الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الظلام والحصار في غزة - رداً على مقال الزميل علي جرادات

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2007 / 8 / 25
القضية الفلسطينية


في هذه العجالة، أستغل السويعات القليلة لوجود التيار الكهربائي، لتوضيح بعض الملابسات حول حقيقة الأزمة، سيما وأن الزميل علي جرادات قد صرف جزء من وقته مشكوراً للبحث في أزمة الكهرباء والظلمة في غزة.
في الواقع أنني نأيت بنفسي عن الكتابة في أزمة الكهرباء لا لشيء إلا لكون الكتابة لا تقدم ولا تؤخر، تماماً مثل عشرات المقالات التي كتبت لتلافي ما حدث في غزة من حسم عسكري، وبالتالي، لا أكتب هذه المقالة لكي أوضح حجم المعاناة على الصعيد الشخصي أو العام، بل للرد على سؤال الزميل علي " من يتحمل مسؤولية الظلمة في غزة ؟؟؟! " حيث قام بتحميل الاحتلال مسؤولية انقطاع هذا التيار قائلاً (( وهي - أي إسرائيل - كقوة احتلال، المسؤول الأول والأخير، عما يعانيه الفلسطينيون من الألف إلى الياء، وهذا الأمر لا نقاش حوله، ولا يجب أن يكون، لدى من خاض الصراع مع الاحتلال، وخبره من موقع الاتخراط اليومي فيه لعقود ))، وعلى الرغم من قيام الزميل علي بإغلاق باب للنقاش حول هذه القضية دون وجه حق، غير أنني أعطي لنفسي الأذن بمناقشة ما تخيله الزميل قدراً لا مفر منه، أي مسؤولية الاحتلال عن كل صغيرة وكبيرة في تراجيديا البكاء الفلسطيني، فأتساءل أولاً وقبل كل شيء: ألا تخلو السياسية الفلسطينية من طوباوية أو غائية تعطي إسرائيل كافة الذرائع لتنفيذ هجماتها وسياساتها الانتقامية في كل مرة ؟! فمثلاً، تواصل الاغتيالات وتجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية سببه قذائف الصواريخ التي تهدد الأمن الإسرائيلي فترد إسرائيل على تهديد أمنها بتمزيق أمننا !!
وعلى الرغم من صحة ما قاله الزميل علي حول قطع التيار عن الأسرى بل وإغلاق صنابير المياه، غير أنه لكل حادث حديث، فهل تابع الزميل علي حيثيات قطع الاتحاد الأوروبي لمساعدة الوقود إلى المحطة في غزة ؟ السبب في الواقع أن حماس تقوم بجباية أثمان الكهرباء وهي لا تتحمل أي مسؤولية في نفقات التشغيل، حيث قالت الشركة الإسرائيلية أنها على استعداد لتمويل المحطة بالوقود إذا تم تسديد أثمان الفواتير، ولأن الأوروبيين صرحوا علانية بقطعهم لتلك المساعدات لكي لا تذهب من باب آخر لحركة حماس، فإن السؤال الذي يقفز الآن هو، كيف تتحمل إسرائيل مسؤولية انقطاع التيار، ولماذا لا تتحمل حماس كامل المسؤولية عن ذلك، كونها قامت بجباية أموال ليست من حقها بل من حق الأوروبيين الذين صرحوا أكثر من مرة أن مساعدتهم لقطاع الطاقة في غزة يأتي من باب أن غزة منطقة منكوبة لا يجوز فيها جباية ثمن التيار الكهربائي، فكيف تفعل ذلك حكومة حماس ؟! ثم إذا كانت حماس تتصرف كسلطة يحق لها جباية ثمن الكهرباء، لماذا إذن، لا تغطي حماس للشركة الإسرائيلية ثمن الوقود اللازم لكي تكتمل الدورة التشغيلية ؟! لا شك إذن في أن حماس تتحمل كامل المسؤولية عن الظلام في غزة، وهذه المرة، إسرائيل بريئة من الظلام براءة الذئب من دم يوسف.
على أي حال، مازالت فرضية مسؤولية الاحتلال عن حالة البؤس التي نعاني منها، تخيم على عقول معظم المحللين الفلسطينيين والعرب، باعتبارها فرضية مقدسة لا يجوز الاقتراب منها أو المساس بها، ولماذا لا يكون العكس مثلاً ؟؟ نحن الذين رفضنا التقسيم وأوصلنا الأمور إلى حدود إما نحن وإما هم فحدثت حرب 48 وتم تهجير 531 قرية وافتعلنا نحن الحرب التي انتهت بالنكبة. ألم يقم الزعيم ناصر بإغلاق مضائق ثيران فضاعت سيناء والضفة وغزة والجولان في 6 ساعات ؟! ألم يقم صدام باحتلال الكويت فأضاع العراق ؟! لماذا نواصل إطلاق القذائف على إسرائيل ثم نبكي لضياع مئات الدونمات من الثروة الزراعية ؟؟؟ الآن سأترك للزميل جرادات وللقراء الأعزاء معرفة المسؤول الحقيقي عن حالة الحصار الخانقة التي تعيشها غزة، بل للإجابة على مسألة أشد وطأة: ما هي ثمار الكفاح المسلح الفلسطيني منذ العام 48 ولحتى الآن ؟! لماذا تفشل ثورات الشعب الفلسطيني ونتمنى في كنهاية كل مرحلة العودة إلى المرحلة السابقة بلا جدوى ؟ الأرض تضيق والسماء تضيق والناس بلا عمل، يزحف الجوع في غزة كالأفاعي ولا شيء سوى أن نلوم الاحتلال من الألف إلى الياء، أما نحن وطرائق تفكيرنا في طبيعة الصراع فليس لها أي دور، لماذا يزخر تاريخنا بالهزائم والانتكاسات والنكبات والفجائع ؟! أخيراً، ألا يكفي أولئك الرافضون للاعتراف بقوة الاحتلال كقوة موجودة على أرض الواقع، أن جيوبهم مليئة بالعملة الإسرائيلية، وأنهم عند الشراء يفضلون المنتج الإسرائيلي على المنتج المحلي ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التونسي قيس سعيد يحدد يوم 6 أكتوبر موعدا للانتخابات ا


.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويعلن تحقيق انتصارات على




.. حادث طعن في مجمع تجاري في #كرمئيل شمالي #إسرائيل حيث جرح 3 أ


.. يائير لابيد: على الجيش احترام قرار المحكمة وتنفيذ قانون التج




.. المبعوث الأميركي آموس هوكستين يعقد محادثات جديدة في باريس بش