الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قالها ولكنه لم يفهم اللعبة

عاصم بدرالدين

2007 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أن سمعتها لم تغب عن بالي وشغلت أفكاري،كانت جملة بسيطة قالها احد اللبنانيين ضمن إحدى البرامج السياسية المحلية،ليست بجملة بسيطة من حيث بعدها ولا يمكن أن تمر مرور الكرام دون تعليق وتوضيح،كما أن دلالتها أكبر بكثير من حجمها ومن الوقت الذي أستغرق للبوح بها،كانت جملة كالصاعقة على عقلي،شلت تفكري،واكدت لي أننا مازالنا،أي اللبنانيين بشكل خاص والعرب بشكل عام،في حالة من التخلف والجهل الفكري.
قال:"أوجه تحية إلى كل الشرفاء في العالم من فؤاد السنيورة إلى الرئيس المصري حسني مبارك إلى الملك عبدالله وإلى الرئيس جورج بوش وجاك شيراك وطوني بلير..."
كيف ربط هذا الشاب بين كل هذه القوى مستخفاً بعقله وعقلنا ،متجاهلاً كل الوقائع ضائعاً في وهم المحاور معتقداً بوجود دول خير وأخرى منبعاً للشر،لا أعتقد أن بوش وبلير يمثلان الشرف في هذا العالم ولا أعتقد أن ما يحصل في العراق هو خدمة للشعب العربي ولا ما يحصل في فلسطين بالتأكيد،هذا الشاب المتأثر جداً بتصريحات بعض قادة الرابع عشر من آذار عن الدور الإيجابي للولايات الأميركية في لبنان لم يفهم اللعبة،بل تبنى الأفكار دون التفكير بها،وهذه هي المشكلة،أننا ما عدنا نفكر،منذ أنتهاء ثورتنا الفكرية ما عدنا نفكر،نعم هذه هي المشكلة التي سمحت إلى ديكتاتوريات العالم العربي بالتحكم بمصائرنا...إعتقاد القائل أن بوش يعمل لمصلحته يدل على جهل وقلة ثقافة في الفكر الإميركي البرغماتي بشكل خاص وفكر الدول الكبيرة عموماً،فهذه الدول لا تفكر بتاتاً بالشعوب بل تستغلها وها نحن اليوم مجرد ساحة لألاعيب الكبار يجسدون خلافاتهم بنا ويكون أطفالنا وأهلنا هم الضحايا وفئران التجارب ... لا ألومه فهو لم يرى يوماً بلده ،وللأسف، يسعى إلى تحقيق مصالحه الخاصة أولاً، لا بل كان دائماً أداة يلعب بها الأخرين كسباً للمزيد من الأرباح.
ولنكن منصفين ولا نحمل فريق الرابع عشر من آذار وحده مسؤولية هذا الجهل الفكري التفكيري،فإن فريق الثامن من آذار المحسوب على النظاميين الإيراني والسوري،يشكل قدوة في الجهل،فهو يجمع بين "دولة حزب الله" وسوريا وقطر وإيران وشافيز وكاسترو وكل المعارضين للإمبريالية في بوطقة واحدة!!متجاهلاً السعي الإيراني السوري الدائم للحوار مع الشيطان الأكبر،متناسياًً الحلف الإيراني الأميركي في العراق. لا شأن لنا بفنزويلا ولا كوبا لهم سياستهم الخاصة وأهدافهم ولا شأن لهم بنا، لنرى على سبيل المثال إيران،كم من السخافة أن يعتقد البعض أن كل ما قدمته إيران لحزب الله هو مجرد دعم مجاني إقتناعاً بأهمية مقاتلة العدو الصهيوني،إن إيران منتجة حزب الله تعرف تماماً لماذا أنشئته وتعرف أيضاً ماذا تريد منه وهاهي حرب تموز خير دليل على المآرب الإيرانية من الدعم المطلق للحزب اللهي،إيران دولة طامحة إلى ما هو أعلى من مجرد دولة تخيف الخليج العربي،تريد أن تكون أقوى وأقوى وكل هذا سيحصل على حساب شعوب هذه المنطقة،هذه الإستراجية التي بدها الإمام الخميني منذ تسلمه السلطة لإعادة مجد الإمبراطورية الفارسية أخذت اليوم شكلاً علنياً بعد كبت دام أكثر من عشرين عاماً،إيران شأنا أم أبينا تخدم مصلحتها لا مصلحة الشيعة في لبنان ولا في العراق ولا الفلسطينين ،مصلحتها أولاً على حساب كل هذه الشعوب وهذا حقها،و"إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب".
قال لي أحدهم يوماً أننا نحن اللبنانيين كنا إنتهينا لولا وجود هذا الدعم الإيراني طالباً مني القليل من الوفاء لمخلصي!! لم أجبه لإني صدمت فعلاً فمر الأمر بسلام.
لا بد أن يعي الشعب اللبناني أن كل ما يحصل اليوم لن يخدمه وكل هذا الكرم الذي قد يهل علينا له مقابل سيأتي اليوم ونطالب به،لنتعظ من تجربة حزب الله، ثلاث وعشرين عاماً من الدعم الإيراني المتواصل لم تطلب منه شيئاً إلا بدءاً من العام المنصرم،حرب تموز دفعنا،نحن اللبنانيين بكل إنتمائتنا،فيها الثمن لإيران،ليعي ذاك الشاب إن وصله صوتي أن بوش وأميركا بكل سياسيها لن يسعوا يوماً إلى تطوريك بل إنهم يستغلونك ويستفيدون من ضعفك،عليك كما علينا وضع حد لهاذا الإستغلال الجشع بتنمية النفس،بتنمية الإنتماء،بتنمية الثقافة والوعي وعدم الإنجرار وراء تصريحات يلقيها البعض مدعين الذكاء والمعرفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب