الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انبعاث انطولوجيا الشعر العربي المعاصر

رحاب حسين الصائغ

2007 / 8 / 24
الادب والفن


خارج حدود الألم والموت الذي يعيشه العراق، أثناء جولة جمعتني ببعض المثقفين في الموصل ( نينوى) إلى أطرافها الشقية وبساتينها البهية، تحت ظلال شجرة عنب وأوراقها التي تشبه كف طفل تعلم الحبو تواً، جلسنا نتبادل أطراف همومنا اليومية التي لا تنتهي، مازال هناك في هذه الاماكن ينابيع ماء تسير رقراقة في الحقول القريبة، طاف الحديث عن هموم طالت واقعنا المرير، بينما جرجرني فكري لهموم مساوية لدول عربية أخرى، سبقتنا في تآكل همومها دون جدوى، فلسطين، لبنان، السودان، وغيرهم في بقاع وطننا العربي، متسائلة: كيف يمكن تسوية هذه الهموم، الحروب لا تقضي على المشاكل بل تخلقها، إذاً لابد من طريق آخر أكثر تعقلاً وارحم نتائجاً.
تخيلت كتاب (أنطولوجيا الشعر العربي المعاصر) بين يدي أتصفحه، ونقلني لعالم المشاعر التي هي دائماً نار كل حطب، وجمر كل حرارة، كانت نار الشعر التي توقد الاحاسيس وتقرب الانفس وتجفف القروح، كتاب( انطولوجيا الشعر العربي المعاصر) يحتوي شعراء من كل الوطن العربي دون تمييز أوتباين، إلاَّ فيما تحمل أفكارهم وطروحاتهم، يتعبر أول قلعة تبنى للشعر العربي عالمياً، يشرق ذلك الكتاب بوجهه للعالم، معلناً عن وجود ثقافة تحمل شكلاً من أشكال التطهير للمفاهيم السوداء السائدة، فالشعر ليس بعملية عشوائية، والشاعر فيها يمارس عملية الطحن أثناء الكتابة، ليس هو الآلة التي تطحن، بل هو البذور المطحونة، لأن الشعر ليس تعويض للأنا، هو عملية ابداع واستنزاف للفكر والنفس، ويوجد دور كبير لثقافة الشاعر في ربط الافكار الاجتماعية والنفسية والسياسية والاقتصادية والعلمية والنفسية والعقلية، من خلال معايشته وادراكه المسؤولية الواقعة عليه تجاه الحياة، لا يملك ساعة المتعة واللذة إلاَّ حين يوصل أفكاره الانسانية التي غفل عنها الكثير من حوله، محافظاً بها على تاريخ امته للعقول المحيطة به، وللأجيال القادمة من بعده، قديماً اعتبرت الكتابة الشعرية، ضمن العمل الذي يحمل الحكمة، والتنبؤء بالمستقبل، من خلال طرح الشاعر عبر رؤياه المسبقة لخياله الواسع لحظة التأمل في استنباط الامور الجارية بنظرته الثاقبة، ومن ثم اصبح الشاعر ضمن الاسطورة والخرافة، بعد ذلك دخل دائرة سياسة النهضة والتغيير، وليس سياسة السلطة والتسلط، الشاعر عندما يترك القارئ والسامع سارحاً بما تطرحه أقكاره من صور للحياة، إن كانت مرمزة أو سردية فيما يحمل مضمونها، لإيجاد ثوابت للمعاني المطروحة في شعره، وصل الانسان بالعلم للقمر، ووسبقه الشاعر بالوصول للقمر، بخياله وسحر مقاله في الشعر فكان القمر ملهمه وقبلته في ليالي الوجد والعذاب وساعات الشقاء والغربة والالم، الشاعر اول من لفت انتباه العالم لتلك الدائرة المضيئة في كبد السماء، وما يحدث لها من تغييرات لا تنتهي خلال دورانها بين الارض والشمس، مع باقي الكواكب والافلاك، الشاعر أول من بحث في عمق البحر وسطح الارض، وجوانب النفس وخلجاتها مما تعانيه من تضاد وانسجام، بحث في الموت وعلاته، أن ماقام به الشاعر منير مزيد لهو قمة الخلود في ارسائه الصوت العربي الخافت تحت رايات السلطة والنفوذ المتعصب لكل فكر جديد وثقافة نيرة تزخر بها عقول عربية تريد البوح وتصر على البوح رغم كل شبكات الاسكات المصوبة نحوها.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح