الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الركعه زغيره والشك عريض

خليل الجنابي

2007 / 8 / 27
كتابات ساخرة



لم يعُد خافياً الوضع الصعب الذي تواجهه حكومة السيد المالكي , بعد أن إنفض عنها الحلفاء الذين جاءوا بها إلى قمة الساطة وارادوا منها أن تكون بهذا الشكل أو ذاك أداتهم الطيِّعة , ونتيجة للمصالح الذاتية الضيقة والصراع على مراكز النفوذ دبَّ الخلاف بين مكونات الإئتلاف الشيعي وجعلت أحدهم يستهدف الآخر إلى حد التصفية الجسدية . إن الشرخ أتسع ( طولاً وعرضاً ) , بإنضمام جبهة التوافق السنية اليه الى جانب القائمة العراقية بإستثناء الحزب الشيوعي العراقي الذي إعتبر أن السعي من أجل تقويم مسار العملية السياسية برمتها يجري من داخلها وليس من خارجها , وتركها معلقة في الهواء تتقاذفها الرياح .
إن الموقف الأمريكي الجديد من حكومة المالكي والذي جاء على لسان الرئيس ( بوش ) والداعي الى تنحيته لعدم أمكانيته من إنجاز مهمته على الشكل المطلوب رغم أنه عاد في اليوم التالي ليناقض أقواله , وكذلك تصريحات السفير الأمريكي في العراق ( رايان كروكر ) من أن دعمهم لحكومة المالكي ليس إلى ما لا نهاية ( وليس شيكاً على بياض ) , كما إنضم السناتور الأمريكي النافذ ورئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ( جون ورنر ) الذي عاد مؤخراً من زبارته للعراق إنضم الى الحملة الداعية إلى تغيير المالكي , كما أدلت المرشحة الأبرز عن الحزب الديمقراطي للإنتخايات الرئاسية الأمريكية المقبلة ( هيلاري كلينتون ) بأن ( على مجلس النواب العراقي إختيار شخصية تجمع العراقيين وليس تقسمهم لشغل منصب رئيس الحكومة ) , كما صدر تقرير إستخباراتي أمريكي يشير إلى ( أن قادة البلاد السياسيين غير قادرين على الحكم بفاعلية ) .
هذا غيضٌ من فيضْ من التصريحات الأمريكية وألمتورطة بإحتلال العراق , والتي دخلته بقرارات دولية صادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة وسلمته على ( طبق من ذهب ) اإلى الأحزاب الدينية , وقسمت الحصص بمقاسات طائفية , وكان ذلك منذ أيام الحاكم الأمريكي ( بريمر ) , وتنصيبه ( لمجلس الحكم ) .
واليوم بعد أن تعقدت الأمور , فإن البذرة التي زرعها الأمريكان وسقوها بألمياه الآسنة ( المياه الطائفية ) , نمت وكبرت وإشتد عودها وأصبحت لديها ميليشيات قوية ومسلحة ومدربة من دول الجوار وغيرها , إن الأمر في إعتقادي قد خرج من أيدي قوات الإحتلال , لأنه ليس بمقدور حكومة المالكي بوضعها الحالي والتي راهنوا عليها لفترة من الوقت أن تُرقِع ما أفسدته المحاصصة الطائفية والتي باركوها منذ إحتلالهم العراق في 9/4/2003 .
لقد طرحت معظم الأحزاب برامجها وفيها تصوراتها لحل الأزمة الخانقة والوضع المعقد , والجميع يتصور أن برنامجهم هو الأفضل , ويريدون قياس الأشياء بمقاساتهم الخاصة , وإذا تفحصنا هذه البرامج نجد فيها الكثير من نقاط الإلتقاء والبعض الآخر يمكن إغناؤه وجعله مقبولاً , إلى جانب وجود نقاط خلاف اُخرى يمكن معالجتها بشفافية وترحيل ما يمكن ترحيله إلى فترات لاحقة تُحدد مدتها , مع وجود نقاط اُخرى تعجيزية , لكن مع الأسف لا يبدو أن هناك مسعى جاد لإحتواء الأزمة خاصة بعد التصريحات الداعية الى الإنفراد بألحكم بين الأحزاب الأربعة المؤتلفة في الجبهة الجديدة –جبهة المعتدلين - ( المجلس الأعلى للثورة الإسلامية , حزب الدعوة – جناح المالكي – الى جانب الحزبين الكورديين , الإتحاد الوطني الكردستاني , الحزب الديمقراطي الكردستاني ) , والتصريحات غير المسؤولة الداعية الى الإستقطاب الرباعي بدعوى أنهم يشكلون الأغلبية في المجلس النيابي , علماً بوجود أحزاب كردستانية اُخرى هي 1 – الحزب الشيوعي الكوردستاني 2 – الإتحاد الإسلامي الكوردستاني 3 – الجماعة الإسلامية الكوردستانية 4 – حزب كادحي كوردستان 5 – الحزب الإشتراكي الديمقراطي الكوردستاني , مع الأخذ بنظر الإعتبار بمكانتها في المجتمع الكوردستاني .
إن مشاكل البلاد المستعصية والتي تزيد حدتها يوماً بعد يوم لايمكن لأية قوى بمفردها أن تضع الأمور في نصابها الصحيح , بل يتطلب وقفة جادة ومسؤولة من قِبل كل القِوى الخيِّرة في المجتمع صغيرها وكبيرها , وأن يتخلى الجميع عن المصالح الذاتية والأنانية الضيقة , وأن يضعوا العراق نصب أعينهم , لأن الوطن سوف يضيع , وإن ضاع لا سامح الله , سوف لن يعود إلى صحته وعافيته إلا بعد عقود , يومها يكون الجميع قد قضى نحبه , وتبقى اللعنات تلاحقنا لأننا كنا السبب في كل هذا الخراب !! , لأن الرقعه الصغيرة التي يريدوا أن يعالجوا بها الوضع المأساوي الصعب لا يمكن أن تغطي الشق العريض !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس