الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إياد علاوي......ألأصرار على ألأنحدار

علي الصفار

2007 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


يمثل السيد إياد علاوي نموذجا سياسيا فريدا بأصراره المستمر على إسقاط نفسه دون وعي، فهذا الرجل الذي كانت جماهيريته ألأقوى بين السياسيين العراقيين بعد ألأحتلال، عمل ويعمل بنفسه على تشويه سمعته او ربما كشف حقيقته بسرعه قياسيه يحسد عليها، بل ويقدمها هدية مجانية للسياسيين الأخرين، مشكلة علاوي انه مهما حاول نزع جلده البعثي تطغي عليه التربيه البعثيه التي تربى عليها مذ كان شابا يافعا في الحرس القومي سيء الصيت يطارد الوطنيين بعد انقلاب 1963، وكما يؤكد علماء النفس فأن مرحلة الطفوله والشباب هي الأهم في حياة الفرد لذلك لم تؤثر السنوات التي عاشها في لندن على تفكيره، اللهم إلا في المظهر والشكل الخارجي فقط ،ومما زاد في مأساة علاوي إنه إستدار ورمى بنفسه في أحضان البعثيين من أعضاء الفرق والشعب والأجهزه الأمنيه بعد انتخاب الجعفري ، فاصبح كل مستشاريه من البعثيين الذين لم يتعلموا من مدرسة البعث إلا الغباء والنفاق والكذب والصلافه والأنتهازيه مما زاد طينة علاوي بلة، ويعرف الكثير من المقربين منه انه فقد الكثير من اعضاء حركته ومؤيديه بسبب سياسته هذه فهو السياسي الوحيد الذي يذكر العراقيين بنظام البعث الذي يتفق الجميع على بشاعته ودمويته.

يؤكد علاوي إصراره على ألأنحدار في مقالته التي نشرها في جريدة الواشنطن بوست بتاريخ 18 / آب/ 2007 وفي مقابلته مع قناة الشرقيه الفضائيه قبل ذلك بأسبوعيين..ففي مقالته الصحفيه يختصر المشكله العراقيه بالمالكي ويبرء كلا من ألأحتلال والأرهاب من دم العراقيين بل انه يتذاكى على الأمريكان ( مقلدا صدام ) بطلبه الأنسحاب لأنهم قدموا الكثير حسب زعمه !!! وليس لأنهم محتلين !!مشكلة علاوي وهدفه منصب رئيس الوزراء الذي يستهدفه بغض النظر عمن يكون فيه مثلما فعل مع الجعفري عندما كان مستشاروه البعثيون يلفقون ألأخبار لتشويه سمعة الجعفري،إن من يقرأ النقاط الست التي يقترحها علاوي يستغرب سذاجة صاحبها، فهي كلمات انشائيه يستطيع أي طالب إعداديه تسطيرها، ولم أكن اتوقع من علاوي هذا البؤس الفكري والنفاق الذي يتجلى في ادعائه انه يعمل مع عدد من البرلمانيين لوضع خطه لأنقاذ العراق وهو الذي لم يحضر حتى جلسة ترديد القسم في البرلمان ، اللهم إلا إذا كان يشير الى لقائاته مع المعارضين للمالكي والتي يجريها في مطاعم عمان وبيروت والقاهره ودبي، في وقت يعيش خمس الشعب العراقي تحت مستوى خط الفقر،ومن يقرأ مقالته يستنتج ان مسشاريه الراكضين وراء ألأمتيازات لم يبلغوه ان الشارع العراقي مجمع على إن مشكلة العراق هي الأحتلال اولا ( وهو يبرءه)، والأرهاب ثانيا ( وهو يسميه مقاومه)، والميلشيات ثالثا ( وهو يحاول كسب ودهم )، والدول ألأقليميه والعربيه (وهو يلوم المالكي لأنه لايقوي علاقته معهم!!!)، وبالتالي فأن مقالته لن تحسن صورته امام العراقيين كما إنها لن تنفعه مع ألأميركان لأنهم يعملون وفق حسابات دقيقه ولاتؤثر عليهم العواطف.

وفي مقابلته مع الشرقيه يكشف علاوي ماذكرته من سمات فهو يقول الشئ ونقيضه في جملة واحده وإلا كيف نفهم قوله ( لاداعي للأستعجال في سن قانون النفط .... يتبعها بقوله ..ألأخوه ألأكراد اضطروا لسن قانون النفط...)ويؤكد صورته البعثيه في انتقاده المالكي لزيارته ايران في 8/8 باعتباره يوم النصر كما كان يسميه صدام...ان علاوي يبحث عن كل مايعيب المالكي او من يشغل هذا المنصب، وفي نفس المقابله يستعير علاوي بعض صفات ( صدام ) بادعائه انه قدم خطه لأنقاذ العراق في كانون ألأول 2006 ولم يؤخذ بها في ذلك الوقت إلا إن ألأمم المتحده عادت وتبنتها في مشروعها الأخير حول العراق..أي إن المجتمع الدولي كله بخبرائه وساسته لم يستطع تقديم الحل بينما نجح علاوي بذلك، ولو كان مايقوله صحيحا لأختير علاوي امينا عاما للأمم المتحده وليس رئيسا لوزراء العراق فقط ،وهو المنصب الذي يقاتل من اجله ولايحصل عليه.ويستغفل علاوي العراقيين بمطالبته بالغاء قانون إجتثاث البعث ومعالجة الغاء الجيش والأجهزه ألأمنيه وكأنها لم تصدر في وقته أو على ألأقل لم نسمع بمعارضته لها قبل ان يفقد منصبه.

يجامل علاوي ألأميركان والأرهاب والميليشيات والكرد وهم جميعا مساهمون في المشكله العراقيه ولايقدم مشروعا وطنيا حقيقيا، فهو لايركز إلا على من يشغل منصب رئيس الوزراء سواء كان المالكي او غيره لأنه بأختصار لايبحث إلا عن المنصب متناسيا المقوله القديمه ( طالب الولاية لايولى)، ويبدو متغافلا عن وجود العشرات من امثاله ممن يقدمون انفسهم للأميركان ويعرضون خدماتهم لهم وأن ألأميركان لايستخدمون سياسيين من ( ألبالات)، فهم يصدرونها ولايستخدموها...

من يريد انقاذ الشعب العراقي عليه ان يؤشر على المشكله الحقيقيه وهي الأحتلال والأرهاب والميليشيات والطائفيين والعنصريين وان يقدم مشروعا وطنيا لايشترك فيه هؤلاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل