الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خان وأخواتها

جلال عامر

2003 / 10 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

على صحيفة الحاله العاطفيه لأى قلب يكتب الزمن وقائع الخيانه والمهانه وإنعدام الأمانه بين الأحبه والأصدقاء... خيانه بثمن أو بدون ثمن... بسبب أو بلا سبب... فهناك خائن لطمعه وهناك خائن بطبعه... "خاين بك" هو اللقب الذي أطلقه المصريون على المملوك "خاير" الذي رعاه ورباه "قنصوه الغورى" ثم عينه حاكماً لحلب فسلم مفاتيحها للعثمانيين وكان دليل جيوشهم إلى قلب القاهرة... مثلما حدث فيما بعد وكان "سلطان باشا" رئيس مجلس النواب المصرى هو دليل الإنجليز إلى قلب القاهره... عندما ضاقت الدائره على "طومان باى" لم يجد أمامه سوى شيخ العربان "حسن مرعى", كان "حسن مرعى" قاطعاً للطريق فلما أودع السجن كتبوا على قيده الحديدى "من القبو إلى القبر" لكن "طومان باى" هو الذي أطلقه وحرره... فكان طبيعياً أن يتجه إليه في محنته... فسافر إليه حيث مضارب قبيلته في البحيره... أستقبله "حسن مرعى" مرحباً ثم أستأذنه ليحضر له طعاماً فأحضر له عساكر العثمانيين الذين أخذوه وأعدموه... وهو ما يذكرنا بما حدث لأدهم الشرقاوى, على إختلاف رأينا في شخصه, عندما سلمه للقتل أعز أصدقائه "أبو العلا" في قرية "زبيده" بإيتاى البارود في إحدى أمسيات صيف عام 1920 و"أبو العلا" هو الإسم الحقيقي لمن أصرت الروايات الشعبيه على إطلاق إسم "بدران" عليه... وهناك وقائع يصعب أن تصنفها تحت بند "خان" هى فقط من أخواتها... نكران جميل أو وجهة نظر غامضه يصعب تفسيرها... كان الفريق "الليثي ناصف" قائد الحرس الجمهورى هو الذي حسم الصراع لصالح السادات في أحداث مايو 71 ضد رفاقه وبعد أن أستقرت الأمور بأيام كان يدخل مكتب السادات لعرض بعض الأمور عليه عندما فوجئ الفريق الليثى بالسادات يصرخ في وجهه محتداً:- "جرى إيه يا ليثى... إنت داخل عندى وسترة الأفرول بره البنطلون؟!" وهى ملحوظه قد تكون مقبوله إذا قيلت لجندى مستجد نطلب منه أن يهتم بهندامه. فشعر الرجل بغصه وإنصرف وأصابه المرض ولم يطل إنتظاره لقرار عزله ثم سقط فيما بعد من الدور الثالث عشر في أحد بنايات لندن "ستيوارت تاور" وهو المبنى الذي سقطت منه سعاد حسنى فيما بعد... والعزل كان مصير كل من ساند السادات في هذه العمليه, محمود فوزى وممدوح سالم والفريق صادق ومحمد حسنين هيكل... في زياره "لمصطفى النحاس" رئيس الوزراء المصرى وزعيم الوفد لباريس قابله الشاعر المناضل المنفى إلى باريس وقتها "محمود بيرم التونسى" وعرض "بيرم" على "النحاس" مشاكله وآلامه في الغربه... فأمره "النحاس" بالحضور إلى مبنى السفاره المصريه في الخامسه من مساء اليوم التالى ووعده خيراً... في اليوم التالى توجه "بيرم" متفائلاً إلى مبنى السفاره حيث وجد البوليس الفرنسى ينتظره بإيعاز من "النحاس" الذي أتهم "بيرم" بأنه إرهابى يهدد حياته مجاملة للملك... وقبل أن تظهر عارضة الأزياء الشهيره "ناعومى كامبل" كانت "كوكو شانيل" هى أشهر عارضة أزياء في أوروبا وكانت تمتلك قاعات عرض يلجأ إليها أشهر بيوت الأزياء في أوروبا وعلى رأسهم "بيير كاردان"... إلتقطت "كوكو شانيل" إحدى المومسات حيث هذبتها وصنعت منها عارضة أزياء رشيقه وجميله وعلمتها سلوكيات الطبقه الراقيه... والذي حدث أن أميراً عربياً ثرياً أعجب بها فأخبرته "كوكو" أن تلميذتها عريقه النسب وأنها أميره نمساويه تنتمى إلى إحدى الأسر الملكيه النمساويه... فزاد إعجاب الرجل بهذه الأميره المزيفه وأصر على الزواج منها حيث تكفلت "كوكو" بتعليمها سراً سلوك الأميرات وبنات الملوك... وتزوجها الرجل في حفل أسطورى وسافر معها... وبعد سنوات قابلتها "كوكو شانيل" في أحد العروض فأتجهت إليها سعيده لتحييها فسألتها التلميذه بترفع عمن تكون؟ فقالت المرأه مندهشه:- "أنا كوكو" فقالت الأميره المزيفه وقد بدا عليها الإنكار وعدم المعرفه:- "كم أنت جميله يا كوكو", ولم تمد يدها لتحيتها وأنصرفت... إلتقط "كاسيوس كلاى" -"محمد على" فيما بعد- أحد الزنوج ويدعى "لارى هولمز" ليستخدمه كدميه يتدرب عليه نظير بضع دولارات في الساعه... كان "كلاى" أسطوره وكان يحوم كالفراشه ويلدغ كالنحله وكان مقدراً لهذا الزنجى المجهول أن يلدغ هذه النحله وأن يحطم الاسطوره... فقد عرف من التدريب المستمر مع "كلاى" نقاط قوته وضعفه فتقدم بعد فتره إلى الإتحاد الدولى وطلب لقاء تحدى مع "كلاى" وتم اللقاء فعلاً وإنهزم "كلاى" بالضربه القاضيه الفنيه الوحيده في حياته وكانت أخر مبارياته ونهايه أسطورته إذ أنه عندما إلتقط "هولمز" من الشارع كانت نهايته كنحله وبدايته كدبور زن على خراب عشه... وقد قدر لى أن أشهد هذه المباراه في مطلع الثمانينيات على الهواء فجراً وقد بكيت مثلما فعل كثيرون على ما حدث "لكلاى" في هذه المباراه... وقد يأتى نكران الجميل ضمن منظومه نفسيه تريد إنكار صفحات سوداء من تاريخ الإنسان... في بدايات الثوره – وهذه قصة معروفه لكثير من السكندريين- كان يجلس بواب نوبى طيب على دكه أمام إحدى عمارات الشاطبى وبجواره إبنه وكان الأب يحاول إقناع إبنه بترك الدراسه والتفرغ للعمل معه فظروفهم لا تحتمل أعباء الدراسه... فإستمع لحديثهم بالصدفه أحد أثرياء العماره والذي كان يسمونه "الباشا" الذي تعهد بالصرف على الغلام ورعايته... وفعلاً بر الرجل بوعده كما ساعدت الغلام مجانية التعليم التى أعلنها عبد الناصر وقتها فتخرج من كلية الحقوق حيث ألحقه "الباشا" بالعمل في مصلحة الجمارك... وبعد سنوات وصل بإجتهاده ليكون وكيلاً لوزارة الماليه ورئيساً لمصلحة الجمارك ثم أحيل إلى المعاش بعد حياه حافله ورائعه ليقضى وقته في شتيمة "الباشا" و"عبد الناصر" وأبيه الذين أضاعوا عليه دكة العماره... في إحدى الحفلات جلس الأديب الإنجليزى الأشهر "جورج برنارد شو" إلى جوار إمرأه حسناء متزوجه فهمس لها:- "هل تقضين معى ليله بمليون جنيه إسترلينى؟", فلم تتردد المرأه وقالت بسرعه على طريقه نواب الشعب:- "موافقه", فعاد "برنارد شو" وقال لها:- "هل توافقين أن تكون هذه الليله بعشرة جنيهات فقط؟"... فقالت المرأه بعصبيه:- "حضرتك فاكرنى مين؟", فقال "شو":- "سيدتى... نحن عرفنا وتأكدنا من تكونين, نحن فقط نختلف على الثمن" والمعنى واضح, أن الخيانه موجوده دائماً والذي يختلف هو الثمن... فرق أسعار يعنى... فقد تم تسليم السيد المسيح بواسطة "يهوذا" بثلاثين قطعة فضه وتم تسليم "عدى" و"قصى" بواسطة "نواف" بثلاثين مليون دولار... والشاعر يقول:

"أحذر عدوك مره/ وأحذر صديقك ألف مره/ فلربما أنقلب الصديق/ فصار أعلم بالمضره"

و"الإمام الشافعى" كان حاسماً في وضع مواصفات الصديق إذ يقول:

"لا خير في خل يخون خليله/ ويلقاه من بعد الموده بالجفا/ سلام على الدنيا إذ لم يكن بها/ صديق صدوق صادق الوعد منصفاً"

والذى يخون أمته "جاسوس" والذي يخون وظيفته "مرتشى" والذي يخون إرادة الناس "مزور"... أما رجال الأعمال الذين خانونا وأطعمونا الكلاب وسرقوا مدخراتنا, فإن حديثهم مع بعضهم ينصب على عدم خيانة العيش والملح وهم في هذا يتحدثون عن بداياتهم قبل أن يتخلون عنها ويتجهون إلى الكيك والنيفه تاركين للناس العيش الجاف الحاف والملح المر المغشوش... وعلى كثرة حكايات الخيانه ونكران الجميل نجد ندره في حكايات الوفاء... وإن كان الوفاء موجوداً بدليل معرفتى لأكثر من بنت إسمها "وفاء".

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتلال يمتد لعام.. تسرب أبرز ملامح الخطة الإسرائيلية لإدارة


.. «يخطط للعودة».. مقتدى الصدر يربك المشهد السياسي العراقي




.. رغم الدعوات والتحذيرات الدولية.. إسرائيل توسع نطاق هجماتها ف


.. لماذا تصر تل أبيب على تصعيد عملياتها العسكرية في قطاع غزة رغ




.. عاجل | القسام: ننفذ عملية مركبة قرب موقع المبحوح شرق جباليا