الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إدا صلح أطفالنا صلحت بلادنا

حياة البدري

2007 / 8 / 27
حقوق الاطفال والشبيبة


الطفل هو الركيزة المهمة لكل بلد وهو المستقبل المعول عليه وهو الجذور الأساسية لأشجار كل الدول ...فإذا صلحت هذه الجذور صلحت شجرة الدول وسلمت من الأذى وكافة الأمراض الفتاكة ... وأعطتنا ثمارا صالحة وناضجة ...
فهل نهتم بهذه النبتة الصغيرة ونوصلها إلى بر الأمان ؟ وهل نسقيها ونرعاها ونحرص على تلبية كل حاجياتها النفسية والجسدية... وهل نسهر على الصفاء النفسي لأطفالنا ونقدم لهم كل ما يساعد على هذا الصفاء وتنقية طريقهم من الأوحال والأشواك و من كل ماهو مؤِذي لهم؟...

إن الطفل يا سادة ، حتى ينمو صحيحا معافى نفسيا وجسديا... يحتاج إلى مجتمع، يجعله من أولويات مخططاته وبرامجه وجو يسوده الأمن والأمان والحب والقبول الاجتماعي والأمن النفسي والاجتماعي ...ويحتاج إلى اللعب الذي ينمي مداركه ومواهبه والحركة والتفهم والإحساس به ...و يحتاج إلى الدفء الأسري والمجتمعي والحب الكبير والحنان الأكبر ...الحنان الذي عرفناه ورضعناه من أثداء أمهاتنا وتذوقنا كؤوسه من آبائنا ...وليس الذي يبخل به الآن ويتم تعويضه بالنقود...؟ ظنا أن النقود والمصروف الكبير ... سيحل محله ...

الطفل مشروع مستقبلي كبير وأساس رئيسي من أساسات أي بلاد ...يجب الاهتمام بها بشكل أكثر نضجا وأكثر مسؤولية حتى لاتسقط عنا هذه الأساسات في أي لحظة أو مرحلة ...

إن الكل مسئول عن هذا المشروع المستقبلي ...الآباء والدولة والمجتمع المدني والمثقفين والحقل السياسي ...

فالآباء مسئولين عن تربية أطفالهم وتوجيههم التوجيه الصحيح وتتبعهم ومراقبتهم والحنو عليهم والجلوس معهم
الوقت الكافي... ومحاولة معرفة كل تصرفاتهم وسلوكاتهم والتعرف على كل ما يعتمل بصدورهم والتعرف إلى مرافقيهم بالمدرسة والشارع... من أجل حمايتهم من كل كروه يحيط بهم...قصد إنقاذهم قبل فوات الأوان...
مع عدم الإساءة إليهم وضربهم ...وتجنيبهم الأعراض الإكتائبية والعدوانية وكل أنواع العنف ... ذلك لأن العنف الناجم في الصغر يولد العنف في الرشد ...ورد فعل على ما ناله الصغار من آبائهم والمحيطين بهم... في طفولتهم...

والدولة مسؤولة عن تحقيق الأمن النفسي للطفل وطرد كل ماهو مرهب له ويعمل على تشويش فكره ...ومسؤولة عن تقديم تعليم علمي وعقلاني ومنطقي يحصنه حاضرا ومستقبلا من كل من يحاول دمغجته وغسل دماغه وتوجيهه نحو الهلاك وجعله مجرد كركوزة في أياد آثمة همها المصلحة الذاتية...
كما أنها مسؤولة عن عدم تشغيل الأطفال والإساءة لهم وتعنيفهم بشتى أنواع العنف سواء اللفظي أو البدني أو المعنوي الذي يمتهن كرامة الطفل وإنسانيته ويتفنن في الإساءة إليهم ...هذه الإساءة التي باتت تنتشر بشكل كبير وبأنواع عديدة، الشيء الذي ينمي لدى الطفل الاستعداد للقلق والتعاسة وعدم الطمأنينة وتكوين المفهوم السلبي عن الذات وبالتالي الإحساس بعدم تقبله ...وبالتالي التأثير على توافقه النفسي والاجتماعي في جميع مراحل حياته ...الشيء الذي يجعله طريدة سهلة و قنبلة موقوتة في مخالب بشرية لا تعرف معنى الطفولة والإنسانية...

أما الحقل السياسي والمدني والثقافي فتبقى لهم مسؤولية الاهتمام بشكل أكبر بهذه النبتة ومنحها كل الأسمدة الصالحة لإخراج سنابلها إلى الأعلى دون طفيليات وحشائش قاتلة ... مع تبني كل المخططات التي تعمل على تلطيف جو هذه البدور وتنقية الأراضي التي ستغرس بها ووضع برامج خاصة بها وبكل ما سيساعدها على الذهاب نحو الطريق السليم دون كوارث إنسانية وعقد نفسية وأزمات عقلية واستغلال جنسي وحشي، هذا الاستغلال الذي بات يطال حتى الابتسامة البريئة ويقمعها ويذهب بها بعيدا نحو الاكتتاب والتأزم النفسي وغيره من الآفات النفسية التي تخيم على صدور بريئة وقعت فريسة بين مخالب وحشية وهمجية بعيدة عن الإنسانية وقريبة من الحيوانية والوحشية... مع العمل بجد وحزم للدفاع عن حقوق الأطفال وتحقيقها على أرض الواقع... وذلك لأن تحقيق صلاح الطفل وتحصينه هو تحصين مستقبلي لأي بلد من جميع الأخطار والتهديدات التي تلحق به مستقبلا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق


.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري




.. عائلات الأسرى تقول إن على إسرائيل أن تختار إما عملية رفح أو