الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاوضات البوليساريو والمغرب : فرص لم تنضج .. ام حوار طرشان..!؟

السالك مفتاح

2007 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


انتهت جولة التعارف في منهاست ، لتبدأ مفاوضات جنيف وما بعدها، لكن ليس من حيث انتهت الاولى ..!! بل بعد 15 سنة من تواجد بعثة المينورسو (بعثة الامم المتحدة لتنظيم ‏استفتاء تقريرالمصير في الصحراء الغربية) لاتزال دار لقمان على ‏حالها ومسار ال 29 سنة من المفاوضات الماراطونية (السرية، غير ‏المباشرة ثم العلنية تحت اشراف الامم المتحدة) يراوح مكانه عند عتبة ‏تقرير المصير في ظل الاطروحات والمواقف المتنافرة..!؟ كل ذلك يتم ‏رغما عن انف اكثر من خمسين تقريرا ومئية توصية ويزيد من وثائق ‏ولوائح اقرتها الامم المتحدة وصدرت عن مجلس الامن الدولي ‏واعترافات الشخصيات الفاعلة ، والتي تدعو جميعها للاحتكام لممارسة ‏حق تقرير المصير من خلال تنظيم الاستفتاء المصادر منذ اكثر من ‏اربعين سنة، الذي تلاحقه لعنة سيزيف بفعل فقدان الراعي وضعف ‏المصالح وتواطؤ بعضها الاخر..!؟
جولتا مانهاست الاولى والثانية، اظهرتا ان مواقف الطرفين تظل متعارضة، في ظل فقدان ارادة سياسية دولية في معاقبة المارغ وانصاف الضحية..!!
ذلكم ان الرباط تجد الدعم من اللوبي الصهيوني بكل سخاء في ظل تغاضي الطرف من لدن الادارة الامريكية وعدم وجود قوى فاعلة على مستوى مجلس الامن لرفع القضية الى مصاف القضايا الدولية الكبرى..!!
بل ان الجولة المقبلة من المفاوضات تعتبربداية لمسار اخر، تشكل منعرجا جديدا قد يمتد لاكثر من جولة وصولة من لعبة شد الحبل..!؟
ذلكم ان القرار 1754عاد بالملف للمربع ، وهو ما يجعل الطرفين يجدان نفسيهما في صراع ، حول تاويل النص في مسالتين : تقرير المصير واشكالية السيادة، الامر الذي قد يفتح سجالا جديدا يستدعي رفع المسالة لهئية قانونية على مستوى الامم المتحدة..!!
فقدان الارادة السياسية لدى المغرب في ظل المبادأة التي فتحتها البوليساريو،عبر مبادرة التفتح والتجاوب مع الامم المتحدة ومساعيها الانسانية وضعته في موقف لا يحسد عليه، باعتراف الوسيط الدولي بمنهاست الثانية..!؟
و اكثر من ذلك ‏ان واشنطن وباريس ومدريد واللوبي اليهودي ،عادت برأسها لتقحم ثقلها بالاصطفاف بجانب الرباط ، على الصعيد الدولي ..!؟
ماذا بقي بعد ان اعلن ‏المغرب انه في حل من الالتزامات الدولية التي قطعها على نفسه امام ‏المنتظم الدولي وهو الذي تقين بان نتائج تنظيم أي استفتاء ، سيمنيه بالخسارة، كما كشف بيكر في ‏شهادته بعيد الاستقالة..!؟ ماذا بعد زيارت ماراطونية قام بها ‏جميع الامناء العامين للامم المتحدة والمبعوثين الدوليين للمنطقة، ‏وطيلة السنوات الفارطة وعلى مدار معركة الكر والفر التي ميزت جهود ‏الامم المتحدة ورسلها في عواصم المنطقة ..!؟.‏
لقد التامت اكثر من اجتماعات ومفاوضات ثنائية وثلاثية ورباعية ‏وخماسية في اكبر العواصم الدولية (باماكو1979،نيويورك، هيوستن، ‏لشبونة، لندن، برلين ،مدريد،باريس ، الجزائر، الرباط، نواقشوط،جدة ‏بالسعودية، مخيمات اللاجئيين الصحراويين، العيون..) لكن كل هذا ‏ذهب ادراج الرياح ولم نسجل خطوة الى الامام ، بل ان كل خطوة في الاتجاه السليم ‏قابلتها اثنتان للوراء..!؟ ‏
هذه الحقيقة كانت واضحة في رمي بيكر المنشفة والاستقالة ‏من الملف، بعد ان اكتشف ان الملف الصحراوي تلاحقه لعنة ازدواجية ‏المعايير في تطبيق المشروعية الدولية .!؟ ‏
الحقائق تبرز على الارض مناورات سياسية تهدف لشل فعالية القواعد ‏القانونية ،ومحاولة اخراج القضية عن سكة تصفية الاستعمار، والذهاب ‏بها بعيدا نحو مطبات المتاهات والحلول غير النظيفة ضمن سياق لعبة ‏المؤامرة ..!!
وقبل الملف المفتوح على المفاوضات ، كانت مقاييس ديكويار ، وبعده ‏اصدم الصحراويين بمقاربة بوطرس غالي ..!! وكان افضلهم ان لم نقل ‏اكثرهم ذكاء بيكر الذي حاول ان يوازن بين الطرفين فاعطى لكل واحد ‏شئيا ولم يعطه الكل في لعبة مناصفة، كان يدرك انها لن تصل النهاية ‏لكنها الافضل المتاح .!! فكان الد هاء الامريكي واضحا في لعبة ‏سياسية اتقن اخراجها دبلوماسي ومدرسة فن الممكن في ‏مواجهة التعنت وروح الاستكبار..!؟ ‏
قد لا نستغرب ان وجد انفسنا مرغمين على حمل السلاح بجانب تصعيد ‏الغضب،في ظل الاستخفاف بالحق واحتضان الباطل ‏بنظر الصحراويين .!! ‏
‏ ذلكم انه رغم وضوح قرارات الامم المتحدة (الرأي الاستشاري لمحكمة ‏العدل الدولية بلاهاي سنة 1975، كان الغزو المغربي الموريتاني ،بعد ‏اتفاقية مدريد الثلاثية التي مهدت لها واشنطن عبر الضغط على اسبانيا ‏من خلال كاتب الدولة الامريكي للشؤون الخارجية ،هينري كيسنجر ‏‏(اثناء زيارة سرية لمدريد سنة 1974) والرسالة التي بعثها المسؤول ‏الامريكي من بيروت لاحقا،والتي خلاصتها ان واشنطن لاتريد انغولا ‏جديدة في شمال افريقيا . ثم كان هناك الرأي الاستشاري الصادر عن ‏الهئية القانونية للامم المتحدة بتاريخ 29 يناير 2002) رغم ما اكتنفه ‏من غموض بخصوص مسالة التفريق بين الاستكشاف بغرض معرفة ‏المؤهلات الاقتصادية من جهة و التنقيب بغرض الاستغلال من جهة ‏اخرى،الا انه يقول بالحرف الواحد ان المغرب لايمتلك صفة القوة ‏المديرة في المنطقة التي لاتزال على ذمة تصفية الاستعمار،واكثر من ‏ذلك ان اتقاقيات التقسيم لسنة 1975 لايمكنها نقل السيادة لاي من ‏الموقعين عليها .. !؟ ‏
‏ ‏ الحقيقة الثانية ان ورقة الصحراء شكلت في مرحلة من المراحل ‏عاملا حاسما في استقرار بعض النظم وبالذات النظام المغربي الذي ‏وجد فيها لفترة من الزمن اداة للتموقع خلف متاريسها لاستدرار عطف ‏الاخرين ( الحرب الباردة) ..وفي فترة اخرى،اتخذ منها مطية لمواجهة ‏الضعف الذاتي والانهيار من الداخل ،خاصة بعد موت الحسن ‏الثاني1999، وهو ما جعل المستشارين من ذوي الاوصول اليهودية ‏يقولون ان مجرد تنظيم الاستفاء في الصحراء هو انتحار للنظام الملكي ‏في المغرب (تقرير امانة الدفاع الفرنسية مارس 1999) . وفي مرحلة ‏تالية بدات المسالة عامل توازن وانسجام ،بل هي بوصلة الانسجام من ‏عدمه في منطقة تعيش مخاض التحول واعادة تاسيس بيتها من الداخل..!!
لكن قرار الرباط، ابريل ‏‏2004، وضح الخيط الابيض من الاسود بان المغرب الجديد اختار ‏طريق الانحراف عن المسار نحو المجهول ، لانه غير واثق من ‏نتيجة الاستفتاء في حالة تنظيمه، كما قال بيكر في تصريحاته عقب ‏استقالته مع الشبكة التلفزيونية الامريكية (‏PBS‏ صيف 2004 ) ‏
‏ هنا يستوقفنا سؤال عريض لماذا تفشل الامم المتحدة في حل المسالة ‏الصحراوية رغم انها مطروحة على الاجندة الاممية في الجمعية العامة ‏و اللجنة الرابعة منذ قبل كثير من الدول التي خرجت من رحم تصفية ‏الاستعمار وهي اليوم اعضاء في الامم المتحدة ...!؟ هل القضية ‏الصحراوية بعيدة عن مرمي المصالح الدولية ذات التاثير على صناع ‏القرار الدولي ، ام هناك اسرار وخبايا في اللعبة !؟ ام ان الامم المتحدة ‏ليست سوى مظلة لمصالح الاقوياء ومن يسير في فلكهم !؟ الم تعلن ‏الادارة الامريكية في نص اتفاقية الشراكة مع المغرب، ان الاتفاقية تطبق ‏خارج الصحراء الغربية كونها منطقة نزاع بيد الامم المتحدة، وتعلن بعيد جولة مانهاست الثانية بان حل القضية يساهم في مواجهة ما اسمته بالارهاب ويقرب جهود التنمية في المغرب العربي من التجسيد..!؟ وقبل ذلك الم يعلن البرلمان الاوربي، ‏صلاحية تقرير المصير ويزكي توصية لجنة تصفية الاستعمار!؟ لماذا تصر بعض القوى ، من جديد على دعم اطروحة المغرب، هل هي مواقف ‏موسمية ام انها مجرد سحابة انتخابات وهواجس عابرة... !؟
‏ اذا كانت سنة 1975، شهدت صفقة مدريد وما ارتبط بها من مؤامرة ‏دولية ،ضمن سياق حرب المواقع التي املتها طبيعة الصراع الدولي ‏وروح التجاذب بين الشرق والغرب .. وفي سنة 1992، برزت ارادة ‏المماطلة في شد الحبل ، في ظل ضبابية انهيار الاتحاد السوفياتي والظروف المرتبطة بالمنطقة المغاربية..اذ ‏سيطرت وقتها لحظة الانتظار لماياتي ، امام ضعف الامم المتحدة...!! وفي سنة ‏‏1999بعد موت الحسن الثاني، وبروز قائمة الناخبين، كانت الخشية من ‏المفاجاة، سيدة الموقف بالنسبة للقصر ومن يقف خلفه، والخوف من ‏تجربة غير مسبوقة قد تقلب تطبيقاتها الامر راسا على عقب، فالان ماذا ‏يقف خلف تكرار نفس السناريوهات وذات اللعبة رغم تغير الظروف ‏وتبدل المعطيات.!؟ ‏
اسئلة تبقى تظل محيرة للبعض ، لكنها للعارفين، مجرد مفاتيح البحث ‏عن خيوط الحقيقة التائهة في الصحراء ، خاصة ان بيكر بعد استقالته، ‏اوضح انه لم يتمكن خلال سبع سنوات من نقل الملف من البند السادس ‏الى البند السابع من ميثاق الامم المتحدة، نتيجة بان هناك عضو في ‏مجلس الامن وقف بالمرصاد في وجه القرار.!؟
فالقضية الصحراوية ،رغم زخمها التاريخي وابعادها السياسية وظلالها ‏الاقليمية، بقيت يلفها النسيان يحاصرها التآمر..!! ‏
‏ لتظل هكذا مرمية في سلة التاريخ ، في غياب التاثير السياسي لدى ‏صناع القرار في الامم المتحدة ،وفي ظل عجز القضية ان تجد ‏الصدى الاعلامي وتخلق التفاعل الدبلوماسي،وسط عدمية تاثير الفاعل ‏المحرك، او بالاحرى عدم توفر مقومات شروط واليات الحل ‏السياسي.. كون العالم يتعامل فقط مع الوجبات الساخنة ..!!‏
‏ ضعف الزخم السياسي وتقاعس القوى الفاعلة من خارج وداخل ‏المنطقة جعل المسالة الصحراوية تبقى حبيسة الاهمال ليس في الواجهة السياسية الاعلامية، بل و ايضا على مستوى منطقة المغرب العربي وفي دهاليز ‏مجلس الامن ...!!‏
و في ظل رفض المغرب التعاطي مع المبادرات(اجراءات وتدابير تنقية الاجواء : توسيع الزيارات عبر البر، تشكيل لجان مشتركة لمكافحة وتنقية مسارح المعارك من الالغام وبقايا الذخائر غير المتفجرة، تنظيم حج مشترك على جانبي الجدار..)،لم تجد الامم المتحدة بدا من التمسك بشعرة معاوية في المفاوضات بين الطرفين في افق الامل المنتظر والرهان على التغيير في موازين القوى لهذا الطرف او ذاك..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية