الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عار العار في سنجار

محمد عنوز

2007 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


يستيقظ العراقيون يومياً على وقع جريمة نكراء تحصد أرواح عدد من الأبرياء، حتى وصل العدد البومي إلى 100 إنسان من الرجال والنساء والأظفال في عموم البلاد، ومن مختلف القوميات والأديان أو التيارات الفكرية والسياسية.
ولكثرة المرات لا أفق للتعلم على ما يبدو من التكرار، حتى غدت الكتابة عن الإرهاب وكأنه ترف لا يقود إلى غلق هذا الباب، فما جدوى الكتابة وخصوصاً تلك التي لا تحمل سوى الإدانة والإستنكار من عمل جاد ووضوح الإجراءات ؟!
فيوم أمس، الثلاثاء 14 آب / اغسطس 2007 تم تفجير اربع شاحنات في منطقة كار اِزر، الواقعة 35 كيلومترا جنوب سنجار، وفي مجمع الشيخ خدر السكني وعدد الضحايا كبير وطريقة الفعل الإرهابي كارثية ومن المتوقع أن يتجاوز العدد إلى الالف ضحية، جراء هدم المنازل على رؤوس الناس الآمنين.
إن ما حصل هذا اليوم هو عار العار في مدينة سنجار، حيث تم تفجير منطقة سكنية آمنة وإزهاق أرواح أبناء الطائفة الأيزيدية المسالمة والمشاركة مع كل أبناء العراق في بنائه وحمايته، فهذه العملية العاجعة، لا توحي بقدرات الإرهابين، إنما تؤشر بكل وضوح إستغفال الأجهزة الحكومية برمتها، وإلا كيف يتكمن الإرهابين من الإقدام على فعلة من هذا الحجم والوصول إلى المناطق السكنية؟! إذا لم يكن هناك إختراق سبق وأن تحدثت عنه الجهات الرسمية ولكن لم تقضي عليه لحد الآن، كما أن المواطن البسيط يتسائل عن حقه في الجواجز الكونكريتية وهل يتمكن من نيل هذا الحق وتتوفر الحماية له بواسطتها أم هي مخصصة " للمسؤولين " فقط ؟؟؟ في حين الموت هو واجب وطنى، وعلى المواطن غير " المسؤول " تنفيذه في أي وقت، فالعراقيون على ما يبدو متساوون في النصوص الدستورية وليس في الحواجز الكونكريته .
إن الدولة التي تبنى اليوم هي دولة المسؤول وليس دولة المواطن، لأن المواطن غير مسؤول في ضوء التجربة العملية في إتخاذ القرار والإستفادة منه، فهو ولا يقطع له شارع إنما يُقطع عليه الشارع، المواطن مشكوك فيه دوماً، والمسؤول معصوم ولا شك فيه ولا غبار عليه فهو الحريص وأنت المواطن غير حريص وعليك أن تأتي بوثيقة الحرص من ...... في حين الحقيقة الموضوعية تؤكد بأن الأمر عندما يتعلق بمصير الوطن الجميع مسؤول، ولا يجوز تقسيم المجتمع إلى مسؤول وغير مسؤول، وفي حالة العراق يعتبر هذا التقسيم من أخطر الوسائل والنتائج.
كما نشير إلى إننا ندرك معنى الإرهاب وأساليبه وأهدافه التي لا تتجاوز حدود التخريب والتدمير للضرع والزرع، ولكن ما لاندركه هو اللهو غير البريء الغارقه فيه الأحزاب والقوى السياسية، والإحتراب وإنعدام الثقة، التحاصص المقيت، وعدم التفكير بالشعب ماذا يريد، ألم تدرك هذه القوى منفردة ومجتمعة إن الشعب يريد أن يعيش ... لا أن يموت ويعيش القائد......
كل التضامن ومشاعر المواساة مع العوائل المنكوبة في سنجار بنات وأبناء الطائفة الأيزيدية العزبزة، العار والشنار لكل من يقدم على تدير الإنسان، وندعو الجميع للعمل بوحدة صف حقيقي من دون البحث عن إمتيازات تخلق الثغرات في الجار الوطني.
والمجد كل المجد لشهداء العراق .

15 / 8 / 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب