الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلافات تبحث عن مصالحة وسط غياب للدور المصري سوريا والسعوديه انصاف مواقف اصابها الشلل

ايمان كمال

2007 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


تتميز العلاقات ما بين المملكة العربية السعودية وسوريا بحالة من التوتر المستمر والذي مر بعدّة أزمات مثل الوجود السوري في لبنان وحرب العراق، ثم وصل إلى ذروته مع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان 2006 حين اعترضت السعودية على مسلك المقاومة اللبنانية بينما أيدته سوريا؛ ليأتي بعدها خطاب الرئيس السوري "بشار الأسد" عقب توقف القتال ليزيد من عزلة سوريا في المنطقة؛ معتبرا أن رؤساء الدول العربية أنصاف رجال، وأن مواقفهم أنصاف مواقف. وبرغم حضور سوريا بعدها للقمة التي انعقدت في الرياض إلا أن هذا لم يقضِ على الخلافات السورية السعودية وبدأت دول الشرق الأوسط تنقسم إلى فريقين: فريق معتدل تمثله السعودية مع مصر والأردن.. في حين مثلت سوريا مع إيران محور دول عدم الاستقرار بالمنطقة من حيث المنظور الغربي، ومحور الشر حسبما تصفهما الولايات المتحدة.

إلا أن الأمور ازدادت تعقيدا بعد تصريحات "فاروق الشرع" وزير الخارجية السوري مؤخرا والذي اعتبر موقف السعودية موقفا مهما إلا أنه أصابه الشلل خاصة بعد غياب السعودية عن الاجتماع الأمني الأخير لدول جوار العراق في دمشق متعمدة عدم الحضور. ولم يكتفِ "الشرع" بذلك بل تحدث عن فشل اتفاقية مكه التي كانت برعاية سعودية ليؤكد شلل الدور السعودي.. بعدها بدأ التراشق عبر التصريحات لتتهم السعودية سوريا بأن الشلل وصف يمكن أن نصف به سياسة "الشرع" موضحة أن كل ما قاله عن الدور السعودي هو أكاذيب ومغالطات!

وبعدها جاء الاعتذار السوري عما صدر من "فاروق الشرع" وزير الخارجية وعدم ردها على التصريحات السعودية.. فهل يمكن أن يتحسن الوضع فيما بين البلدين خاصة وأن القمة القادمة سيكون مقرها دمشق؟ وهل وراء هذه الخلافات أيادٍ خارجية؟ أم أنه مجرد صراع على الزعامة بين سوريا والسعودية خاصة بعد تراجع الدور المصري؟!

المصالحة قادمة والدور المصري غائب!
"عبد العال الباقوري" المحلل السياسي يقول إنه لا يمكن أن نلقي بما يحدث على أيادٍ خارجية، ولكن للأسف الشديد انقسم الشرق الأوسط لمعسكرين: معسكر موالٍ لأمريكا.. ومعسكر تطلق عليه أمريكا النيران، والذي لا يضم سوى سوريا وإيران. ويعتبر "الباقوري" أن هذه الخلافات موجودة منذ سنوات، فمنذ الغزو الأمريكي للعراق هناك دول وافقت على الغزو وساعدت فيه كمصر والسعودية والأردن وهي ما تسمى بالمعتدلة، وهناك دول وقفت ضده مثل سوريا والتي برغم صغرها وقلة سكانها لكنها مؤثرة من خلال موقعها الجغرافي ومجاورتها فلسطين والأردن والعراق ولبنان. ويعتقد "الباقوري" أن سوريا ستحرص على إقامة مصالحات مع السعودية حتى تحضر القمة القادمة في دمشق. وعن الدور المصري في ظل هذه الأجواء المتوترة يقول إن مصر تعبر عن رأي السعودية، حيث إنهما في نفس المحور، ولكن كان يجب أن تأخذ دور الوسيط لتهدئة الأجواء، وهو ما لم تقم به.. فلم تعد مصر تلك الدولة التي لها تأثير حقيقي في الخلافات والتوازنات!

السعودية منفذة الأجندة الأمريكية في المنطقة!
في حين اعتبر "رفعت السيد أحمد" الخبير الاستراتيجي أن ما يحدث هو تنفيذ لأوامر أمريكية للسعودية لافتعال أزمة مع سوريا لتهيئة الأجواء النفسية، خاصة في مصر والسعودية لضرب سوريا؛ معتبراً أن السعودية هي منفذة الأجندة الأمريكية في المنطقة؛ وأن الانتقادات التي قالها "الشرع" يعلم السعوديون أنها حقيقية وموجودة، فتكفي الصفقات التي تقوم بها السعودية مثل صفقة اليمامة وصفقات السلاح مع الولايات المتحدة، و"بندر بن سلطان" وأولاده وعلاقتهم بإسرائيل. والسعودية كثيرا ما تبتلع إهانات من أمريكا وإسرائيل، فلماذا لم تحاول بلع ما حدث من "الشرع"؟! وعن الزعامة بين الدولتين يعتبر أن سوريا لها دور مشرف، فتكفي حمايتها لحماس وحزب الله والصواريخ التي ضربت إسرائيل مرت من أراضيها فهو دور تاريخي سيحسب لها على عكس السعودية!

الدول العربية ليست بحاجة إلى مؤامرة!
وعلى النقيض تماما يرى "صلاح عيسى" رئيس تحرير جريدة القاهرة أننا دائما ما نبحث عن شماعة للخلافات العربية-العربية على المستوى الدولي والإقليمي، ونرجع أسباب الخلاف لأيادٍ خارجية.. في حين أن هذه الأزمة قائمة منذ خروج سوريا من لبنان وانفصال المحور (المصري- السوري- السعودي). فما يحدث من تناقضات داخل الدول العربية هو بسبب سوء إدارة من الطرفين، فالعالم الخارجي كأمريكا وإسرائيل ليس بحاجة لبذل مجهود حتى يوقع بين الدول العربية، فهناك عوامل تاريخية وصراعات مصالح قائمة وعوامل جغرافية تخلق هذه الأزمات، والطرف الخارجي يقف سعيدا بما تؤول إليه الخلافات، في حين اعتبر الصمت السوري في الفترة الأخيرة إزاء التصريحات السعودية أنه مناورة، فسوريا حريصة على ألا تحصل أي تسوية عربية بعيدا عنها حتى لا تكون هي آخر الدول التي تدخل التسويات وتحصل على أقل العروض، فالدافع وراء تطويق هذه الأزمة هو موضوع القمة العربية الذي سينعقد في دمشق، وإذا لم تحضره السعودية فسيكون هناك تأثير سلبي؛ نظرا لدور السعودية الديني والسياسي والإقليمي المؤثر في المنطقة، فالسعودية لديها ثقل كبير في المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس