الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكي نوِّجع جنبلاط وجعجع : لنضرب طه حسين وأدونيس

سامي العباس

2007 / 8 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تحت هذا العنوان (غزير تكرّم أرنست رينان:‏ استشراق الوطنيّة اللبنانيّة ) بق : أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا أسعد أبو خليل كل مالديه من بحص ..ولا أظن أن المناسبة التي استفزته الى هذا الحد تستحق إطلاقه النار بكل هذه العشوائية على رموز للتنوير عرب هم كل مالدينا من فوانيس في هذا الديجور الذي تصنعه للعالم العربي –الاسلامي ظاهرة الاسلام السياسي الفالتة من عقالها . والتي يتحمل الغرب جزءا من مسؤولية انفجارها على هذا الشكل من العنف واليباس العقلي . لكنها تبقى ظاهرة عربية –إسلامية, لم تنطلق من فراغ ,ولم يبذرها في ربوعنا مريخيون عابرون ..فالفضاء العقلي للعرب والمسلمين المغلق منذ ستة قرون هو مصدر "تلك الرائحة". بالإذن من صنع الله ابراهيم .ولئن رافق محاولات فتح هذا الفضاء على الحداثة العقلية التي نقلت راياتها الى الغرب في نفس التوقيت الذي طويت فيه عندنا ..لئن رافق ذلك ميل الغرب للهيمنة علينا, فذلك من طبائع الأشياء..وهات لي ياأستاذ العلوم السياسية فردا أو جماعة لم يستخدم تفوقه العقلي للسيطرة على من حوله ..كل قفزة في المعنى ستلد ميلا للهيمنة ..ولكن هذا ليس محورالخلاف كما أظن .. بل قد يكون في هذا السؤال المفتوح منذ قرنين :
كيف نرتب بيتنا الداخلي كعرب ومسلمين وننهض من الوهدة التي اكتشفنا أنفسنا فيها ؟
- عن طريق التعلم من الآخر المتفوق معرفة والميال في نفس الوقت للهيمنة , بغية ردم الهوة المعرفية الى المستوى الذي يسمح بلجم إرادات الهيمنة لديه ؟ فالمعرفة قوة كما يعلم الأستاذ .
- أم باجترار ما تجاوزته المعرفة في سيرورتها التي فارقتنا الى الضفة الأخرى كما يقول ابن رشد (1198 م )متأسفا ؟
ولكي لانبقى في سياق العموميات سيما والخلط الشديد للأوراق الذي أحدثه التدخل الأمريكي العسكري في منطقة تتعيش ممانعة الحداثة فيها على كره الوجه الآخر للغرب ( وجه الهيمنة ).و لنخطو خطوة في النقاش ونطرح هذا السؤال :
هل نسحب تحت ضغط التحدي الخارجي الأمريكي حاليا مرجعيتنا الفكرية من بين يدي طه حسين وعلي عبدا لرازق وأد ونيس وذلك لتأثرهما بالاستشراق الذي استفزك تقليبه النقدي في التراث الإسلامي لكأنه لم يفعل ذلك بالمسيحية حتى أزاحها من حلق التطور العقلي للمجتمعات المسيحية , ونعطيها ( أي المرجعية ) الى الشيخ قرضاوي ومن سبقه من فقهاء التد اوي ببول البعير ( كأنتي بيوتك إسلامي مضمون ومجّرب ) يشفينا في الدنيا ولا يضرنا في الآخرة ؟
أفهم أن تكون للأستاذ أسعد أبو خليل ملاحظاته على سياق للحداثة في لبنان شوه فيه التنافس الطائفي وجهها وحولها الى مكسر عصى لهذا الفريق السيا سي الديني أو الطائفي أو ذاك . إلا أن هذا لايعفيه من ضرورة التحوط من الانزلاق استراتيجيا نحو فريق لب مشروعه يتشكل من ( فقه النكاية بالغرب )..
لم يكتب طه حسين في الشعر الجاهلي خدمة للغرب ومخططاته للهيمنة . بل توسيعا لفضاء عقلي نبت العشب على دمنته. وتراكمت خارجه الأسئلة .وليس الثابت والمتحول لأدو نيس إلا دلواً من دلاء كثيرة تجرب أن تنزل في هذا الجب العميق للتراث الإسلامي .لم ينهض التنوير في أوربا على العاتق الفردي لهذا المفكر أو الفيلسوف ..نهضت به ورشة من الفلاسفة والمفكرين والشعراء ورجال الدين المصلحين ..الخ .ولئن جانب الصواب أو اعترى النقص المقاربات النقدية للدين ,سواء في الغرب طيلة القرون الخمسة الأخيرة, أو في الشرق في القرنين الماضيين ..فالعمل الجماعي وحرية البحث وارتفاع هرم العلوم الوضعية كفيل بالتصحيح ..يمكن مساجلة أدونيس في هذا الاستنتاج أو ذاك أما بتر النقاش , بما درجت عليه النخب المتسلطة على كل شيء من "فن الطبخ الى فن مقارعة الامبريالية",وتوزيع تهم العمالة للغرب بكل هذا الكرم ,فلا طائل تحته ..أما حديثه عن أثر "الفكر الاستشراقي بوضوح في خطاب 14 آذار (وأحياناً في فكر 8 آذار عندما يكثرون الحديث عن ‏الحضارة وعن الرقي)." واستخلاصه أن " في هذا الكلام محاولة لإرضاء الرجل الأبيض أو لتقليد المستعمِر". ففيه عنصرية مقلوبة وأ ستخدام سياسي لظاهرة التأثر بالمتقدم حضاريا . مستفيدا من اقتران التفوق الحضاري الراهن بالتفوق في القوة العسكرية لاكما تفارقا كثيرا في الماضي .. وما الربط بين التأثر و الخنوع الذي يحاوله الاستاذلاستنهاض الحمية البدوية فينا ,إلا تذاكيا في غير محله ..فقد استعْمَرنا( مبني للمجهول ) قبل ذلك من المغول والأتراك ولم نقدم على تقليدهم بالطريقة التي نقدم فيها راهنا على تقليد الغرب ..إن الهبوط بالخطوط الاستراتيجية للصراع الدائر منذ قرنين بين الحداثة ومعوقاتها الأيديولوجية والسسيولوجية الى مستوى الحرتقات التي طبعت يوميات السياسة اللبنانية , فيه تضييع للبوصلة ..أما حشر ديكارت في تقلبات المزاج الجنبلاطي , بصيغة تموه على القارئ من المقصود بالشتيمة. جنبلاط أم ديكارت أم كلاهما ؟ فهو تمويه مقصود من أستاذ للسياسة يقعد في حضن الديكارتية وينتف في ذقنها ..أما بصدد رينان الذي حولته النخبة الثقافية العربية- بعد أن عقمت نفسها من الليبرالية بمضادات حيوية قومية وإسلامية وماركسية ايديولوجية – الى دريئة للتدرب على التقويص,فإني أحيل الاستاذ الى النصّ الحقيقي والكامل للمناظرة بين رينان والأفغاني ترجمة د. محمد الحداد على موقع الأوان .ليقيس مسافة التراجع عن المستوى من التفهم والعقلانية التي تحاور بها كل من الأفغاني و رينان "قبل ماينوف على قرن" ..ومرة ثانية إن جر رينان وبنفس التكنيك المتبع مع ديكارت الى المغطس اللبناني يفلح في إشباع الرغبة بكتابة مقالة خفيفة دم لصحيفة يومية.لا مساهمة جادة في التنوير من قبل استاذ جامعي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا