الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روح الإيثار : هل هي مغيّبة عن ذهنية النخب السياسية العراقية ؟؟

عبد الرزاق السويراوي

2007 / 8 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إبتداءاً أرى من الضروري التنويه الى أنني لا أهدف من وراء عنوان المقال , التعرض بسوء الى أيّ من النخب السياسية العراقية , مهما كان توجهها السياسي أو الفكري, وإنما أجدني أحد العراقيين , الذين عقدوا ويعقدون الآمال على العملية السياسية الجارية في العراق , من أنْ تحثّ خطاها , لتنأى بهم بعيدا عن مخالب القلق الذي بات يفترس نفوس العراقيين الذين أنهكتهم حالة فقدان الأمن والأستقرار التي تتسيّد الآن , الشارع العراقي دون منازع . ولكن ... أنّى يتحقق ذلك وعواصف الأختلاف والفرقة لدى النخب السياسية , تجتاح العراق وبكل الإتجاهات . أنا لا أريد هنا , التوسل بكلمات الوعظ لهذا الطرف أو ذاك , ولكني ألفت النظر من باب التذكير , الى وجود مفارقة كبيرة يملأ دخانها سماء العراق , تلك هي , أنّ كل النخب السياسية ودون إستثناء , تعتقد جازمة , بصحة مواقفها وطروحاتها وخطابها السياسي وطريقة فهمها ومعالجتها وقراءتها لكل المستجدات أو لكل ما هو جارٍ من حراك سياسي , ليس هذا فحسب , وإنما كل طرف سياسي , يعتقد أيضاً , بدرجة ما من القناعة , بعدم صواب طروحات ومواقف الطرف أو الأطراف الأخرى .من هنا يمكننا طرح التساؤل الآتي : إذا كانت كلّ النخب السياسية تعتقد بصحة مواقفها وفهمها لمتطلبات المرحلة وضروراتها , إذاً , هذا التوتر الحاصل والإضطراب السياسي الذي تشهده الساحة السياسية العراقية ,نعزوه لمنْ ؟ وما هو مصدره ؟ وما هي العوامل التي تغذّيه وتنمّيه ؟
بالتأكيد إنّ الإجابة عن هذا التساؤلات تحيلنا مرة أخرى الى جوهر المفارقة التي أشرت إليها , طالما أنّ كلّ النخب السياسية , متمسكة بما لديها من قناعات لا تحيد عنها , والتي لا تخرج عن إطار أنها الأقرب الى الصواب وتحمّل في الوقت ذاته , الأطراف الأخرى , مسؤولية ما قد يحصل من إخفاقات في العملية السياسية , متناسين بأنّ هذه الإخفاقات التي يمكن معالجتها , إذا ما إستمرت وتائرها في الشد والتصاعد , فأن هذا يعني , أنّ العملية السياسية مرشحة لمواجهة أزمة , ربما لم يشهد العراق مثيلا لها عبر تاريخه السياسي الطويل , وذلك من حيث النتائج الخطيرة التي سوف تترتب عليها . ولا أعتقد بأن هذه الحقيقة غائبة عن ذهنية سياسيينا . إضافة الى ذلك , فأنّ هناك حقيقة أخرى تلقي ايضا بثقلها الواضح على الواقع السياسي العراقي , وأعني بها , الغياب الملحوظ لروح الإيثار الذي يُفترض أن يكون حاضرا لدى جميع النخب السياسية , وأن تكون مصلحة الشعب العراقي هي الماثلة في سلم الأولويات , لكي يتمكن الجميع من أنْ يجنبوا الشعب العراقي من وقوع كارثة لا سامح الله قد تحرق الأخضر قبل اليابس .
وبالعودة الى التساؤل الذي حمل عنوان المقال , نتمنى أنْ تكون الإجابة ,بأنّ النخب السياسية لا زالت الفرصة أمامها كبيرة , وأيضا ما زال الشعب العراقي يتوسم فيهم , بإيلاء إيثار مصلحة شعبهم أولاً , لأنه هو الأولى بالتضحية قبل أيّ شيء آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يوم ملتهب في غزة.. قصف إسرائيلي شمالا وجنوبا والهجمات تصل إل


.. مصر تعلن تدخلها لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام -العد




.. الاحتلال يهدم منزل الأسير نديم صبارنة في بلدة بيت أمر شمال ا


.. حريق بمنزل لعائلة فياض في وسط مخيم جباليا بعد استهدافه من قو




.. بوتين يقيل وزير الداخلية سيرغي شويغو ويعينه سكرتيرا لمجلس ال