الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزيرة الغائبة عن ما يجري بالضفة الغربية

عماد صلاح الدين

2007 / 8 / 22
الصحافة والاعلام


منذ قيام حماس بالخطوة الأمنية التصحيحية في مواجهة مشروع دايتون الأمريكي الصهيوني في قطاع غزة في الرابع عشر من حزيران الماضي ، والذي لو نجح ، لا سمح الله ، لكانت أبعاده الكارثية كبيرة ومدمرة بحق الشعب الفلسطيني وقضيته وضد حركة فتح نفسها ؛ إذ كانت هناك مخططات إعداد سيارات مفخخة ليجري تفجيرها في بعض مواقع ومراكز تابعة لحركة فتح وقيادتها في غزة ، ومن ثم ليجري تكرار هذا الحدث مع المسيرات الفتحوية التي ستخرج للتظاهر ضد التفجيرات الأولى ، والمواجهة الميدانية كانت مع مشروع دايتون فقط وليس مع حركة فتح بشهادة قيادات كبيرة ومؤسسة لحركة فتح ، منذ ذلك الوقت الذي اتخذت فيه حماس تلك الخطوة الاضطرارية الميدانية واعتداءات الأجهزة الأمنية التابعة لرئيس السلطة وحكومته المشكلة بموجب مرسوم رئاسي غير قانوني وغير دستوري لم تتوقف بحق عناصر حماس ومؤيديها ومناصريها؛ من قتل وجرح واعتقال وحتى محاولة لتشويه صورة وشرف بعض المواطنين في الضفة لا لذنب اقترفوه سوى برسم تهمة أن هؤلاء ينتمون إلى حركة حماس ، ولعل القصة المفبركة والتي كشفت أسرارها مع مؤيد بني عودة من بلدة طمون شمال الضفة الغربية أكبر شاهد ومثال على ذلك .

مئات المؤسسات الخيرية والثقافية والاجتماعية التابعة لحركة حماس تعرضت للإحراق والتدمير والسرقة والعبث بمحتوياتها ، وكانت آخر تلك الاعتداءات وليس آخرها ما جرى مع مؤسسة رابطة أدباء بيت المقدس في نابلس والتي تم اقتحامهما ومصادرة وسرقة ما تحتويه من ملفات ومواد وأجهزة حاسوب وغيرها ، حتى المساجد هي الأخرى لم تسلم ؛ فعشرات المساجد تم اقتحامها وانتهاك حرمتها . هذا ، ولا يكاد المرء يخرج من منزله إلى الشارع ليسمع الأخبار عن اعتقالات واختطافات بحق مواطنين . التهمة الجاهزة لهم أنهم من حماس أو من التنفيذية التي لا وجود أصلا لها في الضفة لأسباب يخبرها الجميع ، وتأتي المراسيم الرئاسية والحكومية من رام الله، السابقة واللاحقة، منها لتؤكد على ملاحقة المليشيات المسلحة الخارجة عن القانون؛ ليكون هذا المرسوم أداة لملاحقة المقاومة وعناصرها امتثالا لما تمليه خارطة الطريق ذي الصنعة الأمريكية والإسرائيلية ، أما أولئك الذين يقتلون الناس ويسلبونهم حرياتهم ويدمرون ويحرقون مؤسساتهم التي يستفيدون منها ، ويحصلون على شهادة الثانوية العامة تحت التهديد السلاح وباسم أنهم مطلوبون للاحتلال ، فهؤلاء ليسوا بخارجين عن القانون ومن ثم لا تجب محاسبتهم ، وان جرى الحديث عن تسليم أسلحتهم ، فهو ليس إلا مسرحية بشهادة كثيرين ، إذ يقومون باستردادها بعد أن تنتهي المسرحية الإعلامية التي اشرفوا عليها هم وحكام رام الله وأدواتهم الإعلامية الرخيصة .

انتهاكات كبيرة وفظيعة بحقوق الإنسان الفلسطيني وحريته تحدث بالضفة الغربية يوما بعد يوم ، ولا نجد تلك المؤسسات الإعلامية المشهود لها بالشفافية والأمانة والنزاهة حاضرة لنقل هذه الأحداث وكشف ملابساتها ، ولعل على رأس هذه المؤسسات الإعلامية قناة الجزيرة القطرية التي نراها غائبة وبصورة مخجلة ، ومن أسف ، أمام الانتهاكات والتعديات والاعتقالات التي يتعرض لها مئات المواطنين ومؤسساتهم بحجة انتمائهم أو علاقتهم من قريب أو بعيد بحركة حماس ، بينما الصورة نجدها عكسية في حال قطاع غزة ، فلا تمر صغيرة ولا كبيرة ، لا شاردة ولا واردة إلا كانت في كتاب محفوظ لدى الجزيرة وغيرها من القنوات والمؤسسات الإعلامية والحقوقية ، فان تم اعتقال شخص لشبهة أمنية أو بسبب تورطه بالسرقة أو المخدرات أو الإخلال بالقانون والنظام العام والآداب العامة ، وغيرها من الحالات المشابهة نجد أن القنوات الفضائية ووسائل الإعلام ومؤسسات حقوق الإنسان حاضرة لنقل المشهد ، ولو تعلق الأمر بتتبع القوة التنفيذية لأشخاص أطلقوا النار على مقارها وسياراتها ومن ثم اندسوا بين عرس لإحدى العائلات ليقوموا بتحريض الأخيرين ضد القوة التنفيذية .إطلاقا ،هذا ليس عدلا وان كان تحت وطأة التخويف والتهديد من قبل عسكر رام الله ومليشياتهم المسلحة؛ فمهنة الصحافة تقوم على أسس من الشفافية والنزاهة في نقل الخبر والعدل في التعامل مع مختلف الأطراف ، وهي مهنة المخاطر من اجل الحقيقة ، نحن نقدر الوضع النفسي لمن يتم تهديده من الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي ، لكن هذا ليس مبررا للاستسلام للتهديد والتخويف والوعيد أو الترغيب أو الترهيب ؛ لان القبول بالأمر الواقع على حاله هذا ينفي الغرض والهدف من مهنة الصحافة العظيمة القائمة على مسيرة الحق والحقيقة .

نحن في الضفة الغربية نتمنى على مراسلي الجزيرة؛ من الأخ وليد العمري مدير مكتب الجزيرة في رام الله والأخت جيفارا البديري وشيرين أبو عاقلة وغيرهم من إخواننا الصحفيين أن يقوم بالدور نفسه في نقل الحقيقة ، فكما ينقلون ما يجري في المقاطعة برام الله من مؤتمرات ولقاءات وغيرها، حري بهم أن ينقلوا أيضا ما يجري من انتهاكات واعتداءات واعتقالات وجرائم بحق مواطنين فلسطينيين ومؤسسات شعبية ومدنية بحجة الانتماء السياسي . الناس تراقب ؛ وهي الرافعة الأساسية أو الخافضة الأساسية نفسها في تقييم دور وأداء أية قناة أو مؤسسة إعلامية أو حقوقية . والناس- أيضا- يرقبون ويتابعون ويتحرون من خلال ثورة تكنولوجيا الإعلام المفتوح من يدعم حرية الإعلام ممن يقف في وجها ، ولعل المتشدق الأول بدعم حرية الإعلام وحقوق الإنسان السيد ياسر عبد ربه قد تسابق الناس لسماع ردوده الديمقراطية والدبلوماسية والإنسانية على مذيع أل بي بي سي البريطانية ، حين كال له الشتائم ؛بالوقاحة والرخص لسؤاله ولشخصه لان المذيع مراد محمود سأل عبد ربه من عدوك هل هو حماس أم الاحتلال الإسرائيلي ؟؟، بكون وواقع أن الجماعة التي ينتمي إليها عبد ربه ترحب بكل حوار أو تفاوض مع إسرائيل رغم أن الأخيرة لا تعطيهم شيئا سوى الوهم والسراب واحتلال الأرض وقتل الإنسان الفلسطيني واعتقاله بعشرات الألوف وغيرها من جرائم الاحتلال ، بينما هم في الوقت ذاته يجددون رفض كل حوار مع حماس !!

فهلا أنصفت الجزيرة المشهود لها بنقل الخبر والحقيقة وغيرها من الفضائيات ومؤسسات الإعلام وحقوق الإنسان أهل الضفة الغربية بنقل حقيقة وصورة الانتهاكات الفظيعة والمتنوعة التي يتعرض لها ابن الضفة ومؤسساته على يد الأجهزة الأمنية والمليشيات الأمنية المتعاونة معها الخارجة فعلا عن كل قانون أو عرف أو أدب؟؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل