الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لا تغرق غزة في الظلام....!!!

محمد أبو مهادي

2007 / 8 / 27
القضية الفلسطينية


نشر بيان صحفي علي الموقع الاليكتروني للقوة التنفيذية التابعة لحركة حماس وهي تهاجم شخصية وطنية قيادية لأحدي الحركات السياسية المناضلة في فلسطين، والتي رسمت بكفاحها معالم صمود طويل للشعب الفلسطيني إلي جانب كفاح مجموع الحركة الوطنية الفلسطينية وحملت فكراً ينحاز باستمرار إلي الوطن وفقراء الوطن وقضايا الوطن.
ومن الواضح أن كاتب هذا البيان الذي نشر علي خلفية الاعتداء علي المصليين والصحفيين في غزة يوم الجمعة ، هو شاب عمره من عمر حركة حماس، ولم يقرأ سوي تاريخ حركته، ولا يوجد لديه ادني استعداد لان يري سوي نفسه، ولا يعتقد بوجود لآخرين غير وجوده.
مؤشرات هذا البيان وما جري في ولا زال يجري في قطاع غزة خطيرة جداً وتجاوزت كل ما هو متوقع، حيث تمارس مختلف أشكال الجرائم بحق الأفراد والجماعات والأحزاب، وتصادر حقوق مكتسبة لشعبنا وكل شعوب الأرض هذه الحقوق التي جاءت نتاج كفاح طويل للبشرية وصولاً لانتزاعها وتكريسها كمنهج لإدارة شؤون المواطنين وتنظيمها عوضاً عن الأشكال البدائية الطوطمية.
الحق في الحياة في خطر، حرية التعبير في خطر، حرية التظاهر في خطر، حرية الفرح في خطر، حرية ممارسة المعتقدات الدينية في خطر، الأموات تداهم قبورهم، والأحياء تنتهك حرمات بيوتهم، وفوق كل ذلك الوطن في خطر.
اعتداء علي المجدلاوي بعد الاعتداء علي العوض وسبقهما في ذلك الصالحي والبرغوثي، واعتقال للصحافيين بعد اعتقال للنائب العام، احتجاز للصحف المحلية قبل مصادرة لكاميرات الصحافة والاعتداء علي حامليها، والمقصود من كل ذلك هو لجم الحقيقة وإخفاء الجريمة، وماذا بعد ؟؟؟
بالأمس كانت مشكلة سياسية تحولت إلي مشكلة ديمقراطية وصولاً إلي المشكلة الأمنية، واليوم يوجد مشكلة فكرية ويبدوا أن اللون الأحمر لم يعد يرق للقوة التنفيذية حسب ما ذكرت في بيانها الصادر بتاريخ 24/8/2007 علي موقعها الاليكتروني، وغداً قد ستكون لديهم مشكلة مع جميع الألوان.
غزة التي عاد إليها التيار الكهربائي لا زال يتهددها خطر الغرق في الظلام، ظلام التطرف والإقصاء، ظلام الجهل والتنكر للتاريخ ومحاولات تزييفه، ظلام القذف والتشهير والتخوين والتكفير، وظلام الجهل بخارطة الوصول إلي الحرية والتحرير.
الحركة الوطنية الفلسطينية ومفكري الشعب وكتابه وصحافييه ووسائل إعلامه، وكل الطامحين إلي بناء مجتمع فلسطيني تسوده قيم الحرية والديمقراطية والمشاركة واحترام الآخر باتوا جميعاً الآن أكثر من أي وقت مضي في حاجة لتنسيق جهودهم وتفعيلها نحو حماية أنفسهم ومجتمعهم، ورؤيتهم للمجتمع الذي يرغبون به، إنهم ليسوا بحاجة إلي لجنة للدفاع عن الحريات بقدر حاجتهم لوضع خطة عملية للنضال من اجل هذه الحريات، وليسوا بحاجة إلي توثيق الانتهاكات بقدر حاجتهم لامتلاك القدرة علي منع هذه الانتهاكات، هم الآن بحاجة إلي الانحياز الواضح والجدي لحقوق الناس ومصالحها والدفاع عنها مهما بلغت حجم الاعتداءات حتي لا تبقي غزة رهينة لمجموعات فقدت البوصلة وتضرب في كل الاتجاهات.
لا يمكن لحركة حماس أن تدعي الديمقراطية وتضرب ابسط أسسها من خلال قمعها لحرية التظاهر وحرية التعبير وحرية الإعلام، ولا يمكنها أن تدعي الحفاظ علي التعددية وتقوم بمهاجمة رموز وشخصيات هذه التعددية، ولا يمكنها أن تدعي توفير الأمن للأجانب إلي قطاع غزة وتعتدي علي مواطنين غزة، ولا يمكنها أن تدعي انفتاحها علي مختلف الأفكار وتعتدي علي فكر ساهم في تحرير الملايين من سطوة من هم اشد منهم سطوة.
حركة حماس وقوتها التنفيذية يجب أن لا تكتفي بتهنئة حزب العدالة في تركيا علي فوزه في الانتخابات، ولا يجب أن تري في هذا الفوز مجرد إضافة كمية للحياة السياسية التركية، بقدر ما تري فيه إضافة فكرية جوهرية لفكر حركات الإسلام السياسي، وان تقرأ جيداً تجربة هذا الحزب الديمقراطية وشكل علاقاته مع الشعب التركي، والأحزاب التركية، والدستور التركي،والمؤسسة الأمنية التركية، كذلك أن تري علاقة هذا الحزب مع العالم وما يجري في العالم.
حماس بحاجة إلي مراجعة وتقييم جاد لكل ما قامت به بعد الانقلاب العسكري، كما هي حاجة القوي السياسية الاخري، فالمواطن الفلسطيني الذي ضرب اليوم بالهراوات، أو أطلقت عليه الرصاصات، كنتم بالأمس بأمس الحاجة إلي صوته ومشاركته في الانتخابات، ولا زلتم بحاجته في معركتكم ضد الاحتلال الإسرائيلي، وبحاجته كملاذ امن لكم في كل الأزمات.
المواطن الفلسطيني في غني عن كل الجنود وكل ترسانات السلاح، هو بحاجة إلي قوي فلسطينية حيّة تحتضن أحلامه في الخلاص من الاحتلال، وتقوده إلي مستقبل امن في مجتمع تسوده قيم الحرية والعدالة والقانون والتسامح والعيش الكريم .
إن الرهان علي فوهات البنادق لن يصمد كثيراً أمام الرهان علي قناعات الناس وفكرهم وغضبهم، والرهان علي ترويع المواطن وترهيبه لن يصمد كثيراً أمام الرهان علي جسارة الناس وقدرتها علي صد الأخطار، قد تنجحون في لحظة ولكن لا ضمانة لكم في كل اللحظات.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع اليابانية رفضا لشراء طائرات مسيرة م


.. عادل شديد: مسألة رون أراد تثير حساسية مفرطة لدى المجتمع الإس




.. دول غربية تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب أهداف داخل رو


.. ما دلالات رفض نصف ضباط الجيش الإسرائيلي الاستمرار بالخدمة بع




.. أهالي جباليا يحاولون استصلاح ما يمكن من المباني ليسكنوها