الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الإسكندرية شرفاء وشريفات أيضاً

جلال عامر

2003 / 10 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

في علم النفس مرض معروف اسمه ال WISH THINKING وهو أن يظن الإنسان أن ما يتمناه هو فعلاً ما يحدث وهو يأتي نتيجة الهلاوس التي تسببها الإحباطات  خاصة الإحباط الجنسي وهو معادل موضوعي لاقتصار الرؤية الحقيقية فقط على ما يتمناه المرء... فالزبال على سبيل المثال لو مر في أرقي الأحياء لن يلفت نظره سوي القمامة المتناثرة لأنها هدفه ومبتغاة... وهذا المرض يجعل الإنسان يتخيل حدوث ما يتمناه وكأنه حقيقة رداً على الإحباط والحرمان نتيجة الفقر أو العجز أو وضاعة المنشأ وكلها أمور تحدث عنها "سيجموند فرويد" باستفاضة في كتبه ومنها كتاب "تفسير الأحلام"... بل تعرض التاريخ ذاته للتفسير الجنسي بعيداً عن التفسير المادي "لماركس" أو المثالي "لهيجل" أو الموضوعي "لهوبز" وغيره... ومنذ سنوات بعيدة توجد مدارس فلسفية في الخارج تتبع هذا النهج... وقد تعرض أستاذنا المرحوم "صلاح حافظ" لهذا الموضوع بل أن لـه كتاباً يحمل نفس العنوان وقد سار على خطاه أساتذة أفاضل مثل "عادل حمودة" و"خالد منتصر" وآخرون حاولوا باقتدار ومتعه تفسير الأحداث من هذا المنظور رابطين إياه بالاجتماع والاقتصاد... وقد رأينا كيف أمتعنا "عادل حمودة" في "بنات العجمي" والتي خلط فيها بين السياسة والاقتصاد والاجتماع والجنس أيضاً بمهارة وحنكة... لكن ما كتبه "عادل حمودة" عن غرب الإسكندرية أغري أحدهم – وهو كاتب في صحيفته- بأن يحاول أن يقلده في شرق الإسكندرية فكتب غثاء لا يستحق إلا الرثاء فهو لا ير في الإسكندرية سوي العهر والدعارة وسحب المصيفين إلى السرير دون أدني ربط بالوضع الاجتماعي أو الاقتصادي التي تشارك المرأة السكندرية في بناءه... لم يري إلا النهود والأرداف فأتي تحقيقه وكأن كاتبه بصاص لبوليس الآداب وليس صحفياً يربط الأحداث ويحللها ويمنحها عمقاً أعلي ولو قليلاً من ارتفاع السرير. وهو العمق الذي يؤدي غيابه إلى خلط العادة الصحفية بالعادة السرية وتجعلنا لا نفرق بين أفذاذ البشر وأفخاذهم فيضيع الفاضل بين صحف الدرجة الأولى التي يكتب فيها الكاتب ولوكاندات الدرجة الخامسة التي يبيت فيها... ومما يؤكد سوء نية الكاتب وعوار نفسه وقوعه أكثر من مره في محظور التعميم فكل السكندريات عاهرات وكل السكندريون فشارون نخاعون نصابون وكل المصيفين يقعون ضحايا لعمليات النصب (ملحوظة اعتراضيه: رئيس الجمهورية يدعو إلى السياحة الداخلية لكن الكاتب لا يقرأ ولا يسمع) والصدمة الحضارية معروفة علمياً وتحدث عندما ينتقل الإنسان من بيئة إلى بيئة أفضل ونلاحظها في الإسكندرية أحياناً على بعض من يرد إليها من الأرياف بطين البرك حاملاً عبله وأحياناً هبله إذ نراه يحملق كالمعتوه في المارة خاصة النساء متنقلاً ببصره على أجسادهن حتى تخلع إحداهن حذائها وتنزل به على رأسه فيفيق ويعرف أن ما يفعله يخالف الشرع والدين والعادات والتقاليد إذ لا يرضيه أن يحدق أحد في نهد أمه أو ردف أخته أو مؤخره زوجته ناهيك عن الزنا معهن وهو ما يدعو إليه الكاتب ويحث القراء على فعله مع السكندريات (الق بنفسك على أحضانها ونم) وأخيراً ليس كل السكندريات مغسولات بماء الندي لكنهن أيضاً لسن مسئولات عن عجز البعض وإحباطاتهم وعقدهم النفسية... ولا أحد فينا يملك الحقيقة كلها ولعل في قصة "الفيل – الحقيقة"ما يؤكد ذلك فكل منا يري عضواً من الفيل أي جزءاً من الحقيقة لكن ما نأخذه على البعض إنهم اكتشفوا في الفيل عضواً راق لهم فلبدوا عنده وتمسكوا به وصاروا لا يرون الدنيا إلا من خلال ضارب حقن وساقطة وسائق ميكروباص, ويبدو أن هذا البعض يعتقد أنه بوضعه كلمة "نهد" في كل سطر سيتحول إلى "نزار قباني" وستغني المطربات ما يكتبه وستسارع إلى أحضانه النساء... وله في خلقة شئون ما بين العقل والجنون, ندعو الله أن  نكون جميعاً من العقلاء الذين يحافظون على أعراض الخلق ولا يرمون الناس بالباطل مدققين فيما ننشره حتى لا ينطبق علينا المثل القائل "هبله ومسكوها صفحة". 

الكاتب الصحفي / جلال عامر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتدي ضربا على مسيرة مؤيدة لفلسطين في فلوريدا


.. كيف تحايل ترمب على قرار حظر النشر في قضية شراء الصمت ؟




.. حركة نزوح عكسية للغزيين من رفح.. 30 ألفا يغادرون يوميا منذ ا


.. جذب الناخبين -غير المهتمين-.. مهمة يسعى لها كل من ترمب وبايد




.. العملات المشفرة.. سلاح جديد لترمب لجذب الناخبين -غير المهتمي