الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن أي انتخابات تتحدثون..

عبدالاله سطي

2007 / 8 / 27
كتابات ساخرة


إذا ها هي الانتخابات التشريعية تطل علينا من جديد ، فبتاريخ 7 شتنبر 2007 ستكون أيها الناخب المغربي على موعد مع الاستحقاق الذي يعول عليك الكثيرون منهم لكي تنصفهم وتضع فيهم ثقتك بوشمك على رمز حزبهم. فهذه الأيام تطل علينا كثيرا مذيعات إتم و الدوزيام لتنبئنا بأن طقس الانتخابات سوف يكون حارا جدا هذه السنة..حارا ولا باردا أمولاي يعقوب يدبروا لراسهوم يظيف أحد المواطنين. فهاهم سيأتونك أيه المواطن بوجوههم المتوهجة بفحاوة اللقاء، راكعين متوسلين طالبين راغبين ليس في خطبة ابنتك أو لسواد عيونك فقط لتغدق عليهم بتلك التخرميزة على رموزهم الانتخابية، كن في الموعد فهذه المرة أنت سيد الموقف ولا تبخل بأنافتك وأناقتك أمامهم، سيأتونك أفواجا مفوجة بجميع أنواع الطيف وحرارة الصيف، يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون. سيأتونك والكل يسوط على خبزته ويلمع في رمزه الانتخابي يتمتمون ويبرغمون، و إذا شكيت يقولون لك كما يقول المثل الشعبي دير الهم فالشبكة شي يطيح وشي يبقى، وشباكهم معروفة والخبار فراسك يا ذلك الشيطان. سيأتونك بشعرات شتى وبالحان جمة يصرخون ويوعوعون بالطبلة والغيطة ولعلك تخمم فهذين الأسبوعين لك وفي سيغنون لك كما غنت الفنانة الحاجة الحمداوية قديما متى ستزيان لما تطلع الشمس من الغرب أم من الشمال والله لا عجيب عجاب حال أهل هذا البلد، أهل سكوت قنوع أهل يعمل بمنطق <من فاته اللحم..فعليه بالمرق>، فالكل يمرق والله يعطيك صحيحتك، خمسون عاما من التمراق ولا احد يطمع في اللحم فقط لانه فاته وسبقه له غيرهم، كيف؟ ومتى؟ ولماذا؟ لا أحد يدري أو قل لا أحد يريد أن يدري..وحتى أنت قضي باللي حاضر قالوها الجدود.سيأتونك يقولون ملا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون فقط لأنهم لا يستحون و ليس لهم على ما يستحون،منذ خمسين سنة وهم يأتونك بنفس الوجوه وبنفس الصيحات وبنفس النبرات وبنفس الوعود وبنفس الرموز الصدئة، ورغم أنهم يعلمون علم اليقين أنهم لم يحققوا لك ما وعدوك به سابقا فوجوههم مبيضة لا تشيخ عن ممارسة اللغو بل هو أصبح مهنتهم الرئيسة وهوايتهم المفضلة. ورغم صيحات العهد الجديد ورغم التوصيات التي تدعوا لتغيير هاته الوجوه واستبدالها بوجوه شابة، قادرة على مواكبة مستجدات ومتطلبات مهام المرحلة، فلا حياة تنادي يا عبد الله، فالشطاح يموت وتبقى فيه هزت الكتف. كيف لا وهو الذي لم يأنس ولم يختلي ولم يجتمع ولم يطلع أو نزل إلا وهو يهز كتفه ووسطه، فحتى لو مات فعليه أن يبقى وفيا لمهنته التي أكل منها بالشدة على الكاف و أكل بدون شدة وشرب منها بالشدة على الراء وشرب بدون شدة. فلا يبقى إلا أن ندعوا الله أن يهدي هؤلاء القوم ويهدينا معهم للطريق السواء لعلهم يعوا بأن البلاد الآن تؤسس لمرحلة جديدة تحتاج لأناس أكفاء يعون حق وعي بمسؤولياتهم الجسيمة في تمثيل الشعب، لا يطمحون لكراسي لن يملأها إلا الفراغ، ولمهام تشريعية لن يكون بينهم وبينها قيد أنملة من التشريع، فإذا كنا نريد التغيير فالفرصة أمامنا وكفانا مضيعة للفرص فخمسون سنة كانت كافية لاستخلاص الدروس والعبر <وذكر إنما الذكرى تنفع المؤمنين>..كم ضيعنا من الفرص والنتيجة ماذا كانت؟ أرقام ومؤشرات تقشعر لها الأبدان، ومراتب يندى لها الجبين. فكفانا وكونوا وعون بأن أي إصلاح و أي تغيير لن يتحقق إلا من خلال تغيير العقليات الجحودة الحالية واستبدالها بأخرى أرقى من سابقتها ولعل الوضعية مناسبة الآن لانتهاز هذه الفرصة، ما نحتاجوه إلا الخطوة الأولى ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة فلا تجعلوها قسمة ضيزى بينكم،والله بماتعملون عليم.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب