الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غيفارا قائداْ ورفيقاْ وشهيدا ، في الذكرى 36 لاغتيال تشـي

ميشيل الشركسي

2003 / 10 / 11
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


من التاريخ القديم أن:( محمد بن ابراهيم الحسني وقف على امرأة تلتقط التمر من التراب ، فسألها عما تفعل . فأخبرته أنها أرملة ولها بنات وليس لها ضامن . فهي تلتقط التمر الذي يتساقط من الأحمال وتذهب به الى بناتها حتى يتعشوا به . فبكى محمد بكاءْ مراْ وقال لها: أنت وأمثالك تخرجوني غداْ حتى يسفك دمي . وأعلن العصيان على الدولة ومات شهيداْ ).

هذا ما كرره في القرن العشرين الطالب الأرجنتيني المتفوق في كلية الطب ، والآتي من بيئة ميسورة "أرنستو تشي غيفارا " بعد أن ساح على دراجته النارية في أقطار أمريكا اللاتينية وتحسس بعينيه الثاقبتين الهادئتين وقلبه الدافئ المآسي والظلم والقهر لدى الغالبية العظمى من بناتها وأبنائها ، فتوصل الى الماركسية واتخذها مبدأْ ومرشداْ لحياته ، حتى مات والسلاح في يده . لقد قتل في ساحة الوغى ضد الامبريالية وهو يصارع لأجل قضية عادلة اختارها طوعاْ واستشهد من أجلها ، وهي قضية الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية لكل شعوب الأرض .

لقد كان تشي غيفارا شيوعياْ بالوعي أكثر مما كان شيوعياْ بالايمان ، ومبادئ ماركس ولينين لم تكن بالنسبة له نصوصاْ مقدسة ، بل مرشداْ للعمل والنضال . فالماركسية كفلسفة وعلم ليست معادية لرأس المال فقط ، بل للدولة الاشتراكية التي تقمع المنتجين بالاستناد الى الملكية العامة لوسائل الانتاج .

ان غيفارا لم يستشهد دون مقابل ، بل ان وراءه ارثاْ من البطولة والموقف الصادق مع النفس ومن الفكر المبدع سيبقى خالداْ ومتواصلاْ عبر الأجيال وهذا ما أثبته الزمان ، فلم يزده الموت الا خلوداْ وتوغلاْ في وعي الجماهير . ولعمري لم أجد في التاريخ الحديث من حظي باحترام وحب واعجاب الناس من كل المشارب والاتجاهات مثل غيفارا .

ان صورة هذا المناضل الأممي ترفع وتباع وتوزع في الساحات والشوارع في أطراف الأرض الأربع بل حتى أمام البيت الأبيض في واشنطن ! .

الشخصيات التاريخية بشكل عام هي شخصيات مثيرة للجدل ويرجع ذلك الى موقعها المتفرد الذي تؤثر من خلاله في التاريخ المحلي والعالمي ان في حياتها أو في مماتها . لكن الشخصية التاريخية ترتهن أيضاْ بانسان ، بما يتصل بمقومات سلوكه الفكري الذي يجسد أخلاقياته العملية كفرد ، وهو ماكانه غيفارا الذي أمسك السلطة بيديه وتركها بعد ذلك بهدوء وانسحب لتكملة واجبه الثوري ( وهذه من الأمثلة النادرة في التاريخ ) المليء بأمثلة أخرى عن تحول الثوار الى لصوص وطغاة .

لقد مرت ست وثلاثون سنة على اغتيال المناضل المثال كما غنّى الشيخ امام ، ست وثلاثون سنة مرت على تلك اللحظة حين عرضوه مسيحاْ أرجنتينياْ مسجّى على الخشبة ، وأحلف لكم أن المسيح الفلسطيني " يسـوع " ــ الشيوعي الأول ــ  قد ظهر لغيفارا في زوبعة المعارك في جبال بوليفيا وباركه بيده ..   

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بذكاء وتخطيط محكم نفذ اكبر سرقة بنك في بريطانيا


.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????




.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر


.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن




.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس