل غزة الاشداء اصحاب الهامات المرفوعة والعضلات المفتولة لن يرضخوا للتهديد والوعيد ولن يرتعدو ابناء جلدتهم خوفا من عصي ابناء جلدتهم التي تنهال على ظهورهم وبالطبع لن يرتجفوا لكرابيج الطغاة التي تمزق جلودهم التي لوحتها الشمس فغدت كلون الارض التي احبوها، سينظر الغزيون الى ذلك كأوسمة للشرف تزين صدورهم ولكنها تكلل بالعار جباه كل من تجرأ على فعل ذلك ، غزة لن تركع وستبقى شامخة تحافظ على مكانتها في قلب المشروع الوطني، رغم للقرارات الادارية التي تنهمر كالمطر من حكومة تسيير الاعمال في رام الله وتحرم الالاف الموظفين والجنود البواسل رواتبهم للشهر الثالث على التوالي، تللك القرارات الادارية المرتبكة التي يقع ضحيتها الناس الغلابة من الطلاب والموظفين والعمال والمرضى وكبار السن هؤلاء الذين لا حول لهم ولا قوة،وكما لم تركع غزة للانقلاب لن ينجح المرابطين في النعيم باغراقها في ظلام دامس وسترفع صوتها مدويا في وجه كل من يسعى للتحلل من مسؤوليتة تجاهها ولن ينخدع اهلها بالوعود البراقة التي تبشرهم بان احتياجات غزة في صدر الاهتمام فمشكلة غزة ليست كيس طحين من وكالة الغوث انها تكمن في غياب مشروع وطني واضح المعالم للتعامل معها وكيفية اعادة الوحدة لجناحي الوطن،غزة هذه التي لن تسمح لانقلابيو حزيران بسرقتها بعيدا عن الوطن لن تسمح كذلك لكل من تسول له نفسه باستغلال جرحها الدامي لسرقة المشروع الوطني الفلسطيني في عتمة ليل وفره الانقلاب،وعلى الذين يفكرون بذلك للانقضاض على منجزات شعبنا وحقوقه المشروعة وباتوا يعتقدون ان ما نتج عن الانقلاب من فصل بين جناحي الوطن وما رافق ذلك من ممارسات دموية واعمال قمع تتواصل كل يوم وحالة الاحباط والياس التي تصيب المواطنيين جراء ذلك يمكن ان تفتح الطريق امام طموحاتهم التي طالما انتظروا الفرصة لتحقيقها، اقول ورغم كل الالم الذي نعيشة من ممارسات مرفوضة سنبقى نرفضها ونتصدى لها في غزة، عليهم ان يعيدوا حساباتهم جيدا ، فرفض الانقلاب ونتائجه والتصدي لممارسات مليشياته لا يعني السكوت على اصرار البعض التوجه للسير في طريق تصل نهاياته للانتقاص من المشروع الوطني باشكال متعددة،ومن هنا اقول ان الاعتراض على الانقلاب وما يحمله من مخاطر على وحدة الوطن والشعب والقضية تجلت في سلخ غزة عن الوطن ومحاولة تكريس واقع سياسي وجغرافي وقانوني يعمق هذا الانقسام ،ان هذه المخاطر تجعلنا نحذر مجددا لمخاطر مماثلة في خطورتها تلوح في الافق ويجرى تهيئة الظروف واستغلال الوضع الحالي لتمريرها، ان ذلك امرا غير مقبول ولا يمكن السكوت عليه وعلى اولائك الذين يحاولون ذلك ان يرتبوا اوراقهم وينشئوا احزابهم التي يريدون و لكن حذاري من استغلال هذا الوضع لتجاوز كل القوى الوطنية الفلسطينية بما فيها حركة قتح ذاتها والذهاب بالمشروع الوطني الى المجهول، لذلك اقول ان انقلاب غزة لابد وان ينتهي فورا وعلى حماس ان تعيد الامور الى ما كانت عليه قبل الرابع عشر من حزيران باعتبار ذلك مدخلا للحوار الوطني الشامل لمعالجة الازمة بكل جوانبها، وعلى غزة ان تستعيد مكانتها كرافعة للمشروع الوطني وليس معولا يستخدم للقضاء عليه، إن اهل غزة الرازحين اليوم بين مطرقة الانقلاب وسنديان القرارات الادارية المرتبكة والمثيرة للقلق يتهامسون اليوم الى متى يمكن ان يتم السكوت.
19-8-2007










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب