الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الميت ...سابقا

على أحمد على

2007 / 8 / 24
الادب والفن



" هذا وقد أكد مصدر مسئول أن القوة التى عادت كاملة باستثناء الجندي الذي فقد هناك والذي أعتبر ميتا... أكد أن هذه القوة قد حققت نصرا كبيرا وسيقام احتفالا كبيرا لها

- " ....... أنا الميت ...... أعلاه
لا تعجبوا و تتساءلوا كيف يتكلم الموتى وقد تقطعت السبل ببعض الأحياء فعجزوا عن الكلام، لا أنا لست ميتا وإنما أنا حيي فبعد إن فقدت اثر القوة أو فقدت هي اثري وسقطت من الإعياء في غيبوبة عميقة أفقت منها على مرأى وجوه بعض الأعراب الذين أنقذوني من حر الشمس ولهيب الرمال فالسائر في الصحراء لا يعرف أن يتقي الحر ، حر الشمس من فوقه أم لهيب الرمال الأشد من الجمر من تحته أم الوهن الذي أصاب نفسه من شده الجوع والعطش ،وبعد أن تعافيت تماما وجدت انه من باب رد الجميل أن أبقى مع هؤلاء الأعراب اعمل معهم واحمل عنهم بعض الأعباء ، الآن أنا أعيش بينهم كواحد منهم ، .....ولكن ليس هذا كله ما أريد الحديث عنه فسامحوني إن أمامي طريقين لا ثالث لهما أما الحديث أو الموت كمدا وقهرا .... لقد أتيت من بلدي القرية الصغيرة وقالوا لي أنني سأحارب في الجيش لدحر الأعداء، ففرحت بذلك اشد ما يكون الفرح .... آه من الحرب اللعينة وفي أولى العمليات كنت فردا من هذه القوة تم تنفيذ العملية بنجاح ولكن الأعداء قاموا بالالتفاف من حولنا وجرحت ، ثم تمت السيطرة على الموقف وانتصرت القوة ولكنني ضللت الطريق وسرت بلا هدى .. وحدث ما حدث.. سمعت في الراديو بعد ما أفقت عند الأعراب أن العملية تمت بنجاح وسمعت أيضا انه لا تكاد توجد خسائر تذكر .. شخص واحد .. آه أيتها الحرب اللعينة ، وكأن هذا الشخص لم تكن له حياة ولا أسرة ولا أصدقاء ولا أحد يحزن عليه وكأنه نكرة وكأن ليس له طموحات يسعى لتحقيقها أو أمال عريضة .. وكأن ليس له قلب ينبض أو عقل يفكر .. كأنه لبنه سقطت من جدار فأبدلوها بلبنه أخرى وداسوا اللبنة القديمة .. كل ما يحزنني أنني خرجت بنفس الروح التواقة إلى النصر فلماذا ؟؟ لماذا يتجاهلونني ؟؟ ألانني حقير الشأن أم أنني لست رجلا عظيما من الكبار فتهتز لهم الدنيا إذا ما أصابهم خدش ؟؟

- آه ... عموما .. إنني الآن أعيش كأبسط ما يكون و لكن هناك شيئا هاما امتلكته هو أنني أصبحت كيانا ... له قيمه .


الإمضاء :
أعرابي ميت .. سابقا


بقلم د/على أحمد على








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاكرين القصيدة دى من فيلم عسكر في المعسكر؟ سليمان عيد حكال


.. حديث السوشال | 1.6 مليون شخص.. مادونا تحيي أضخم حفل في مسيرت




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص