الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التيار ا لقومي العربي _ من العلمانية الى الدين _ولادة جديدة

مازن قاسم

2003 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


                               
ولد التيار القومي العربي من رحم الصراعات الدينية والطائفية في لبنان و بلاد الشام وكان ابرز قادته ورجاله شخصيات غير مسلمة لذلك نحى منذ بداياته منحا علمانيا,, فهو تيار علماني طفى على سطح الاحداث في مرحلة مهمة من تاريخ المنطقة , حيث التحولات الاقتصادية على 
صعيد المنطقة والعالم وانتقال الاقتصاد العالمي الى مرحلة جديدة مع بداية صراعات القوىالامبريالية العظمى واندفاع الحركات البرجوازية والبرجوازيات المحلية للتخلص من سلطة الدين ,,ثم الحروب الطائفية والدينية التي وجدت بالفكر العلماني طريقا لاطفاء نارها..وبعدها دمغت الثورة البلشفية في روسيا بطابعيها العلماني والاشتراكي التيار القومي العربي بمجمله  , وضل هذا الطابع هو ما سبغ معظم تاريخه , وحتى حينما انقسم هذا التيار الى يمين ويسار فان الاخير انحرف اكثر نحو الاتحاد السفيتي والشيوعية اما الاول فقد تمسك بعروبته وكان له نفس المواقف تقريبا من الاحزاب الدينية والاسلامية التي ظهرت في تلك الحقبة وبطابع فقهي ولم تكن بالاساس تستند الى قاعدة اجتماعية تذكر لان اعضئها ومؤيديها كان معظمهم من رجال الدين وطلبته وقد توج ذلك الصراع  والعداء بضرب الناصرين للاخوان المسلمين وتصفيتهم في عقد الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن المنصرم , ولم يكن ذلك قد اثر على الشارع العربي قطعا والذي لم يكن لهم بين صفوفه قاعدة اجتماعية  تذكر  ,,ذلك الشارع الذي كان الصراع يدور فيه  بين اتجاهين وايديلوجيتين علمانيتين , حيث كان ينقسم الى قومي عربي يدعي الاشتراكية وهو دون شك علماني, واشتراكي شيوعي......اما القضية الفلسطينية فقد كان طابعها الطاغي هو قومي بالرغم من ان القدس كانت تمثل مكانا مقدسا وكعبة من كعاب المسلمين ورغم ان عدو العرب القومي الاكبر   ,المتمثل بالحركة الصيهيونية اليهودية , كان طابعها وايديلوجيتها قومي ديني , الا ان الراية التي ضلت اكثر شموخا في ذلك الصراع هي راية القومية العربية , وضل الوازع القومي لسنين طويلة هو ما سبغ القضية الفلسطينية حتى مرحلة متقدمة جدا من تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي....الا ان ظهور حركات وقوى الاسلام السياسي التي تناسلت في درجات الحرارة الملائمة والبيئة التي انتجتها الحرب الباردة  والتي تمخض عنها حكومات وقوى اسلامية في ايران وافغانستان وحركات وقوى اسلامية اخرى تتفاوت درجات اسلمتها , افكارها وانتمائاتها ..وكذلك استمرار الصراع العربي الاسرائيلي على نفس الوتيرة وفشل الحركات القومية العربية في تقديم الحلول المناسبة او احداث اي تقدم او نصر يذكر على صعيد القضية الفلسطينية ,  دفع بالحركات الاسلامية الى السطح دامغة طابع القضية بطابع اسلامي تدفعها وتساندها حكومات مثل ايران والسعودية  فضهرت على الساحة  احزاب وحركات مثل , حزب الله وحماس  والجهاد الاسلامي وغيرها ,وهي مسلحة بايديلوجيات البلدان التي تدعمها وسلاحها...ومع انهيارالكتلة الشرقية و سقوط صرح الاتحاد السوفيتي الذي استفاء بضله الكثير, وانكشاف عري   الكثير من الجهات , احزاب وحكومات وتجمعات فكرية ,وخوائها, دخل تأريخ الحركة القومية العربية منعطفا جديدا , حيث بدأ ت ملامحها تتضح من  خلال ترسيخ فكرة الدولة القطرية والتنازل  عن شعار الوحدة العربية في ضل اقتصاد قوى ورأس مال ( نقدي )استطاع في السنين الماضية ان يلعب دورا مهما في حركة الاقتصاد العالمي. حيث وجدت نفسها على راٍس محك مع حركة السوق والاقتصاد العالمي وبانها قوة اقتصادية ومالية لا يمكن اهمالها او الاستهان بها على صعيد المنطة والعالم وهكذا تبنت اجندة جديدة وخطت خطوات بعيدة عن طريق التيار القومي التقليدي وهي اكثر قدرة على المماطلة والعب على اكثر من اتجاه الا ان لها وجهان يكادان يكونان واضحان الاول , دعم الفكر الديني الاسلامي على اعتبار انه يمثل هوية الامة  وما يترتب على ذلك من دعم للحركات الاسلامية المسلحة ثم السير مع تيارات الاصلاح والانفتاح على العالم الغربي مع الحفاض على الخصوصية الاسلامية التي هي احد اهم اركان هوية الامة ,,  ولم ينجرف القوميون التقليديون اليمينيون مع هذا التيار فحسب بل حذى حذوهم الكثير من الاحزاب والحركات  والتجمعات والشخصيات التي كانت يسارية او محسوبة على اليسار حتى الماضي القريب .. وهكذا انطلقت حركة جديدة لتيار القومية العربية , ليس فقط بعيدا عن  خط التيار التقليدي الذي انزوى الى ابعد حد , بل انه يمثل ولادة جديدة ومختلفة تماما ,, تيار لا يؤمن بالوحدة العربية , لا يسعى لتحقيقها لانها لاتتطابق مع مصالح قواه واطرافه وايضا لا يؤمن بالاشتراكية بل انه جزء من اقتصاد السوق ثم انه ليس علمانيا بل ان ما يميزه هو هويته الدينية,,,تيار مختلف بايديلوجيته , بسياساته ,توجهاته واقتصاده , يجد في الدين قوته وسلاحه ( الذي يحارب به عن بعد ) وانتمائه ,, الذي اضحى الاهم في دائرة الصراع الراسمالي العالمي بعد ان اصبح الاسلام ( المتطرف والارهابي او المعارض لسياسات الغرب ) هو القطب او الند الاول للقوى العظمى وللغرب .....( مازن قاسم )
  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز