الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آدم وابليس استولده امام الله ..نحن حنطناه

سلام فضيل

2007 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


ان رفض ابليس السجود لآدام لحظة خلقه ليكون ابو الانسان الاول ‘ ودخول ابليس في جدل واحتجاج ونقد لما امره به الله وهو السجود لمخلوقه الجديد الذي صنعه من الطين وهو قبله كان قد خلق من النار ‘ فهذه كانت اولى الخطوات التي وضعت في بداية النقد والمحاججة وعدم التسليم بكل ما يصدر
وإن كان من الخالق لمن خلقه ‘ ودارت احداثها امام ابو الانسان الاول نبي الله آدم والذي هو الآخر (تمرد ) وانتقد اوامر منعه من اكل الثمار وإن كان من اجل عيون امنا حواء ‘ فاكل التفاحة ‘ وأخرج من الجنة ليدعنا نواجه الحياة ونملئها حركة وتجددا من خلال النقد .
الذي نقلنا من البدائية والتجوال عرايا وسط الغابات والصحاري ‘ حتى وصلنا الى اكتشاف حركة ومكان الكواكب المعلقة في السماء البعيدة نبحث عن اشياء ومخلوقات نجهل كل شيء عنها ‘ وثورة النبي على آلهة قبائل قومه المصنوعة من التمر والطين . كل هذا جاء نتيجة النقد ‘ النقد الذي يهدم ليبني ‘ فالنبي عندما كسر تمثال الآلهة ‘ كان يمارس النقد الذي يطيح بتلك العادات والتقاليد البالية التي يعتقد اصحابها ‘ من انها نهاية المشوار نحو العلى ‘ وكل محاولة نقدا لها هي كفر يستحق القتل والتشريد .
مثل ما يفعل الارهاب التكفيري بكل الوانه ‘ من تحريم النقد وكتابه الى قتل الاطفال والعمال والطلاب وليس انتهاء بتفجير الفنادق والقطارات بمن فيها من اجل منع النقد وايقاف العقل عن دورانه وتساؤله الدائم عن الانسان واسرار الكون المحجوبة ‘ مثل ما فعل افلاطون وهيغل وماركس ورواد الفضاء الذين عادوا قبل ايام من احد الكواكب المعلقة في السماء .
ان العقل يضمر ويفقد ضرورة وجوده إذا ما توقف في نقطة ما حد الجمود ‘ وكما يقول ابن رشد في اختصاره لجمهوري افلاطون ‘‘إن السبب هو ان مبدأ طاعة السلطان من طاعة الله والدين والحكم تؤامان قد هيمن هيمنته شبه مطلقة على الساحة الفكرية في الثقافة العربية ...والحق ان الضمير الديني الذي هو اصلا متحرر من وزر الخطيئة (خطيئة آدم) قد حمل نفسه وزرا آخر هو الفتنة الكبرى ......قد بررت على الدوام الى الان وحدانية التسلط فكانت مدينتنا الى اليوم مدينة الجبارين ‘‘ (ك-محمد عابد الجابري _نقد العقل العربي -ص-630)).
ان من يشاهد زعماء القبائل والاحزاب في العراق وهم يبتسمون بطرب ويلوحون بايديهم للذين يرددون لهم ذات الشعار التقديسي لحد الموت وإسالة الدماء فداء للقائد الاوحد لتلك القبيلة او الحزب بالرغم من كل المقابر الجماعية والحروب التي صنعها صاحب الشعار قائد النظام البائد بعد تحريمه النقد ؟! عندها سيتأكد من ان النقد مجازفة كبرى ‘ وقبولها لايتعدى السخرية ايا تكن الوجوه .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تونس.. فوز محسوم لقيس سعيد؟ | المسائية


.. هل من رؤية أميركية لتفادي حرب شاملة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الهلال والأهلي.. صراع بين ترسيخ الاستقرار والبحث عنه


.. فائق الشيخ علي يوجه نصيحة إلى إيران وأخرى إلى العرب




.. مشاهد لاعتراضات صواريخ في سماء الجليل الأعلى