الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتفاق الرباعي.. التشكيك المسبق

عمران العبيدي

2007 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


اغرب مايجري في العملية السياسية العراقية هو اسلوب الهجوم المستمر واستباق الاحداث والنتائج هذا اذا ما اضفنا اليه عامل التشكيك المستمر والذي اصبح احدى السمات المميزة في التعاطي مع الطرف الاخر وتحليل مواقفه وفقا لعامل سوء النية وليس العكس وبتنا لانأخذ مواقف الاخرين على المحمل الحسن مطلقا .
هذا الذي ذكرناه كان واضحا في التصريحات النارية والتوصيفات التي اطلقتها بعض الاطراف ضد الاتفاق الرباعي الذي جمع بين اربعة احزاب لايختلف احد على أنها تمتلك الثقل المهم في العملية السياسية العراقية ولم تشفع للموقعين تذكيرهم للاخرين أن الاتفاق ليس ضد احد والساحة مفتوحة لمن يؤمن بالعمل الديمقراطي والتحول الجاري على الساحة العراقية ، لذلك ليس من المستغرب ان تصدر توصيفات من بعض السياسيين واجهزة الاعلام والفضائيات والتي تصف الاتفاق بـ ( اتفاق الطائفيين) او (اتفاق شيعي – كردي) او(السنة العرب خارج الاتفاق الشيعي – الكردي) وغيرها من تلك العبارات التي يشم منها رائحة التأجيج الطائفي والسياسي وكأن العملية موجهة ضد هذا الطرف او ذاك .
هذا من ناحية ردود الافعال اما من ناحية رؤية الاتفاق من زاوية اهميته ودواعيه فإن البعض يرى ان الاتفاق ليس فيه جديد من ناحية الاطراف الموقعة عليه متناسيا ان الاتفاق قد بعث برسالة شديدة الوضوح الى جميع الاطراف التي سعت ومازالت تسعى من خلال وجودها في الحكومة او البرلمان الى عرقلة العملية السياسية مفادها ( اننا ماضون في العملية السياسية الديمقراطية ولا مجال للعودة الى المربع الاول ) .
البعض من السياسيين لم يكلف نفسه حتى في التواجد في بغداد ليشارك في العملية السياسية منذ ظهور نتائج الانتخابات بعد عدم تمكنه من الحصول على مكسب او منصب قوي في الحكومة بل كان مقره خارج العراق ليعطي نفسه الحق في تقييم العملية السياسية والهجوم عليها ، في جميع الاحوال فهو من زاويته لايرى فعلا جيدا للحكومة ،واعطى لنفسه الحق في نسف الاتفاق قبل ان يقرأ مابين السطور ولم يترك لنفسه الوقت لرؤية النتائج سلبا او ايجابا وكأنه عالم في الغيبيات وهو الذي يحتفظ في ذاكرته بمفهوم واحد للمعارضة يقترن بأسلوب مخالفة الآخر وليس استحسان الفعل الجيد وانتقاد الاخطاء وتأشيرها .
وفي عودة للإتفاق الرباعي نجده قد وضع النقاط على الحروف وقطع الطريق على الذين وضعوا نصب اعينهم هدفا واحدا هو اسقاط الحكومة ،(سواء عملت جيدا او لم تعمل )،علما ان الركون الى الاستحقاق الانتخابي الذي يفهم من فحوى الاتفاق إن فشلت حكومة الوحدة الوطنية لايعد خللا في العملية الديمقراطية بل على العكس من ذلك هو الطريق الاكثر مثالية لإخراج العراق من حالات الجذب والشد المستمرة بين الاطراف السياسية المؤتلفة في الحكومة شكلا وليس مضمونا وعلى الاخرين الذين لاتتفق رؤاهم مع الموقعين على الاتفاق اللجوء الى البرلمان في اسلوب عارضتهم فهو طريق الديمقراطية الحقيقي ان كانوا يؤمنون حقا بالديمقراطية !!! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصور المفبركة.. سلاح جديد في حرب الإعلام بين حزب الله وإسرا


.. الجيش الإسرائيلي يؤكد مقتل حسن نصر الله وقياديين آخرين في حز




.. اللبنانيون ينصبون خياما وسط بيروت هربا من قصف إسرائيلي مكثف


.. هل شاركت الولايات المتحدة في العملية الإسرائيلية ببيروت؟ وزي




.. عاجل | رئيس الأركان الإسرائيلي يكشف كيف تم اتخاذ قرار اغتيال