الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في تحليل إستطلاع الرأي لمركز القدس للإعلام والاتصال ( JMCC )...

يونس العموري

2007 / 8 / 27
القضية الفلسطينية


من الواضح أن المجتمع الفلسطيني يعيش مرحلة لربما تكون الأدق والأخطر في مساره الوطني وتاريخه التحرري، حيث ضياعه ما بين الأطروحات السياسية الاستسلامية المصبوغة بالإطار السلمي أو هكذا تسمى، وتلك الفكرية العبثية العدمية غير واضحة الأفق والمتناقضة والمتناحرة... وقد بات تائها لا يدرك حقيقة ظرفيته وماهية المطلوب منه حتى وطنيا، في ظل انهيار المشروع الوطني التحرري بأكمله أو على الأقل الاختلاف عليه وعلى أركانه ومفاهيمه وأساسيات صياغته... وبرغم ذلك ما زال أيضا مدركا لحجم المؤمراة التي تعصف بوجوده ككل على أساس انه يستشعر حقيقة أهدافه الوطنية ومتطلباتة الشعبية، وبحسه الوطني القومي وانتماءه لقضيته الوطنية فلا شك انه يدرك بذات الوقت أساسيات الفعل في ظل عوامل الإحباط التي باتت تسيطر على المشهد الشعبي والمزاج العام للشعب الفلسطيني في ظل الأطروحات السياسية الهادفة للحل والحلول الخلاقة تارة، والحل العربي والدولي الإقليمي تارات أخرى... ولا نجافي الحقيقة إذا ما قلنا أن هذا الشعور قد أصبح السمة الأساسية لكافة الشرائح المجتمعية الفلسطينية بمختلف أماكن تواجدها... وهذا على الأقل ما عكسته نتائج استطلاع الرأي الذي أعده مركز القدس للإعلام والاتصال ( JMCC ) ......
وقبل البدء بمناقشة دلالات هذا الاستطلاع اعتقد انه لابد من تسجيل ملاحظة هنا لها الكثير من الأهمية والتي تتمثل بأن استطلاعات الرأي التي عادة ما تجريها مراكز البحوث في المجتمع الفلسطيني قد فقدت الكثير من مصداقيتها، لما لها من أهداف سياسية أو محاولة تسيسية، وهذا على الأقل ما عكسته نتائج استطلاعات الرأي إبان مرحلة الانتخابات التشريعية الأخيرة، مما افقد الكثير من مراكز البحوث هذه والقائمة على استطلاعات الر أي الكثير من المصداقية وبالتالي فإن نتائج استطلاعات الرأي ربما تكون قد تم توجيها بشكل أو بأخر خدمة لأهداف سياسية بالمقام الأول لهذا الطرف أو ذاك أو لهذا التوجه أو ذاك... وبرغم ذلك فلا نستطيع إهمال ما يتم نشره من استطلاعات للرأي للمجتمع المحلي، الأمر الذي لابد من التعامل معه ولكن بحذر، ولا يعكس بالضرورة الرأي العام للشعب الفلسطيني ومزاجه السياسي والاجتماعي وهو ما يجب الانتباه له....
ومن خلال المطالعة السريعة والعلمية لنتائج هذا الاستطلاع (الذي نفذ في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة).. فإننا نلحظ تشبث فلسطيني شعبي بالموقف الوطني التاريخي الذي لا يقبل التأويل أو التغير والمتمثل بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم وقراهم التي هجروا منها حيث أيدت (أكثرية (68.5%) حل مشكلة اللاجئين على أساس عودتهم إلى ديارهم، مقابل فقط (12.8%) أيدوا الحل القائم على عودتهم للدولة الفلسطينية، وفقط (6.7%) يؤيدون الحل عن طريق التعويض، و (11.8%) يؤيدون حلا يتضمن كل من العودة لديارهم وللدولة الفلسطينية والتعويض). وهذا الموقف يعكس بالأساس الموقف الوطني العام والمزاج الشعبي الأعم اتجاه هذه القضية المركزية والتي تشكل جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بل جوهر الصراع العربي الإسرائيلي لما لها من تشابكات على المستوى الإقليمي تمس بجوهر الخارطة الجيوسياسة الإقليمية حيث أن مشاريع التوطين والتي تجتهد الإدارة الأمريكية والإسرائيلية بتنفيذها إنما تمس أساسا بالأمن القومي للمنطقة ولتغير معالم ديمغرافية شعوب هذه المنطقة وتحديدا في دول كلبنان وسوريا والأردن الأمر الذي يحمل معه الكثير من الخبايا والخفايا فيما وراء أطروحة التوطين المطروحة.... وفي هذا السياق فلطالما قال الشعب الفلسطيني كلمته وها هو يؤكدها من جديد وان كان من تم استطلاع رأيهم لا يمثلون بالضرورة الرأي العام للشعب الفلسطيني على اعتبار أن هذا الاستطلاع وحول هذه القضية بالذات قد اغفل ما يقارب 60% من الشعب الفلسطيني المقيمين في دول الشتات والتهجير.... وهم المعنيين الأساسيين بقضية العودة وتقرير المصير على المستوى الشخصي والفردي.... وبالتالي فبلا أدنى شك انه وبرغم كل ما يعانيه الشعب من سياسات الحصار مرورا بسياسات التجويع والتركيع والقتل والذبح فما زال متماسكا فيما يخص جوهر صراعه مع الطرف الإسرائيلي ومصمما على إنجاز حق العودة وعدم التنازل عن هذا الحق بغض النظر عما آل إليه مشروعة الوطني بالظرف الراهن....
وفيما يخص مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وقضايا الحل النهائي نلاحظ أن ثمة غباش بالرؤية لدى المجتمع الفلسطيني جراء عدم وضوح الموقف التفاوضي برمته أو ما يمكننا أن نسميه ضياع الشعب وعدم امتلاكه لحقيقة الموقف التفاوضي وتقدير الموقف فيها وهذا ما ينعكس بشكل أوضح من خلال الأرقام التي جاءت متناقضة لتعكس حجم التخبط والغباش بهذه المسألة فقد أيد نصف المستطلعين فكرة اتفاق إعلان مبادئ، والنصف الآخر عارض ذلك. ومما يلفت الانتباه هو أن الأكثرية (61.4%) تعارض تبادل الأراضي مع إسرائيل في سياق المفاوضات مقابل (38%) يقبلون بذلك. وبشكل أكثر وضوحاً، فان أكثرية (81.9%) تعارض إبقاء سيطرة إسرائيل على مستوطنات مقابل مبادلتها بأراضي إسرائيلية، في حين فقط (17.4%) يقبلون بذلك.... وهنا نقول أن نسبة 61.4% التي عارضت فكرة تبادل الأراضي مع إسرائيل في سياق المفاوضات وعادت وارتفعت هذه النسبة الرافضة لفكرة تبادل الأراضي حينما جاء السؤال على شكل سيطرة إسرائيل على مستوطنات الضفة الغربية حيث رفض ما نسبته 81.9% هكذا سيطرة حتى في ظل عملية التبادل المطروحة وهو الأمر الذي يعني أن جمهور المستطلع رأيهم لا يعرفون بالضبط ما تعنيه فكرة تبادل الأراضي وحينما اتضحت من خلال السيطرة الإسرائيلية على المستوطنات عادوا ورفضوا الفكرة وبالتالي جاءت الأرقام لتعكس برأيي ما يعانيه جمهور الشعب عموما فيما يخص قضايا المفاوضات والتي غالبا ما تأتي على شكل أطروحات عمومية يصعب فهم وهضم تفاصيلها وهو ما يفسر غباش وضياع الرؤية وبالتالي الموقف الوطني الشعبي الحقيقي اتجاهها....
وما يستوقف أي باحث أو مراقب للشأن الفلسطيني هو ما تحدثت عنه الأرقام فيما يخص نسبة التأييد والالتفاف حول الحركة أو التنظيم أو الرئيس القادم فيما لو أجريت الانتخابات خلال هذه الفترة وهو الأمر الذي يعني أن الشعب الفلسطيني فقد ثقته بقادته وبحركاته وتنظيماته السياسية التي برأيه لم تعد تمثله أو تمثل وتعبر عن تطلعاته وطموحاته في ظل حالة الانقسام الحاد والتخبط في الأداء والتلاعب بالمصالح العليا للشعب التي باتت معرضة للخطر وسط معمعة الاقتتال الداخلي المنحدر لمستوى الحرب الأهلية بكل المقاييس والمعايير... وفي هذا السياق فقد جاءت الأرقام على النحو الأتي:
(عندما تم سؤال الجمهور حول الشخصية والحركة اللتين سينتخبونهما في حال أجريت انتخابات رئاسية وتشريعية، قال (20.6%) إنهم سوف ينتخبون الرئيس أبو مازن مقابل (18.8%) سينتخبون هنيهة، و (16.6%) سينتخبون مروان البرغوثي. أما على مستوى التنظيمات، فقد حظيت حركة حماس بما نسبته (21.6%) ، في حين سجلت مكانة فتح ارتفاعا (34.4%) خلال هذا الاستطلاع...)
وهنا لابد من ملاحظة أن هذه الأرقام اقل بكثير من النسبة التي يُفترض أن يحظى بها أي رئيس قادم للشعب الفلسطيني واقل بكثير مما يجب أن تحظى به أي حركة أو أي تنظيم من المُفترض أن يقود المسيرة الفلسطينية الوطنية التحررية مما يعني أن جمهور الشعب الفلسطيني قد فقد ثقته بأحزابه وتنظيماته وحركاته وهو الأمر الأخطر برأيي والذي يترك جماهير الشعب في مرحلة التحرر الوطني ضائعا تائها من جديد في أتون العدمية النضالية حينما تصبح السمة الغالبة للجماهير بعيدة عن الأطر المشكلة للحركة الوطنية، ودون الحراك السياسي الذي من شأنه استثمار الفعل النضالي وصمود الجماهير ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنس الشايب يكشف عن أفضل صانع محتوى في الوطن العربي.. وهدية ب


.. أساتذة ينتظرون اعتقالهم.. الشرطة الأميركية تقتحم جامعة كاليف




.. سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة | #رادار


.. -لن أغير سياستي-.. بايدن يعلق على احتجاجات طلاب الجامعات | #




.. هل يمكن إبرام اتفاق أمني سعودي أميركي بعيدا عن مسار التطبيع